قائمة الموقع

خبر في ذكرى احراق الاقصى اي دور للاعلاميين لنصرة قضية القدس

2016-08-20T12:02:44+03:00

بقلم : صالح زيتون

الامين العام لمبادرة اعلاميون من اجل القدس ليس من شك ان سقوط القدس في اعقاب هزيمة حزيران1967 كان كارثة كبرى حققت للصهاينة اعظم اهدافهم منذ تحققت الاطماع الصهيونية على ارض فلسطين عام 1948 وقد عمل المحتلون منذ اليوم الاول للاحتلال على ترسيخ الامر الواقع في المدينة المقدسة بشكل استباقيللقرارات الدولية التي صدرت عن مجلس الامن من خلال القرار242 بعد ذلك باربعة اشهر والذي لا يعترف بالاحتلال وتداعياته على الارض المحتلة ومع ذلك شرعت باتخاذ سلسلة خطوات تمثلت فيما يلي 

اولا: اعلان القدس عاصمة موحدة لاسرائيل اي الحاق القدس الشرقية التي سقطت عام 1976 بالقدس الغربية التي تم تهويدها عام 1948. 

ثانيا :تهويد حائط البراق وتسميته رسميا بحائط المبكى ضاربة بعرض الحائط قرار عصبة الامم عام 1929 باعتبار الحائط وقفا اسلاميا وجزءا اصيلا من الحرم القدسي وذلك في اعقاب المذابح التي جرت انذاك احتجاجا على محاولة اليهود تهويد الحائط.

ثالثا: الشروع الفوري بهدم حي المغاربة وحي شرف الفلسطينيين على الحائط الغربي للمسجد الاقصى لاقامة المساحة المخصصة لحائط ما يسمى المبكى تكريسا لتهويد حائط البراق.

رابعا :البدء الحثيث بسلسلة عمليات منالحفريات "الإسرائيلية" في داخل البلدة القديمة، خصوصا حول وأسفل الحرم القدسي للبحث عن اثار الهيكل المدمر منذ الاف السنين.

خامسا : اتخاذ الاجراءات العاجلة لتوسيع مساحة المدينة المقدسة و إطلاق خطة القدس الكبرى التي تمتد على مساحة 600 كم2 (10% من إجمالي مساحة الضفة الغربية) لتمتد من بيت شيمش (ديرابان ) غربا حتى أريحا والبحر الميت شرقا ومن كفار عتصيون جنوبا (الحدود الشمالية لمحافظة الخليل) حتى رام الله شمالا.

سادسا : قيام حثالات المحتلين من جنود ومستوطنين بتدنيس السجد الاقصى والاعتداء على المصلين والهتاف في ارجائه : محمد مات وخلف بنات وقد حرص موشيه دايان وزير الحرب انذاك على التقاط الصور التذكارية امام قبة الصخرة وصرح بوقاحة ان احتلال القدس يمهد الطريق الى خيبر حيث كان يقطن اجدادنا من بني قريظة وبني القنيقاع وبني النضير. 

سابعا :فرض عقوبات على المقدسيين الذين تمسكوا ببيوتهم ومتاجرهم بالزامهم منذ اليوم الاول للاحتلال بدفع ضرائب الارنونا الباهظة عن املاكهم وفرض القوانين الاسرائيلية عليهم كأنهم مواطنون اسرائيليون لا يتمتعون بالمزايا بل ينالون العقوبات فحسب. 

ثامنا :مصادرة املاك الغائبين والعقارات التي يدعي الصهاينة انها تعود ليهودعلى الفوروالاستيلاء على الاف الدونمات لاقامة احياء استيطانية.

تاسعا: تدمير قرى عمواس ويالو وبيت نوبا وهي القرى الثلاث التي بقيت من بين قرى القدس الغربيةالتي شرد سكانها وهدمت منازلها عام 1948 ليستكمل المحتلون تهويد كامل المدينة. 

