شمس نيوز / عبدالله عبيد
بدأ الحديث يدور عن فكرة إنشاء ميناء بحري في قطاع غزة المحاصر لأكثر من عشرة أعوام، بعد انتهاء الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، والتي كانت أحد شروط المقاومة الفلسطينية لوقف تبادل إطلاق النار آنذاك، لكن إسرائيل عارضته بقوة وربطته بشرط نزع سلاح المقاومة بغزة.
مقترحات عديدة يتم تقديمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول موضوع إنشاء ميناء لغزةـ من قبل مسؤولين إسرائيليين وكثيراً منهم أيضاً معارضاً لهذه الفكرة وبقوة شديدة، الأمر الذي جعله قيد الدراسة حتى الآن.
وقبل يومين، أفادت الاذاعة العبرية العامة، أن المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، سيصوت خلال الفترة المقبلة على مشروع إنشاء جزيرة عائمة وميناء قبالة مدينة غزة.
وتقدم بالمشروع وزير المواصلات الاسرائيلي "يسرائيل كاتس"، الذي يعتقد أن انشاء ميناء بغزة سيمنع نشوب حرب جديدة في غزة.
وقال وزير المواصلات، إسرائيل كآتس، اليوم السبت , ان قطاع غزة بحاجة إلى ميناء بحري، وربما في المستقبل الى مطار أيضا, مبيناً ان الميناء لا يُحسِّن الحياة الاقتصادية في غزة فقط، بل يُحسِّن صورة إسرائيل الدبلوماسية في الخارج على حد قوله.
وبين كاتس ان آليةُ العمل في الميناء ستبدأ بتشكيل لجنة، برئاسة وزير المواصلات، وعضوية وزارة الحرب والمخابرات، والبيئة، وستكون سلطة السماح بدخول الميناء "لإسرائيل" فقط، وستعبر البضائع إلى غزة عبر جسر، يقف على رأسه بوليس دولي، وتكون القوة العاملة في الميناء غزية، وسيشمل العمل أيضا محطة لتحلية المياه، وتوليد الطاقة الكهربية, و لن تدفع "إسرائيل" مليما واحدا في المشروع.
هل بات قريباً
"ميناء بحري في غزة" هل بات إنشاؤه قريباً، وهل سيصوت الكابينت على هذا القرار في القريب العاجل، ليرد الباحث بالشأن الإسرائيلي، باسم أبو عطايا بأن هناك أصواتا من داخل الكابينيت الإسرائيلي موافقين على إنشاء ميناء في غزة، مشيراً إلى وجود بند في الاتفاقية التي وقّعت بين الاحتلال وتركيا مؤخراً بهذا الخصوص.
وقال أبو عطايا خلال حديثه لـ"شمس نيوز": تركيبة الحكومة الإسرائيلية معروفة، وهي حكومة يمينية متشددة، وبالرغم من تشددها إلى أنها تحتوي على أفراد يوافقون على إنشاء ميناء لفصل قطاع غزة، ومن بينهم ليبرمان الذي يعتبر من أشد المتطرفين".
وأضاف " حتى نتنياهو صرح أكثر من مرة بإنشاء ميناء في غزة، وكذلك الجيش الإسرائيلي وقائد الأركان وافقوا بهذا الأمر لكن تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي"، مبيّناً أن "هذه التصريحات يمكن إجمالها في إطار أن هناك اتفاقية.. وهذه الاتفاقية التي تم الحديث عنها مع الجانب التركي".
مأزق كبير
ورجح أبو عطاياً أن يوافق الكابينت الإسرائيلي على فكرة إنشاء الميناء خلال الفترة المقبلة " خصوصاً أنها تتحدث عن فصل وليس رفع حصار"، مشدداً على أن إسرائيل تحاول أن تجد حلول للوضع القائم، لأنها في مأزق كبير فيما يتعلق بموضوع غزة، حسب اعتقاده.
وتابع "إسرائيل لا تتقدم في المفاوضات ولا تقدم أي شيء للفلسطينيين، وأعتقد أن مصلحتها الآن عملية الفصل بين الضفة وغزة"، مستطرداً "لكن التصويت لصالح المشروع لا يعني أنها ستبدأ بالتنفيذ من اليوم أو غد، لأن هناك التزامات أخرى بعد الموافقة".
