غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر "الكوماندوز البحري".. الخطر القادم من الغرب

شمس نيوز / عبدالله عبيد

ظهر الكوماندوز البحري والذي يُعرف باسم "الضفادع البشرية" التابع لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، كسلاح جديد بجانب "الأنفاق" لمواجهة الترسانة العسكرية لجيش الاحتلال، الأمر الذي جعل إسرائيل تفكر ملياً في كيفية القضاء عليه، خصوصاً وأنه تم تنفيذ العديد من العمليات عن طريق البحر في حرب صيف 2014.

وفي الفترة الأخيرة ازداد اهتمام الإعلام العبري في نقل أنباء تتعلق بالكوماندز البحري، ناقلاً المخاوف الإسرائيلية منه في أي معركة قادمة، خصوصاً وأنه أظهر قدرة عالية في المواجهة بجانب الأنفاق.

وكانت مصادر إسرائيلية لصحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، قالت إنه "يبدو أنّ أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، هو ليس فقط الأنفاق الهجوميّة التي تقوم حماس بحفرها، بل القوّة البحريّة التي شكّلتها الحركة، وتقوم بتدريبها بشكلٍ مكثفٍ، حيث يرى المُحلل للشؤون العسكريّة، أساف جِبُور أنّ النشاط المكثف الذي تبذله إسرائيل من أجل العثور على أنفاق حماس في غزة والكشف عنها وتدميرها، يزيد التوتر داخل التنظيم.

وتابع: صحيح أنّ مشروع الأنفاق بقيادة محمد ضيف ما يزال موجودًا على رأس أولويات حماس، ولكن، مع ذلك، يتعين على ضيف الذي يتولى رئاسة الذراع العسكرية للحركة، أنْ يُوْجِد بدائل إضافية من أجل تحدّي إسرائيل. وبرأيه، فإنّ اكتشاف شحنة من بدلات الغطس في معبر كرم سالم على يد سلطات المعابر والشاباك، يكشف قليلاً من القدرات التي تسعى حماس إلى بنائها استعدادًا للمواجهة المقبلة: قدرات كوماندوز بحري.

وأوضح المُحلل أنّ “عملية زيكيم الجريئة” التي في إطارها قامت وحدة من الكوماندوز البحري في “حماس″ بالسباحة من شواطئ غزة وصولاً إلى شاطئ عسقلان بهدف التسلل إلى كيبوتس في غلاف غزة، جرى القضاء عليها في مهدها بعد اكتشاف الجيش الإسرائيلي أفراد المجموعة فور خروجهم من البحر، والقضاء عليهم على الفور، لكن الأسطورة ما تزال حية.

تضخيم الخطر

وعن سبب اهتمام الإعلام الإسرائيلي للكوماندوز، يرى القيادي في حركة حماس، يحيى موسى أن الاحتلال دائماً معني بتضخيم الخطر الفلسطيني على إسرائيل، مشيراً إلى وجود أهداف متعددة من تناقل وسائل الإعلام العبرية لهذا السلاح.

وقال موسى في حديثه لـ"شمس نيوز": نحن شعب يرزح تحت الاحتلال الذي يحاصرنا من كافة الأماكن من البحر والجو والبر، ويوظف كل قدراته في إضعافنا وحرماننا من أن نقاومه".

وأكد أن المقاومة تحاول بكل أدواتها المحدودة وإمكانياتها البسيطة أن تقوم بالدفاع عن شعبها أمام هذا المحتل في إطار عملية دفاعية مشروعة من أجل نيل حريته"، مبيناً أن الاحتلال يركز على قضية ما ويقوم بتضخيم وتهويل الأشياء لاستجلاب التأييد الدولي له.

                                        أهداف متعددة

وأضاف القيادي موسى" الآن الاحتلال يركز على قضية ما ويضخّم هنا ويقلل هناك، وكل هذا قضايا مرتبطة بأهداف متعددة له، سواء هذه الأهداف مقدمات لشن عدوان أو لإظهار أن الاحتلال يُستهدف لاستجلاب التأييد الدولي، لهدف أن يبقي هذا الحصار ويعمقه تحت عناوين مختلفة.

وأشار إلى أن هناك أهداف كثيرة وعديدة ومتنوعة للاحتلال الإسرائيلي للقيام بذلك، لافتاً إلى أن هذه الأهداف تتفاوت من فترة إلى أخرى، حسب تعبير موسى.

