شمس نيوز/نواكشوط
طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في كلمته بالقمة العربية التي تنعقد في نواكشوط، اليوم الاثنين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمساعدتنا لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية لإصدارها وعد بلفور المشؤوم ما تسبب في نكبة الشعب الفلسطيني .
ونقل وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي تحيات الرئيس عباس واعتذاره الشديد لعدم حضور القمة بسبب وفاة شقيقه عمر الذي حال دون ذلك، وقال انه طلب بان يمثله في القمة .
وقال المالكي : يسرنا أن نكون اليوم في ربوع مورتانيا الشقيق، شاكرين لهم حسن استقبالهم وآملين أن يكلل المؤتمر بالنجاح والتوفيق، وأرسل التحية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد ان استضاف القمة السابقة، وأرسل التهاني لأحمد أبو الغيط بمناسبة توليه منصبه الجديد أمينا عاما للجامعة العربية ولجهود الأمين العام السابق نبيل العربي.
وقال عباس في كلمته التي ألقاها المالكي "إن الكل يعلم حجم التحديات التي تواجه الأمة العربية بسبب تفشي الإرهاب الذي تقوده جماعة إرهابية تحت مسمى الدين، وأننا نقف إلى جانب الدول التي مسها الإرهاب ونتضامن مع الشعوب التي تعرضت له، ونحن على استعداد لتقديم المساعدة في وقف الإرهاب ".
وتابع المالكي نيابة عن عباس : إننا مع الجهود العربية الرامية لوقف القتال الدائر في سوريا وتوفير الجهود لدحر الإرهاب وإعادة بناء الدولة على أساس ديمقراطي يشارك فيه الجميع وبما يضمن وحدة أراضي هذه الدول، كما ندعم جهود العراق في محاربة الإرهاب ودعم لحمة العراق ، ونثمن جهود التحالف العربي في دعم ومساندة اليمن الشقيق وضمان وحدة أراضيه بعيدا عن التدخلات الأجنبية.
وأردف يقول:" لقد انقضى قرابة قرن من الزمان على صدور الوعد المشؤوم بلفور وتم نقل مئات الآلاف من يهود أوروبا إلى فلسطين على حساب ملايين الفلسطينيين، ولاحقا لذلك فقد سمحت سلطة الانتداب البريطاني والقوى العظمى باقتلاع وتهجير نصف سكان فلسطين إلى دول الجوار، وفي أعقاب النكبة قامت القوات الإسرائيلية بتمدير أكثر من 140 قرية وبلدة عربية فلسطينية.
وأضاف "هذا ونعمل من اجل فتح ملف الجرائم الدولية التي ارتكبت بحق شعبنا من الانتداب مرورا بالمجازر عام 48 وما بعدها ومع حلول 100 عام على هذه المجزرة التاريخية ومع استمرار هذه الكارثة فإننا نطلب من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمساعدتنا لرفع قضية ضد الحكومة البريطانية لإصدارها وعد بلفور ما تسبب في نكبة الشعب الفلسطيني .
وقال ان شعبنا لن يشكر الدول والشعوب العربية والدول الصديقة الذين مدوا أيديهم إلى الوقوف لجانبه واحضانه في معاناته ولقد قطعنا عهدا على انفسنا ان نبقى صامدين في وطننا ونعمل بكل جهد لإنهاء الاحتلال عن وطننا ولننعم بالامن والاستقرار .
وأوضح : لم يقف الأمر عند ذلك فقد قامت إسرائيل باحتلال ما تبقى من أراضي الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس وقطاع غزة عام 67 ، ورغم قبول فلسطين بتوقيع اتفاق سلام مع اسرائيل تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لفلسطين الا ان إسرائيل بعد 49 عاما لاتزال تكرس استيطانها واحتلالها لفلسطين وتغيير طابع مدينة الارض وخاصة القدس.
