قائمة الموقع

خبر رمضان ينكأ جراح أهالي الأسرى الفلسطينيين

2014-06-30T09:03:48+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

كما كل عام.. يأتي رمضان على أهالي الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال لينكأ جراحهم، ويترك في كل زاوية بصمة ألم، حيث موائد السحور والإفطار والجمعات العائلية في الشهر الفضيل تفتقد ابتساماتهم وظلهم.

ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني في ظروف إنسانية صعبة، حيث تفشي الأمراض وقسوة الظروف الحياتية التي تحيط بهم.

رمضان أكثر إيلاماً

"أنا بقول لولادي ضياء ومحمد كل عام وأنتم بخير يما، وإن شاء الله رمضان بيجي علينا وأنتم معنا قاعدين بحضني وبطعميكم بإيدي"، بهذه الكلمات بدأت تتحدث لـ"شمس نيوز" والدة الأسيرين ضياء ومحمد الأغا، اللذين يقبعان في غياهب السجون والزنازين الإسرائيلية.

وقالت الحاجة الستينية: هذه أكثر سنة يكون فيها رمضان مؤلما، لأنه كان من المفترض أن يحرر ابني ضياء في الدفعة الرابعة التي تعهدت إسرائيل بالإفراج عنها خلال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وكنت على أمل أن أراه معي في رمضان والعيد، لكن قدر الله وما شاء فعل".

وبحزن بدى واضحا على تقاسيم وجهها، أضافت والدة الأسيرين الأغا: تمنيت أن يكون ضياء ومحمد معي في هذا الشهر، وأتمنى من الله أن يفرج كرب كل الأسرى، ليكونا بين أهلهم ومع أولادهم وأمهاتهم وأزواجهم"، لافتة إلى أن ابنها ضياء قد دخل عامه 23 في سجون الاحتلال وهو محكوم مؤبد، وكان من المفروض أن يخرج في الدفعة الرابعة، وابنها محمد مسجون منذ 12 عاما ومن المفترض أن يفرج عنه في 15/ 5/ 2015.

وتزداد معاناة أهالي الأسرى يومًا بعد يوم بسبب فقدانهم ذويهم وخاصة مع منع قوات الاحتلال الأهالي من الزيارة وتركهم شهورًا دون رؤية أبنائهم.

أتمنى رؤيته

ولم يختلف حال أم أحمد الطحاينة، زوجة الأسير شريف، المغيب منذ عشرين شهراً في سجون الاحتلال تحت بند الاعتقال الإداري، والتي قالت لـ"شمس نيوز": أطفاله يفتقدونه كثيراً وفي كل يوم يسألون عنه، ويزداد شوقهم إليه في أيام رمضان والأعياد".

وتقول أسماء، الابنة البكر للأسير شريف طحاينة، والتي تبلغ من العمر 13 عاماً متحدثة لـ"شمس نيوز": تمنيت أنو يكون بابا هذا رمضان معي، فأنا محرومة من شوفته من زمان، زرته كثير داخل السجن، بس من دون ما أحضنه وأبوسه حتى بوسة وحده".

وأردفت أسماء: آخر فترة اليهود منعونا من زيارته، كنا نجهز حالنا عشان نزوره وكل مرة يرجعونا من الطريق"، معبرة عن اشتياقها الشديد لوالدها الذي كان يغدق عليها من حنانه وعطفه.

ووجهت طحاينة كلمة لوالدها القابع خلف القضبان قالت فيها: كل عام وأنت بخير يا بابا، إن شاء الله رمضان الجاي بيجي وأنت معنا، ورمضان هذا مش حلو من دونك وأنت مش معنا".

رمضان داخل الأسر

أما فاطمة الزق، الأسيرة السابقة في سجون الاحتلال، فأوضحت أن أول أيام رمضان يكون صعباً بشكل كبير على الأسيرات المتواجدات داخل السجون، منوهة إلى أن هذه الأيام قد عايشتها أثناء تواجدها داخل سجون الاحتلال، قبل إطلاق سراحها في صفقة وفاء الأحرار.

واستحضرت الزق أيام تواجدها في السجن بقليل من الكلمات، لتقول لـ"شمس نيوز": كل أسيرة لها قصة ولها حكاية في سجن "هشارون"، كانت غصة لا توصف، ولكن بصدق كنا نكفكف دمع بعضنا البعض".

وتضيف: أول يوم لي في رمضان داخل السجن، بكيت بكاء شديد، لأنه لم يكن سهلا، تذكرت وقت السحور والفطور حينما كنت أجلس مع زوجي وأبنائي، الذين لم يفارقوني أبداً وأنا داخل السجن".

وتابعت: كم هو صعب عندما تأتي هذه المناسبة وغيرها من المناسبات على أمهات الأسرى وبناتهم، وهم بعيدين عنهم، كفى بذلك عذابا لهم".

ووجهت الأسيرة المحررة كلمتها لأمهات الأسرى في أول أيام رمضان:  نقول لأمهات الأسرى أنتن أنجبتن الأبطال الذين ضحوا بسنين عمرهم، هم صفوة المجتمع، وندعو الله أن يأتي رمضان القادم وأبناؤكن بجواركن".

وأشادت الزق بالمقاومة الفلسطينية التي حررت المئات من الأسرى في صفقة وفاء الأحرار، متمنيةً أن يكون المستوطنون الثلاثة المفقودون في الخليل بقبضة المقاومة الفلسطينية لتحرير كل الأسرى وتبييض السجون.

ومهما امتلك المرء من فصاحة اللغة والبلاغة فلن يستطيع أن يصف حال أهالي الأسرى والشهداء والجرحى في رمضان, فهم وحدهم من يعيشون المعاناة ويعيشون الجرح المتجدد الذي لن يندمل إلا بتحقيق آمال الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وعودة كل أسير إلى حضن ذويه.

اخبار ذات صلة