وأشار المختص بالشأن الإسرائيلي إلى أن إسرائيل لديها عدة حسابات بهذا الموضوع " فمن الممكن أنها تريد من خلال طرحه أن تقول للعالم ها نحن قمنا بما هو مطلوب منا للتخفيف عن غزة، وتضع هذا الملف على الطاولة، لكنها بالأساس تحاول تكريس مبدأ الفصل وتهميش السلطة في هذا الأمر"، على حد وصفه.
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية أكد على تمسك حركته بمطلب إنشاء ميناء بحري في قطاع غزة، قائلاً: إن إنشاءه “ليس منةً من أحد، ولا فضل من الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا، بل ننتزعه انتزاعا بصمودنا وثباتنا”.
واعتبر هنية أن إنشاء الميناء “استحقاق متعلق بالمفاوضات التي جرت في القاهرة للتوصل إلى اتفاق تهدئة لإنهاء الحرب التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة عام 2014”.
وكان وفد تركي قد زار قطاع غزة خلال وقت سابق من الشهر الماضي، بهدف المساعدة في إنشاء جزيرة عائمة تتضمن منطقة تخليص بضائع ومحطة لتوليد الطاقة.
ومن شأن إقامة الميناء والجزيرة العائمة أن تساهم في توفير السلع الأساسية والطاقة للقطاع، لكنها ستكون بإشراف ومراقبة إسرائيلية وتنفيذ دولي.
مشروع إسرائيلي
في السياق، قال المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي إن إنشاء ميناء في غزة ليس مشروعاً فلسطينياً ولا حتى تركياً، بل هو مشروع إسرائيلي محض"، لافتاً إلى أن أو ما طرحه عضو الكنيست "يسرائيل كاتس" بعد فشل المفاوضات، وكان ينص على إنشاء جزيرة قبالة غزة تشرف عليها إسرائيل من جهة أمنية وتديرها حماس".
وأضاف خلال حديثه لـ"شمس نيوز": "لو أن الأمر بيد إسرائيل وحدها فأعتقد أن مشروع إقامة ميناء في قطاع غزة تم الانتهاء منه، لسبب بسيط وهو انها تريد أن تعطي حماس في غزة بعض الرموز السيادية؛ من أجل أن ينسلخ القطاع عن الضفة الغربية بشكل مطلق سياسيا واجتماعياً واقتصادياً".
ولفت الهندي إلى أن الكثير من الوزراء الإسرائيليين وافقوا على إنشاؤه من بينهم ليبرمان، مشدداً على أن تأييدهم للفكرة ليست من أجل التخفيف من حجم الأزمات في غزة، ولكن من أجل فصل غزة عن الضفة.
سلخ غزة
وأوضح أنه " لو كانت الأمور الداخلية في إسرائيل والإقليمية أفضل مما هي عليه الآن، لأقدمت على هذه الفكرة ونجحت في سلخ قطاع غزة سياسيا واجتماعيا واقتصادياً عن الضفة، وبالتالي اضعاف القضية الفلسطينية عشر أعوام للأمام"، حسب تعبيره.
ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي أن فكرة إنشاء ميناء ليست من مصلحة الفلسطينيين "وإن يعتقد الكثيرين ذلك"، مبيّناً أن حماس مؤيدة لهذه الفكرة وطرحتها على أنها شرط خلال المفاوضات "وعندما شعرت إسرائيل أن هذه الفكرة طُرحت كشرط بدأت تماطل فيه".
وكانت صحيفة معاريف العبرية أشارت قبل عدة اسابيع أن قيادة جيش الاحتلال والمخابرات الاسرائيلية "الشاباك" يؤيدون انشاء ميناء بغزة شريطة اخضاعه لرقابة دولية.
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيجري قريباً مناقشة حول إنشاء ميناء بحري لقطاع غزة.
وأضاف نتنياهو في تصريحات صحفية كما أوردت صحيفة "معاريف" العبرية، "ليس لدينا مشكلة مع الميناء لكن لدينا مشكلة في الرقابة".