شمس نيوز/علي الهندي-عبد الله عبيد
ما بين المقبل والمتردد والرافض, يختلف المواطنون الفلسطينيون في مدى توجههم إلى اعتماد المنتج الوطني بديلا عن نظيره الإسرائيلي أو حتى الأجنبي, ولكل طرف منهم حجته واعتقاده الخاص.
وكما في جميع البلاد , تشهد البضائع الوطنية في فلسطين صعوبات وتحديات وفي بعض الأوقات تقصيرا من الجهات المسؤولة, كل ذلك يحد من جودتها ويقلل من كمية الطلب عليها, وفي المقابل هناك مساعٍ قائمة لدعم هذه المنتجات وترجيح كفتها لضرورة الرقي بالاقتصاد الوطني وتوفير المزيد من فرص العمل.
أُفضّل الإسرائيلي
المواطن محمد سعد الذي أبدى اهتمامه بالمنتج الإسرائيلي عن المنتج الوطني، قال لـ"شمس نيوز": أفضل المنتج الإسرائيلي وأعتمد عليه كثيراً، وقليلا جداً ما أشتري من البضاعة الفلسطينية".
وأرجع سعد إقباله على المنتج الإسرائيلي وعزوفه عن الفلسطيني إلى اعتقاده بجودة المنتج الأول، مضيفاً: أكيد طعم كل البضاعة الإسرائيلية يختلف تماماً عن الفلسطيني".
وتابع: سعر البضائع الإسرائيلية يكون مرتفعا، ولكنهها ذات جودة عالية، وطعمها مختلف عن أي منتج آخر"، على حد قوله.
يجب مقاطعتها
أما المواطن أنس أحمد، فيختلف عن سابقه جملةُ وتفصيلاً، حيث أنه يفضل المنتج الوطني على أي منتج آخر خصوصاً الإسرائيلي. وقال في حديثه لـ"شمس نيوز":" برأيي حتى لو كانت جودة المنتج الإسرائيلي أفضل من الفلسطيني، فعلينا مقاطعته".
وأردف أحمد: صحيح أن المنتج الفلسطيني اقل جودة، ولكن باعتقادي البضاعة الإسرائيلية التي تدخل الأراضي الفلسطينية تختلف تماماً عن التي تستخدم داخل إسرائيل"، متخوفاً في الوقت ذاته من أن تكون البضائع الإسرائيلية تحوي نسبا من المواد السامة.
وأشار إلى أن الوسائل الإعلامية قبل أسابيع قد حذرت من منتج حمص إسرائيلي يسوق في الأراضي، لأنه يحتوي على مواد مسرطنة خطيرة.
ونصح أحمد بتجنب البضاعة الإسرائيلية "لأن كل شيكل يذهب لهذه البضاعة سيصرف على رصاصات الجيش الإسرائيلي، التي تقتل أبناء شعبنا"، حسب قوله.
تحسّن ملحوظ
من جانبه, أكد تيسير الصفدي رئيس اتحاد الصناعات الغذائية في غزة , وجود تحسن كبير في جودة المنتج الوطني الفلسطيني, ليصبح منافساً للمنتج الأجنبي المستورد.
وقال الصفدي لـ"شمس نيوز": من خلال المتابعة والرقابة وعمل مؤسسات الدعم اللوجستي, أصبح هناك اهتمام أكبر بالجودة والشكل العام والطعم للمنتج، ليصبح قريبا من ذوق المستهلك ويحقق تقدما ملحوظا عن السابق.
وأضاف: هناك رقابة دائمة على عمل المصانع لتحسين أدائها, وليصبح انتاجها موازيا للمنتج المستورد" مؤكدا أن الإنتاج المحلي راقٍ جداً ومتنوع ما بين عصائر ومشروبات غازية, ومياه معدنية وحلويات.