وكان قائد الكوماندوز البحريّ الإسرائيليّ، قال في مُقابلة مع (يديعوت أحرونوت)، إنّ حماس تعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على تقوية القوّة البحريّة الخاصّة بها، وفي الوقت عينه يُحذّر الجمهور الإسرائيليّ قائلاً: إنّ العملية التي قامت بها القوّة البحريّة في زيكيم، خلال العدوان الإسرائيليّ الأخير على قطاع غزّة، في صيف 2014، قد تتكرر في المُستقبل المنظور وشدّد على أنّ العملية، التي يُقّر بأنّها كانت نوعية وفاجأت المخابرات الإسرائيليّة وجيش الاحتلال، يُمكن أنْ تقوم حركة حماس بتنفيذها في عكّا وحيفا والخضيرة، على حدّ تعبيره.

وفي معرض ردّه على سؤالٍ للصحيفة يقول الجنرال الإسرائيليّ إنّ الحلّ الوحيد لمُواجهة قوّة حماس البحريّة هو ضربها في عقر دارها، بحسب تعبيره، لأنّ الوسيلة الأنجع للدفاع، هي الهجوم، حسبما ذكر. وفي خطوةٍ تعكس مستوى القلق الإسرائيليّ من قدرات المقاومة الفلسطينية، أجرى سلاح البحرية التابع لجيش الاحتلال أخيرًا مناورة ضخمة للتدرّب على مواجهة عمليات تسلّل تنفذها حركة “حماس″ إلى حقول الغاز الإسرائيلية والسيطرة عليها.

عمليات قوية

من جهته، اعتبر الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي أن إسرائيل تصب كل اهتماماتها وجهودها للوصول إلى معلومات تتعلق بالكوماندوز البحري، منوهاً إلى أنها طورت غواصة " الدولفين" كي تتصدى للسلاح البحري للمقاومة الفلسطينية.

وأشار الشرقاوي خلال حديثه مع مراسل "شمس نيوز" إلى أن الشبان الأربعة التابعين لكتائب القسام والذين تم اختطافهم في سيناء، كانوا ضمن الكوماندوز البحري "حيث تم اختطافهم للحصول على معلومات عن الكوماندوز، وهذا ما يحاول الوصول إليه الاحتلال".

وشدد على أن الكوماندوز قام بتنفيذ العديد من العمليات القوية جداً خلال الحرب الأخيرة على غزة، موضحاً أنه أصبح هاجس عند الاحتلال " لأن أغلب شواطئ فلسطين مفتوحة"، على حد قوله.

وتابع الشرقاوي " أغلب العمليات التي تمت عن طريق البحر كانت ناجحة"، لافتاً إلى أن الاحتلال متخوف من أن يكون هناك خرق عن طريق البحر.

مفاجآت كبيرة

وبيّن أن الاحتلال عزّز من قواته البحرية الفترة الأخيرة، مستدركاً " لكن أتت الحرب الأخيرة وكان هناك مفاجئة من القوات البحرية التابعة للمقاومة في غزة".

وحول ما إذا ستكون المواجهة القادمة بين غزة وإسرائيل عن طريق البحر بحسب ما نقله الإعلام العبري، لم يستبعد الخبير العسكري هذا الأمر، مبيّناً أن إسرائيل متحسبة لكل شيء.

وأردف قائلاً " تصريحات ليبرمان الأخيرة يجب أن تأخذ على محمل الجد، بأن هناك معركة قوية وشرسة مع قطاع غزة وهذه تصريحات جدية بشكل كبير"، معرباً عن اعتقاده بأن المواجهة القادمة ستكون أعنف من المواجهات السابقة من ناحية البحر والأنفاق.

وأكد أن الكوماندوز البحري يوازي سلاح الأنفاق بقوته وتكتيكاته العسكرية " فالأنفاق تنفذ عمليات خلف خطوط العدو وكذلك الكوماندوز"، حسب وصفه.

يشار إلى أن جهاز الشاباك التابع لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي أحبط الأسبوع الماضي تسليم شحنة مستلزمات خاصة بقوات الكوماندوز البحرية  قادمة لقطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.

وقالت مصادر إسرائيلية، إن من ضمن الشحنة عشرات الستر للغواصين وأقنعة ومعدات للقوات البحرية وأن الشحنة كانت في طريقها للمقاومة الفلسطينية بغزة.