غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر سيناريوهات كارثية فى انتظار الدورى الإنجليزى بعد الاستفتاء

شمس نيوز/لندن

 

لم تتوقف تبعات نتائج الاستفتاء على انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى، عند الأمور الاقتصادية والسياسية فقط، ولكنها وصلت إلى الدورى الإنجليزى الممتاز «البريميرليج»، الذى يواجه شبح الانهيار بصورة كارثية، بسبب تعارض اللوائح والقوانين التى تتعامل بها رابطة الأندية المحترفة المتحكمة فى الدورى الإنجليزى الممتاز، مع توابع قرار الانفصال، واعتمادها بصورة كلية على وجود بريطانيا كجزء رئيسى من الاتحاد الأوروبى.

 

وعرضت صحيفة «دايلى تليجراف» البريطانية تقريراً أكدت فيه أن الدورى الإنجليزى بعد عامين سيواجه سيناريوهين أقلهما سيئ للغاية، وأقصاهما كارثى، وقالت إن السيناريو الكارثى هو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سياسياً «بيركسيت»، يتبعه خروجها من الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «ويفا»، وهو ما يعنى أن جميع لاعبى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم سيعاملون معاملة اللاعب الأجنبى، وهو ما سيؤثر بصورة مباشرة على تصاريح العمل للاعبين فى الدورى الإنجليزى باعتبارهم أجانب، وهو السبب الرئيسى فى قلة وندرة اللاعبين المقبلين من أمريكا الجنوبية لـ«البريميرليج»، وسيعنى أيضاً قلة اللاعبين المقبلين من خارج إنجلترا.

وتشير الإحصائيات، إلى أن أكثر من 100 لاعب فى الدورى الإنجليزى الممتاز سيواجهون خطر الترحيل من الملاعب الإنجليزية بسبب عدم حصولهم على تصريح للعمل بإنجلترا باعتبارهم أجانب، منهم عدد كبير من النجوم فى أندية القمة، أمثال مانشستر سيتى ومانشستر يونايتد وتشيلسى وأرسنال، ولاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة أمثال الإسبانيين دافيد دى خيا، وخوان ماتا، والفرنسيين مورجان شنايدرلان، وأنطونى مارسيال، ومدافعى تشيلسى الفرنسى كورت زوما، والإسبانى سيزار إسبيليكويتا، وجميعهم لا تتوافر فيهم شروط تصريح العمل للأجانب، ولكن تم استثناؤهم بسبب اعتبارهم مواطنين من داخل الاتحاد الأوروبى، وسيصل العدد لما يقرب من 335 لاعباً فى جميع درجات الدورى الإنجليزى.

وهو ما يعنى إحجام اللاعبين عن التوجه للدورى الإنجليزى والبحث على مكان آخر لتنخفض القيمة السوقية لـ«البريميرليج» لما يقرب من 50%، وهو ما يعنى خسارة تقدر بنحو 2.8 مليار جنيه إسترلينى، من حقوق البث، لعدم قدرة الدورى الإنجليزى على جذب النجوم مجدداً بسبب قوانين العامل الصارمة فى إنجلترا وتحول اللاعبين الأوروبيين إلى لاعبين أجانب، وهو ما ينذر بتحول الدورى الإنجليزى لبطولة أقل جذباً وإمتاعاً، وقد تنحدر فى التصنيف العالمى للدوريات الأوروبية للمركز الرابع أو الخامس أسوة بالدورى الألمانى أو الفرنسى التى تمتلك إمكانيات ضخمة وأسماء قليلة فلا يمكنها التسويق بصورة قوية.

وقالت راشيل أندرسون، أحد الوكلاء المعتمدين فى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «ويفا» فى تصريحات لـ«bbc»: «الخروج من الاتحاد الأوروبى سيكون أثره على كرة القدم أكبر مما يظن كثيرون، فنصف لاعبى الدورى الممتاز يحتاجون إلى تصاريح عمل، لذا نرى أن الأثر على المدى القصير سيكون هائلاً، ولكن يمكن لك أن تقول أيضاً إن من شأن ذلك إجبار الأندية على استخدام المهارات المحلية على المدى البعيد».

