قائمة الموقع

خبر "السعودية وإسرائيل".. من مصالح سرية إلى علاقات علنية

2016-07-25T09:59:28+03:00

شمس نيوز / عبدالله عبيد

بدأت العلاقات الإسرائيلية السعودية تتطور شيئاً فشيئاً بعد أن كانت هذه العلاقة تجري بينهما خلف الكواليس من خلال الزيارات واللقاءات السرية، إلا أنها اليوم باتت تسير في العلن وأمام وسائل الإعلام، والتي كان آخرها زيارة الوفد السعودي برئاسة الجنرال المتقاعد السعودي أنور عشقي إلى إسرائيل قبل حوالي يومين.

فكثيرة هي الدول العربية التي تطبع مع الاحتلال الإسرائيلي سواء في الخفاء أو العلن، كمصر والأردن وقطر وغيرها، وبينهما اتفاقيات موقعة وتبادل سفراء، في ظل ما تشهده المنطقة من صراع عربي إسرائيلي.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية ذكرت السبت الماضي أن اللواء السعودي أنور عشقي، رئيس المعهد السعودي للدراسات الإستراتيجية، عقد لقاءات مع مسؤولين في "إسرائيل".

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلا عن قناة الميادين، أن مصادراً سياسية إسرائيلية وِصِفَت بالكبيرة قد جلست مع الوفد السعودي، حيث رفضت إعطاء مزيدا من التفاصيل حول هذا الموضوع.

موجة غضب

زيارة عشقي للأراضي الفلسطينية المحتلة أثارت موجة غضب في أوساط الفلسطينيين حيث يعتبر البعض مجرد زيارة مسؤول عربي لـ"إسرائل" تطبيعا مع الاحتلال، حيث برر اللواء عشقي خلال حديثه لـ"شمس نيوز" زيارته للأراضي المحتلة.

وقال عشقي إنه " توجه لمدينة القدس وأدى صلاة المغرب في المسجد الأقصى، وبعدها توجه لزيارة "دوري جولد" مدير عامّ وزارة خارجيّة الإحتلال بعد أن قام بدعوته للعشاء، "ولبيت هذه الدعوة لأنني كنت على علاقة معه حينما كان رئيسا لمركز الدراسات ونلتقي مع بعضنا في العديد من الأماكن".

وأضاف  "قلت له بالحرف الواحد أن  التطبيع مع إسرائيل لن يكون إلا إذا وافقتم وطبقتم المبادرة العربية، وهذا ما تحدث به الملك عبدالله، وقلت له لا تغامروا فالمجتمع الإسلامي لن يقبل بأي علاقة مع إسرائيل إلا من خلال الفلسطينيين"، مردفاً " تمنيت أن أزور قطاع غزة، لكن حتى الآن لم توجه لي دعوة من غزة، وإن وجهت لي دعوة فسوف أزورها دون تردد".

وعبر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية في السعودية، عن رفضه لزيارة "إسرائيل"، داعياً الشعوب العربية والإسلامية إلى زيارة القدس وفلسطين لشد أزر الفلسطينيين, حسب وصفه

ونشرت وسائل الإعلام صورة تجمع "عشقى" بأعضاء فى الكنيست الإسرائيلى، بمشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، ورفضت مصادر إسرائيلية الكشف عن تفاصيل أكثر حول الزيارة.

متغيرات الإقليم

وعن العلاقة السعودية الإسرائيلية، يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله أن هناك علاقات تنبني بين إسرائيل والسعودية في ظل ما يشهده الإقليم من متغيرات، موضحاً أن هذه المتغيرات استدعت لأن تتقارب السعودية مع إسرائيل.

وأشار عطا الله خلال حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الأمر علاقة الطرفين مرتبطة بصراع سني شيعي وأن "إيران العدو المشترك بين الجانبين"، مبيّناً أن تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة جعل السعودية أن تبحث عن بديلاً وذلك من خلال إسرائيل، حسب اعتقاده.

وقال " هذا التقارب على غير محله لأنه على المستوى الفلسطيني يشكل خسارة كبيرة بالنسبة للفلسطينيين، فلم يتبق للمبادرة العربية التي تقول بأن إسرائيل توافق على حل دولتين مقابل إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، وفي حال تمت إقامة علاقات دون حل الدولتين فإن هذا يجرد الفلسطيني من أهم أوراق القوة التي باتت لديه بعد كل هذه الأزمات ".

وعن مستقبل هذه العلاقة، بيّن المحلل عطا الله أنها ستبقى تراوح بما يشبه النموذج الإسرائيلي القطري " لا أعتقد أن الأمر يمكن أن يذهب إلى اتفاقية سلام معلنة بين الطرفين هذا يخدش من السعودية ودورها وشكلها"، مستبعداً في الوقت ذاته أن تتجه السعودية لاتفاقية سلام وتبادل سفارات مع إسرائيل.

وخلال الأشهر القليلة الماضية التقى الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، مع الجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، خلال مؤتمر عقد في الولايات المتحدة الأمريكية.

ليس سراً

في السياق، قال المختص بالشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار إنه " ليس سراً بأن يكون هناك الآن نوعاً من تقاطع المصالح بين السعودية وإسرائيل على أكثر من جبهة بالمنطقة، لا سيما بالموضوع الإيراني وبشكل خاص بعد توصل إيران إلى اتفاق حول الملف النووي مع القوى الدولية الكبرى".

وأضاف أبو نصار لـ"شمس نيوز" أن هناك مواضيع إقليمية أخرى يتم تنصيصها بين الطرفين، مشيراً إلى أن الجنرال أنور عشقي ساهم بشكل بكبير، لتوطيد العلاقة بين الطرفين من خلال لقاءاته مع عديد من المسؤوليين الإسرائيليين في بعض المؤتمرات التي تم عقدها في الولايات المتحدة خلال العامين الأخيرين.

وأوضح أن العلاقة الإسرائيلية السعودية متأثرة ولكن إلى حدِ بسيط بالموضوع الفلسطيني، لأنه على حد اعتقاده فإن السعوديون لا يجرون مقابلات بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، مستدركاً " لكن في الآونة الأخيرة جرت عدة لقاءات في العلن بين السعوديين والإسرائيليين".

ومن وجهة نظر المختص بالشأن الإسرائيلي فإن الموضوع الفلسطيني يشكل عقبة أمام تطوير العلاقات الإسرائيلية السعودية، مستطرداً "لكن هنالك جهود كما يبدو من الطرفين  لبحث الإمكانيات لتخطيها"، كما قال أبو نصار.

وكان النائب في الكنيست عن حزب "ميرتس" الإسرائيلي عيساوي فريج كشف عن البدء باستعدادات وتحضيرات لترتيب زيارة لنواب من أحزاب المعارضة للمملكة العربية السعودية.

وقال فريج للإذاعة الإسرائيلية، بأن الوفد السعودي الذي التقى الأسبوع الماضي نواباً من أحزاب المعارضة أعرب عن رغبته في توطيد العلاقات مع إسرائيل.

اخبار ذات صلة