عاشرا: تطويق المدينة المقدسة بطوق امني من كافة ارجائها ومنع التواصل بينها وبين سائر ارجاء الضفة الغربية وفي وقت لاحق اقامة الجدار العنصري العازل لكن الهاجس الاكبر الذي كان يراود القادة الصهاينة هو العامل الديمغرافي الامر الذي دفهم الي توطين مئات الاف من المستوطنين في المدينة المقدسة سعيا لاحداث التوازن الديمغرافي لذا لم تهدأ ماكينة التهويد بعدما استقر الامر لهم وواصلوا اجراءاتهم المستفزة في المدينة القائمة على قاعدة الاقتلاع والاحلال حتى امكن لهم اعلان مخططهم التهويدي الشامل للمدينة عبر مشروعهم الاستيطاني الضخم المسمى القدس الكبرى الذي تم وسط عجز عربي واسلامي وصمت دولي وتواطؤ غربي حتى تمكنوا من بناء 34 مستعمرة "إسرائيلية" في القدس الشرقية شكلت حزامين حول القدس، الأول الحزام الداخلي في داخل القدس الشرقية وعدد مستعمراته 16 والثاني الحزام الخارجي خارج حدود القدس الشرقية وعدد مستعمراته 18 وتحتل المستعمرات ما مساحته 38 كم2 بالإضافة الى ذلك فقد تم إنشاء 18 موقعا استعماريا عشوائيا وشق الطرق الالتفافية التي أقيمت في داخل القدس وحولها لربط هذا المستعمرات بعضها بالبعض الاخربطول اجمالي بلغ حوالي 91 كم بما يتسبب بعزل المدينة عن محيطها الفلسطيني وتكريس قطع الضفة الغربية الى نصفين وفي غمرة التحريض والتعبئة العنصرية التي لم تتوقف في اوساط المستوطنين واطفالهم عبر المناج المدرسية والاعلام المضلل والروايات الكاذبة المتوارثة لم يستسغ غلاة الصهاينة بقاء الحرم القدسي في ايدي المقدسيين وشرعت منظماتهم العنصرية ببث مقولات ان الحرم قائم على انقاض هيكل سليمان ساعدهم في ذلك تبني النصوص التاريخية والجغرافية الغربية للمقولة نفسها من خلال اطلاق لفظ جبل الهيكل Temple Mounten على الحرم القدسي الذي يعتبر وقفا اسلاميا كاملا وقد مهدت هذه الخلفية التحريضية العنصرية لخلق جيل مهووس بهدم الاقصى وقبة الصخرة جسده المستوطن الاسترالي مايكل دينس روهن الذي نفد جريمته في يوم 8 جمادى الآخرة 1389هـ - 21 اب -أغسطس 1969م باقدامه على إشعال النار في الجامع القبْلي في المسجد الاقصى حيث اتت النيران على منبر صلاح الدين بالكامل وبعض الاروقة والاعمدة داخل المسجد فهب ابناء القدس هبة عظمى يحاولون بجهدهم اليدوي ان يطفئوا النيران ويمنعونها من الامتداد وانتظروا ان تصل سيارات الاطفاء التابعة لبدية القدس الاسرائيلية لكنها تلكأت بالحضور حتى لا تشارك في إطفاء الحريق الامر الذي يؤكد تواطؤ الاحتلال مع المجرم علاوة على قيامه بقطع المياه عن المنطقة المحيطة بالمسجد في نفس يوم الحريق مما دفع المقدسسيين للاستنجاد بسيارات الإطفاء من المدن المجاورة في رام الله وبيت لحم والخليل لتسهم في إطفاء الحريق وتحول دون امتداده الى كافة ارجاء المسجد وقد ألقت إسرائيل القبض على الجاني، وادعت أنه مجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا؛ وما زال يعيش حتى الآن في أستراليا وليس عليه أي أثر للجنون أو غيره لقد هزت الجريمة مشاعر المسلمين في اصقاع الارض وخرجت العواصم العربية والاسلامية بتظاهرات تطالب بتحرير القدس وتخليص الاقصى من براثن المحتل مما دفع الى تنادي القادة المسلمين لعقد اول قمة اسلامية تمخض عنها انشاء منظمة المؤتمر الاسلامي التى تغير مسماها الى منظمة اللتعاون الاسلامي واليوم وبعد 47 عاما من الجريمة لم يعد موضوع القدس يحتل المرتبة الاولى في اجندات القمم العربية والاسلامية ولم تعد قضية القدس تحظى بالاهتمام الاعلامي اللازم في غمرة الانشغالات العربية بالجروح الدامية التي تفتك بالجسد العربي وتعطي لاسرائيل فرصتها الذبية لتكريس مجدها في ارضنا المقدسة ونحن في مبادرة اعلاميون من اجل القدس نعول على وسائل الاعلام العربية لايلاء هذه القضية ما تستحقه من اهتمام لا ينسي اجيالنا الطالعة اهمية القدس في الوجدان العربي والاسلامي وكلنا امل ان يسهم الاعلاميون المخلصون في وسائلهم التقليدية او في مواقع التواصل الاجتماعي باداء دورهم الحضاري اولا لتلبية نداء القدس نصرة لاهلها وتثبيتا لصمودهم وتشبثهم بحقهم الى ان يعود الحق الى اصحابه الشرعيين واذا ما استنكف اعلاميونا عن اداء رسالتهم الحضارية والوطنية والقومية والدينية ونهجوا درب السياسيين المتهربين من التزاماتهم ازاء القدس وهرولتهم نحواعداء الامة فاننا مهددون جميعا ليس بتهويد الحجر بل بتهويد البشروما ينطوون عليه من عقول وقلوب وتبديد حقوقنا الراسخة.

فلا تجعلونا نقول على هذه الامة السلام بل لنقل ليحل الله بقدرته على هذه الارض ما تستحقه من سلام.

اخبار ذات صلة