شمس نيوز / صلاح سكيك
تصوير ومونتاج / اسلام قاسم
تتسابق الفضائيات العربية في تقديم باقة من المسلسلات الاجتماعية والسياسية في شهر رمضان، لجمع شمل العائلة العربية على طبق متنوع من الأعمال المهيأة خصيصا للبث في الشهر الكريم.
ومع الإقبال الجماهيري على متابعة هذه الأعمال فإن عددًا من المسلسلات أثارت أزمات بسبب تناولها لقضايا تعد خطوطًا حُمْرًا، أو لتضمنها مشاهد مخالفة للدين والأخلاق والأعراف الاجتماعية.
وتثير هذه الأعمال تساؤلات حول قدرتها على التأثير في المجتمع، وبالتالي إحداث تغيير في توجهاته الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، لكونها تقوم بنشر الأفكار بأسلوب يعتبره بعض المتابعين مقبولًا لدى الناس الذين ملوا التلقين.
فهل لهذه المسلسلات القدرة على التأثير في المجتمعات؟ وإلى أي حد تُسهِم في تحريك الرأي العام أو تغيير التوجه والسلوك الاجتماعي؟
الإعلانات تتحكم ..
المختص بالإعلام التربوي د. احمد مغاري، رأى بأن الفضائيات العربية تعرض المسلسلات في شهر رمضان لأهداف تجارية بحتة، فالهدف واضح وهو زيادة الأرباح والعائدات من خلال الإعلانات التجارية من الشركات الكبرى فالمنتج والمسوق ومالك القناة مستفيدون من أعداد المشاهدات المرتفعة.
واستهجن مغاري خلال مقابلة مع "شمس نيوز"، قيام بعض القنوات العربية وعن قصد بربط رمضان بالأعمال الدرامية فقط، من خلال إطلاق مصطلح "رمضان شهر المسلسلات"، مطالبا بوضع حد لهذه الممارسات التي يُقدِم عليها المنتجون وصناع الدراما العربية كل عام.
وأحصى المختص الإعلامي أكثر من 60 عملًا دراميًا عربيًا محصورةً بين الدراما "المصرية والسورية والخليجية" تعرض فقط في رمضان، بينما زادت تكلفة المسلسلات المصرية فقط هذا الموسم عن مليار ونص المليار دولار.
الإساءة للدين ..
وأكمل د. مغاري حديثه قائلًا: "نفتقد هذا العام للأعمال الدينية والتاريخية التي اعتدنا عليها كل رمضان، ولكن على النقيض من ذلك فتم تصوير الشخص المتدين الملتحي كرجل إرهابي متطرف في عدة أعمال، وهذا بالطبع يتنافى مع الحقيقة والدين و العُرف السائد في المجتمعات العربية وفق تعبيره.
وفيما يتعلق بالمستوى الفني لهذه المسلسلات فذكر بأنها دون المستوى بسبب ضعف الحبكة الدرامية و عدم الشفافية في تناول الموضوعات الجادة في المجتمع، مشيرًا إلى وجود تمييز واضح بين فئات معينة، "أين المسلسلات التي تخاطب الطفل والأسرة وأيضًا الدراما الشبابية التي لها رسالة سامية وتسعى لتغيير واقع الشاب العربي إلى الأفضل؟".
وحمّل مغاري المنتجين وصناع الدراما والقنوات، تدني المستوى الفني للمسلسلات والهبوط الأخلاقي الذي أصاب الدراما العربية في الآونة الأخيرة، كما لم يعفي المشاهد العربي من المسؤولية في انتقائه للأعمال التي تناسبه وتناسب أفراد بيته، ناصحًا بضرورة مقاطعة القنوات التي تعرض مسلسلات هابطة، وبالتالي سيخسر المُنتج والمُعلن وصاحب القناة من المقاطعة الجماهيرية.
غزو فكري وثقافي ..
بينما اعتبر الشيخ الداعية "أيمن حماد"، أن عرض تلك الأعمال الفنية في رمضان أو غيره هو خطة مدروسة وليست عشوائية، وان هناك غزوًا فكريًا يستهدف الشباب العربي المسلم.
وقال حماد: ما يدلل على كلامي هو توقيت عرض تلك الأعمال في نهار رمضان، وعند موعد إقامة صلاة التراويح، متسائلًا لماذا بالتحديد هذه الأوقات.. أليس هدف ذلك إبطال الصوم وترك الصلاة وقطع الأرحام ؟؟
وذكر الداعية ان سقوط الشباب المسلم من خلال الغزو العسكري هو أمر مصيره الفشل، لكن السقوط من خلال الغزو الثقافي والفكري هو اخطر وطريقه الهواية، معتبرا بأن الأعمال الأجنبية أصبحت اقل خطورة من العربية وذلك لأن الأسرة العربية تشاهد الأجنبي وهي تعرف بأنه كافر، بينما العربي هو من نفس الأمة، ويقوم بأفعال غريبة ضد الدين والمجتمع، كشرب الخمور و تعاطي المخدرات والمشاهد الخليعة بحسب وصفه.
الأعمال الوطنية ..
وأجمَل حماد المسلسلات التي يجب على المسلم أن يقاطعها، "هي التي تتعارض مع الشرع والدين وتكون تحت طائلة الحرمانية، مثل الأعمال التي تهدم الأخلاق وتروج للجنس والشهوات وتعزز من معدلات الجرائم في المجتمع".
وذكر الداعية ان الحكم على مشروعية العمل الفني تكون من خلال الاطلاع على السيناريو والقصة وإخراجه للناس بالطريقة التي لا تعارض الشرع.
أما فيما يتعلق بالأعمال الدرامية الوطنية، فشجع الداعية حماد تلك الأعمال لأنها تزكي في المواطنين حب الوطن والمقاومة وتسهم في رفع الروح الجهادية لهم، وأيضًا فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المسلمين ومقدساتهم، وكل ذلك يكون وفق العقيدة الإسلامية وملتزمًا بالشريعة.
يشار إلى أنه لوحظ هذا العام وجود إعلانات مصرية بها إيحاءات جنسية، وتحمل مصطلحات غريبة عن العادات والتقاليد الشرقية، بينما طالب الناشطون المصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بإيقاف بث تلك الإعلانات المسيئة ومحاسبة من قام بعرضها والشركات التي تقف خلفها.