شمس نيوز/القدس المحتلة
قال المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل إن الجيش قرر أخيراً النزول عن الشجرة والإقرار بفشل العملية العسكرية التي شنها في أعقاب اختفاء المستوطنين الثلاثة شمالي الخليل قبل ثلاثة عشر يوماً، بعد أن شتت جهوده في غير هدف العملية الأساسي.
وأضاف هرئيل في مقال له صباح اليوم الأربعاء إن "عمليات الجيش الضخمة في الضفة والتي كانت تستهدف "اجتثاث حماس" تم استنفادها دون تحقيق أهدافها كاملة بما في ذلك هدفها الأول وهو إيجاد "المختطفين"، منوهاً إلى فشل التكتيك العسكري في الوصول إلى الخاطفين وممارسة الضغط في غير محله .
وأضاف بأن الجيش وزع قواته على طول الضفة وعرضها بدل التركيز على منطقة الخليل بشكل أكبر وانشغل بعملية معروفة النتائج سلفاً .
وتحدث هرئيل عن قيام ضباط الجيش بتخفيض سقف التوقعات لدى الجمهور الإسرائيلي عبر القول بازدياد الخطر على حياة المفقودين مع مرور الوقت، في حين قال بعضهم إن الفرضية القائمة حالياً تشير إلى أنهم أحياء، إلا أن قائد الأركان الإسرائيلي بيني غانتس كان أكثر وضوحاً عندما قال إن فرضية بقاء المستوطنين أحياء غير مبنية على أي أساس من المعلومات الدقيقة، ولكنها تعتمد فقط على حقيقة أنه لم يثبت عكس هذه الفرضية.
وأشار غانتس إلى أن تجربة الماضي مع هكذا سيناريوهات خطف لا تبشر بخير طالما لم يعرض الخاطفون مطالبهم بعد، ما يشير بحسب المحللين العسكريين الإسرائيليين إلى ثلاثة خيارات فإما أنهم في طريقهم لمكان ما ولم يصلوا بعد، أو أنه لم يكن لديهم تخطيط في الأصل للمساومة وقاموا بقتل المستوطنين منذ البداية، وأما الخيار الثالث فهو أن خاطفيهم يعيشون تحت ضغط العملية العسكرية الحالية وينتظرون هدوءها حتى يخرجوا بمطالبهم.
ويلاحظ المتتبع للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة سواءً العسكرية أو السياسية وجود تخبط واضح فيما يتعلق بمستقبل العملية العسكرية ما بين قائل بأنه تم تقليصها بشكل جوهري وآخر يشدد على مواصلتها وحتى زيادة وتيرتها، إلا أن الواقع على الأرض يقول إنه لم يعد للجيش ما يفعله في مدن وقرى ومخيمات الضفة .
زد على ذلك المخاوف الإسرائيلية من تحول العملية الموازية لعملية البحث عن المستوطنين إلى العملية الأساسية مع زيادة الاحتكاك بالسكان وسقوط الضحايا ما يعني إمكانية مساهمة "إسرائيل" بيدها في اندلاع مواجهات غير محسوبة العواقب في الضفة، قد تكون أشد إيلاماً من عملية الخطف بذاتها .