شمس نيوز / عبدالله عبيد

وصف الكاتب والمفكر المصري، الدكتور فهمي هويدي علاقة مصر بتركيا بـ"الحساسة والمعقدة"، الأمر الذي جعله يستبعد إتمام مصالحة قريبة بين البلدين.

وأكد هويدي خلال حديثه لـ"شمس نيوز" عدم وجود أي مؤشرات توحي بتقارب مصري تركي الفترة الراهنة، لافتاً إلى أن العلاقة بين الطرفين معقدة جداً، منذ إطاحة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

وقال إنه " في حال تم تحسين في العلاقات بين تركيا ومصر فإنها ستقتصر على الصعيد الاقتصادي فقط"، موضحاً أن العلاقات السياسية بين البلدين ستكون مؤجلة.

وأضاف المفكر هويدي " من الممكن أن يكون تحسين في العلاقات الاقتصادية أي أن يكون هناك انفتاح اقتصادي بين الطرفين، خصوصاً وأن وفداً تركياً زار القاهرة قريباً".

وأشار إلى أن قطاع غزة قد يكون مستفيداً في حال تم تقارب بين تركيا ومصر، مستدركاً "لكن من المبكر الحديث عن هذا الأمر حالياً، لأن علاقة تركيا بمصر معقدة للغاية"، حسب وصفه.

وعن علاقة تركيا بتخفيف الحصار عن غزة، بيّن الكاتب المصري أن إسرائيل تحاول تهدئة الأوضاع في القطاع، لأنه من مصلحتها أن لا تنفجر الفترة الحالية"، منوهاً إلى أن تخفيف الحصار حالياً أفضل من أن يبقى على حاله الآن.

واستبعد هويدي كسر حصار غزة الوقت الراهن من خلال تركيا، مرجعاً ذلك لوجود حسابات إقليمية حساسة بما يخص الحصار المفروض على القطاع منذ عشرة أعوام.

واستطرد أن "تركيا قد تؤثر على بعض الجهات في التخفيف عن الغزيين، لكن رفع الحصار ليس بمقدورها".

وشدد هويدي على أن هناك عدة جهات لا تريد رفع الحصار، مردفاً بالقول " لا السلطة ولا مصر ولا السعودية يريدون رفع الحصار عن غزة"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الموضوع الفلسطيني أصبح على الهامش بالنسبة للعالم والدول العربية.

وقال "لا أظن أن الموضوع الفلسطيني يُشغل المنطقة كما في السابق، لأن الحسابات الراهنة في الشرق الأوسط والعالم أصبحت مختلفة تماماً، فالمسألة متعلقة بصراعات الداخل وانشغال كل دولة بقضاياها وصراعاتها ومشاكلها وهمومها"، مبيّناً أن قضية فلسطين ليست مدرجة ضمن أولويات المرحلة.

وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم صرح مؤخراً بأن بلاده تسعى لتحسين علاقاتها مع جميع البلدان، بما في ذلك العراق وسوريا ومصر، وقال وأضاف يلدرم بأنه لا مانع من تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر.

وتدهورت العلاقات بين تركيا ومصر عقب انقلاب 3 يوليو/تموز 2013 الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، خاصة بعد تبادلهما طرد السفراء منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

وكانت تركيا قد توصلت مع إسرائيل يوم الاثنين 27 يونيو الماضي، إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، والتي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة "مافي مرمره" التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفى ناشط عاشر لاحقًا، متأثرًا بجراحه.