شمس نيوز / صلاح سكيك
منذ أن أعلنت لجنة الانتخابات المركزية يوم الثامن من أكتوبر القادم موعدًا لإجراء الانتخابات المحلية، وإعلان أغلب الفصائل الفلسطينية مشاركتها في الانتخابات، ومواقع التواصل الاجتماعي تصدح بآراء وتعليقات النشطاء، حيث لوحظ إطلاق حملات مكثفة تدعو إلى المشاركة في العملية الانتخابية وانتخاب الأصلح لإدارة شؤون البلديات، فالموقعان الأزرقان الأشهر عالميًا "فيسوك - تويتر" ساهما في رفع الحالة التنافسية بين جميع الأحزاب، رغم أن بعض الأحزاب لم تعلن موقفها الصريح من خوض الانتخابات.
وتمثل الانتخابات المحلية أهمية كبيرة للشعب الفلسطيني إذ أنها ستكون الانتخابات الأولى منذ الانتخابات التشريعية التي أقيمت عام 2006، بالإضافة إلى أنها ستكون "توافقية" بعد أن تم الاتفاق بين حركتي فتح وحماس بضرورة إجرائها بالتزامن بين الضفة والقطاع .
حملات مستفزة
الشاب راجي أبو عيشة أعلن مقاطعته لانتخابات البلدية القادمة بعد أن شعر بأن لا قيمة لصوته لدى الفصائل والمسؤولين، وقال " شاهدنا العديد من الحملات المستفزة المقززة، التي يطلقها بعض رواد التواصل الاجتماعي الموالين لحزب معين فهؤلاء الأشخاص يعملون بتوجيهات عليا من مسؤوليهم".
ودعا أبو عيشة كافة الأحزاب لعدم إطلاق شعار "صوتك أمانة" لأنه يعتبر الأمانة في أن لا يعطي صوته لمن لا يستحق، مطالبًا بضرورة وجود رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل لجنة الانتخابات المركزية والتي ستشرف على الانتخابات.
أما المواطن محمود البكري فقال لـ"شمس نيوز" بأنه سُيدلي بصوته بكل ارتياح دون أي ضغط فيسبوكي، حيث يرى بأن التكنولوجيا الحديثة أصبحت تلعب بمشاعر المواطنين بنسبة 50% حد اعتقاده، مشيراً إلى أن قراره سيكون فرديًا نابعًا من شعوره بمعاناة المواطنين.
وأضاف البكري بأنه شاهد عبر المواقع بعض الرسومات الكاريكاتيرية والتي وصفها بالمغرضة ولا تخدم سير الانتخابات، فكل الفصائل مقاومة وشريفة وارتقى منها شهداء واُعتقل منه أسرى، فلا يجوز إنكار التضحيات الجِسام للفصائل لمجرد خوض انتخابات على كرسي بلدية..".
ردح فيسبوكي
الإعلامية "هاجر حرب"، اعتبرت أن مواقع التواصل سيكون لها تأثيرات ايجابية وسلبية على تصويت الشعب، حيث ذكرت بأن ايجابياتها تكّمن في الانتشار السريع والوصول إلى أكبر عدد من المشاركين والمتابعين والمهتمين أو حتى المقاطعين، مشيرة إلى أن الكل الفلسطيني يريد متابعة هذا التنافس الشديد والى ما ستؤول إليه النتائج.
أما السلبيات فذكرت الإعلامية حرب خلال حديثها لـ"شمس نيوز" أن بعض الأشخاص قد يُروّج لفصيل أو مرشح ما لمصالح شخصية بحته، دون تغليب المصالح العليا للشعب، "وفي هذا إساءة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي".
وتابعت "ناهيك عن موجات الردح الفيسبوكي بين المتعصبين لهذا الحزب أو ذاك، والتي نشهدها وسنشهدها حيث لا تعبر عن الديمقراطية المرجوة والمرتبطة بسير ونجاح العملية الانتخابية".
التكفير والتخوين
وترى مراسلة قناة المسيرة بغزة أن بعض النشطاء يستخدمون أساليب التخوين والتكفير والترهيب والعنف، للضغط على مشاعر وعقول المواطنين وجلبهم لتيارات معينة، منوهة إلى أن هذا الأمر بات أسلوب حياة لدى الكثيرين.
وشددت على ضرورة تغيير هذه النظرية الخاطئة، وذلك من خلال المضي قدمًا نحو تغليب صوت الشعب على صوت الأحزاب السياسية كافة، داعيةً إلى ضرورة لجم تلك الفئة المتعصبة والتي تسعى لتكريس الانقسام وإفشال عملية الاقتراع، وأن يبادر كل حزب بلفظ المتعصبين منه.
تكريس الانقسام
من جهته، أكد المدون والناشط الشبابي "خالد صافي"، أن مواقع التواصل الاجتماعي ستكون عامل حاسم بين جميع المرشحين والفصائل المتنافسة لجذب وإقناع اكبر عدد من المواطنين، من أجل كسب تعاطفهم وأصواتهم.
واعتبر صافي في حديثه مع "شمس نيوز" بأن المرحلة المقبلة ستشهد حدّية وتنافسية كبيرة بين كافة الأطياف، مع صدور حملات دعائية كبيرة يتصدرها هاشتاغات سريعة التغريد، وأيضا نشر فيديوهات لكل مرشح، بالإضافة للعب على خاصية البث المباشر الذي سيستهدف المواطنين على كافة توجهاتهم حتى بعد انتهاء الانتخابات.
وتوقع صافي أن يستمر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتقديم حملات مرشحيهم، حتى بعد فترة انتهاء الانتخابات "حيث ستشهد تلك الفترة تقديم الطعون والشكاوي، لا سيما أن الفيسبوك أصبح ملجأ لكل مواطن يريد أن يظهر مشاعره".
وأبدى الناشط صافي، تخوفه من أن تكون الانتخابات البلدية القادمة تكريسًا للانقسام الحاصل بين شطري الوطن، حيث توقع أن تشهد الساحة ضرب الخصوم لبعضهم، وبث للشائعات، وإظهار التفوق الخدماتي لكل طرف.
الجدير بالذكر، أن لجنة الانتخابات المركزية أعلنت موعد إجراء الانتخابات المحلية في الثامن من أكتوبر/تشرين أول من العام الجاري، وجرى توقيع ميثاق شرف بين جميع الفصائل والأحزاب السياسية الفلسطينية برعاية لجنة الانتخابات ينص على الامتناع عن التشهير والقذف والشتم، والابتعاد عن إثارة النعرات أو استغلال المشاعر الدينية أو الطائفية والقبلية والإقليمية والعائلية أو العنصرية بين فئات المواطنين مع ضرورة إلزام المرشحين بالامتناع عن التعرض المادي للحملة الانتخابية للغير، سواء كان ذلك بال بالتخريب أو التمزيق أو إلصاق الصور والشعارات فوق صور وشعارات الآخرين، فيما تعهدت الفصائل بتنفيذ كافة بنود الميثاق.