وأشار الصفدي إلى أنه رغم ارتفاع تكلفة الإنتاج المحلي عن نظيره المستورد, نتيجة أزمات الكهرباء والمولدات والوقود والتكلفة الكبيرة للمواد الخام, إلا أنه استطاع تقديم منتج منافس.
وأكد رئيس اتحاد الصناعات الغذائية, على سعيهم المتواصل مع وزارة الاقتصاد لتعزيز الثقة لدى المواطن في المنتج الوطني, وتقديم الدعم اللازم له وإعطائه الأولوية, موضحا أن وجود الصناعات الناجحة تساهم في توفير فرص عمل جديدة وتقلّل من نسبة البطالة في المجتمع.
ضعف في الرقابة
بدوره, يؤكد أبو أيمن، تاجر عصائر ومشروبات غازية في غزة, أن هناك مشاكل في التصنيع لدى شركات ومصانع القطاع وأن الجودة لا زالت ضعيفة وغير منافسة, وذلك لضعف الرقابة الحقيقة عليها من الوزارة والجهات المختصة, مطالبا بضرورة وجود مفتشين يملكون الخبرة الكافية لمتابعة حيثيات العمل داخل المصانع.
وأوضح لـ"شمس نيوز" ان المتابعة الجيدة لكل تفاصيل المنتج داخل مختبرات المصانع, سواء للمواد المضافة في المشروبات والكميات المناسبة لها , وغيرها من المواد البلاستيكية الحافظة للمشروب , كل ذلك يساهم في تحسين جودة المنتج المحلي والمحافظة على سلامة المستهلك.
ولفت إلى أن المطلوب قبل منع دخول المنتجات الأجنبية هو تحسين جودة المنتج الوطني ومتابعته بصورة أكبر, حتى يكون هناك بدائل حقيقة ومقنعة لأي منتج مستورد تم منعه, مشيرا إلى أن هناك إمكانية لإيجاد مصانع جيدة ومنافسة، لكن بوجود رقابة حقيقية, وأن تكون حماية المنتج بعد أن يتم رفع مستواه ويثبت منافسته للمنتج الأجنبي.
الاهتمام بالمنتج الوطني
وأوضح المحلل الاقتصادي معين رجب، أن المأمول هو أن تحقق المنتجات الوطنية الاكتفاء الذاتي، مشدداً على ضرورة اهتمام المواطنين بالمنتجات المحلية حتى تغنينا عن الاستيراد، وتوفر فرص عمل وتزيد من الطاقة الإنتاجية ويزيد النمو الاقتصادي.
وقال رجب لـ"شمس نيوز" : المطلوب من المنتجين أن يهتموا بجودة السلعة بأقصى درجات الجدوى"، مشيراً إلى أن المواطن يشكو من عدم جودة المنتج الفلسطيني، ويزداد طلبهم على المنتج الإسرائيلي.
وشدد على أن اهتمام الناس بالمنتج الإسرائيلي مؤشر يضر بالاقتصاد الفلسطيني، منوهاً إلى أن التاجر الذي يستورد بضاعته من الاحتلال، هو من يقنع المستهلك بأن بضاعته الأفضل.
وزاد قائلا :" نحن بالفطرة نشجع الإنتاج المحلي، لكن يجب أن يكون الأمر مقرونا بالجودة العالية".
وتابع المحلل رجب: نريد حملة من الإعلام في هذا الاتجاه، رفع شعار المنتج الوطني الجيد وأن تلتزم الحكومة بشراء مستلزماتها من المنتج الوطني بالمقام الأول، وأن يكون هناك تفضيل على المنتج الوطني ولو بقدر قليل من التضحية حتى في ظل فروق الأسعار".
وأعلن اتحاد الصناعات الغذائية في غزة، عن افتتاح معرض للمنتوجات الغذائية الوطنية والضفة معًا يوم أمس الأربعاء، في منتجع "الشاليهات" بغزة، وفي مدينة نابلس بالضفة المحتلة.