كما سيتأثر اللاعب البريطانى لدى انتقاله فى الأندية الأوروبية باعتباره لاعباً أجنبياً، وهو ما يعنى أن الدوريات الأوروبية الأخرى تصرف النظر عن التعاقد مع اللاعبين البريطانيين من أجل التعاقد مع اللاعبين المميزين من أمريكا الجنوبية وأفريقيا، الأقل سعراً وتكلفة، خصوصاً أن دولة مثل إيطاليا تشترط لاعبين فقط من خارج الاتحاد الأوروبى، وإسبانيا ثلاثة لاعبين فقط، وفى حال تنفيذ القرار، سيصبح لاعب مثل جاريث بايل لاعباً أجنبياً فى صفوف ريال مدريد الإسبانى، وهو الأمر الذى سيؤثر حتى على أسعار اللاعبين البريطانيين فى بورصة اللاعبين العالميين.

ويأتى السيناريو الثانى الأقل خطورة، وهو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى سياسياً مع استمرارها داخل الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «ويفا»، مثل: تركيا، أو الكيان الصهيونى، وهو ما يعنى أنه ستسرى عليها قوانين الاتحاد الأوروبى لكرة القدم فقط مع عدم اعتبار لاعبيها أجانب، وستشارك أنديتها فى البطولات الأوروبية بصورة طبيعية، إلا أن أكثر ما سيضر بالكرة الإنجليزية هو انخفاض القيمة السوقية للأندية والعلامة التجارية للبطولة ككل، والتى تعد أقوى علامة تجارية فى عالم الدوريات الأوروبية. ويأتى التأثير الأكبر على الدورى الإنجليزى فى هذا السيناريو من انخفاض الجنيه الإسترلينى لأقل سعر له منذ عقود طويلة، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على قوانين الضرائب فى المملكة المتحدة، والتى كانت أفضل قوانين الضرائب فى عالم كرة القدم الأوروبية وكانت تمنح الأندية الإنجليزية أفضلية على باقى الأندية فى إيطاليا وإسبانيا عند التعاقد مع اللاعبين الكبار، وهو ما يعنى تقليص أسعار اللاعبين ورواتبهم، وبالتالى هروبهم من البطولة الإنجليزية، وهو ما أكدت الصحيفة الإنجليزية أنه سيتسبب فى مزيد من النزيف المالى. يأتى هذا فى الوقت الذى ستتأثر فيه سياسة البث التليفزيونى الحصرية للدورى الإنجليزى الممتاز، وستدخل دول الاتحاد الأوروبى فى نطاق الدول الأجنبية، وهو ما سيدفع رابطة الأندية المحترفة الإنجليزية لوضع شروط أكثر صرامة عند تسويق المسابقة عقب تنفيذ قرار الخروج من الاتحاد الأوروبى بصورة رسمية.

وعلى صعيد الاستثمارات الأجنبية فى الملاعب الإنجليزية، أصدر عدد من رجال الأعمال والمستثمرين الأجانب فى بريطانيا بياناً قبل ساعات من فتح باب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، يطالبون فيه الشعب برفض الانفصال والبقاء ضمن الحظيرة الأوروبية، مؤكدين أن «الاستثمارات ستنقص، ورجال الأعمال سيهربون»، وهو ما ينذر بكارثة على كرة القدم الإنجليزية من زاوية أخرى، حيث قرر عدد من رجال الأعمال والمستثمرين ملاك الأندية الإنجليزية مراجعة الوضع المالى لأنديتهم على ضوء المستجدات التى سيشهدها السوق الرياضية فى إنجلترا، وهو ما يعنى أن ما وصل إليه الدورى الإنجليزى من تنافسية منحت فريق ليستر سيتى القدرة على التتويج باللقب تحت قيادة تايلاندية، ستنهار بصورة كبيرة فى حال قرر رجال الأعمال ملاك الأندية بيع أنديتهم، وتؤول ملكية الأندية الإنجليزية الكبرى جميعها -باستثناء أرسنال- لملاك أجانب، حيث تمتلك مجموعة جلايزر نادى مانشستر يونايتد، فى حين تمتلك مجموعة جيليت الأمريكية نادى ليفربول، فى حين تمتلك العائلة المالكة الإماراتية ممثلة فى مجموعة أبوظبى الاتحاد، ورئيسها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نادى مانشستر سيتى.