كما أكد أن إسرائيل تواصل عملياتها الاستيطانية والاحتلالية بشكل بشع وغير مسبوق وتمارس العقوبات الجماعية وهدم البيوت وسياسة التمييز العنصري وتحتجز جثامين الشهداء ومن هنا فقد حان الوقت لحشد الإرادة العربية والدولية لتمكين شعبنا من نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة على حدود67.
وقال : رغم الجهود المقدرة التي تقوم بها أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام الا ان الية الرباعية الدولية قد فشلت في القيام بواجباتها وفق خطة خارطة الطريق واصدرت تقريرا يلوي عنق الحقيقة
ورحب بالمبادرة الفرنسية والمؤتمر الوزاري الذي انبثق عنها وبمشاركة وزراء 28 دولة، الامر الذي يستدعي عدم الدول العربية في مبادرتها للسلام ونامل ان تساهم الالية الجديدة في دفع ملية السلام .
وحذر الرئيس عباس من مفهوم يجري تداوله تحت مسمى التعاون الاقليمي بهدم خلق تنسيق اقليمي وعربي بهدم تطبيع تلك العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال :" نعمل بتصميم على وحدة اراضينا وشعبنا لانجاح المصالحة الفلسطينية واجراء الانتخابات الرئايسة والتشريعية، وتقوم حاليا لجنة الانتخابات بتظيم الانتخابات المحلية.
وقال سنبقى مستمرين في بناء مكونات الدولة الفلسطينية، ونشكر الدول الصديقة على كل ماقدمته للوصول الى هذا الهدف وحيا الجميع للوقف بتوصيات تعود بالخير على اقار شعوبنا وتحمي مصالح العربية في وجه المخاطر التي تحدق في امتنا العربية.
وانطلقت ظهر الاثنين في العاصمة الموريتانية نواكشوط الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ٢٧، على أن تبحث القمة قضية فلسطين والنزاعات في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، بالإضافة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة.
وترأس جلسة افتتاح القمة، رئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، بحضور قادة الدول العربية وممثليهم ورئيس الاتحاد الافريقي والأمين العام لجامعة الدول العربية، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من ممثلي الهيئات الدولية والشخصيات المدعوة.
وتسلمت موريتانيا خلال الجلسة الافتتاحية الرئاسة الدورية من جمهورية مصر العربية رئيسة الدورة الـ26.
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن القضية الفلسطينية تأتي في أولوية العمل العربي.
وشدد على أن المواقف الاسرائيلية المتعنتة تتطلب مناهج عمل سياسية فاعلة لاستعادة التوازن في المعادلة الدولية، داعيا إلى ضرورة الاستفادة من الزخم الدولي في خدمة القضية الفلسطينية.
ومن المنتظر أن يؤكد بيان القمة مركزية القضية الفلسطينية في العمل العربي المشترك، ويرحب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام.
وكان وزراء الخارجية العرب قد أكدوا في الاجتماع التحضيري دعمهم للمبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الجاري لإعادة إطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بمتابعة دولية، كما ناقشوا مشروع خطة لتطوير الجامعة العربية.
ويشارك في القمة العربية -التي أطلق عليها اسم "قمة الأمل"- سبعة من الرؤساء والقادة العرب، بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثمان.
ويحضر رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح ممثلا عن الرئيس الجزائري، وأسعد بن طارق ممثلا عن سلطان عمان قابوس بن عيد، ورئيس الحكومة الأردنية هاني الملقي.
ويشارك الرئيس التشادي إدريس ديبي -وهو الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي-ضيفا على هذه القمة.
أما رئيس اللجنة الإعلامية للقمة العربية إسحاق الكنتي فوصف القمة بأنها قمة "الإضافات"، في إشارة إلى مستوى الحضور ومشاركة الرئيس التشادي إدريس ديبي بوصفه الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي.
ومنذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945 عقد القادة العرب 33 قمة، بينها 22 قمة عادية وتسع قمم طارئة، إلى جانب قمة اقتصادية واحدة.
وكان المغرب اعتذر عن استضافة القمة، مشيرا آنذاك إلى أن "الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع".