غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

هدمها الاحتلال 102 مرة!

خبر العراقيب.. بإصرار سكانها تقاوم سياسات الاحتلال التهويدية

شمس نيوز/ خاص

خيام وبعضا من قطع الكرميد والبلاستيك، وعناد الفلسطيني المتشبث بأرضه، هذا كل ما تحتاجه كي تبقى صامداً، على تلك البقعة التي لا تتجاوز مساحتها 1250 دونماً، يطلق عليها "العراقيب"، وتقع إلى الشمال من مدينة بئر السبع المحتلة في صحراء النقب جنوب فلسطين.

تأتي "العراقيب" ضمن 45 قرية لا يعترف بها الاحتلال الإسرائيلي، ويسعى لمصادرة الأرض المقامة عليها، لصالح مشروعاته الاستيطانية، حيث قام منذ عام 2010 إلى الآن بهدمها بآلياته العسكرية للمرة 102، كان آخرها الجمعة الماضية.

عائق أمام الاحتلال

الباحث والمختص في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش قال لـ"شمس نيوز": إن عملية هدم القرية للمرة 102 وإصرار الاحتلال على تدميرها يأتي بسبب وجودها ضمن المنطقة الواقعة في نطاق مشروع استيطاني إسرائيلي، يهدف لوصل حدود 67 بالخط الأخضر".

وأضاف "يسعى الاحتلال لبناء مستعمرات داخل حدود الأراضي المحتلة عام 1967 والمحاذية تماماً للخط الأخضر، لخلق تواصل إقليمي بين أراضي 48 و 67 وطمس معالمه".

لن يقبلوا

وأشار حنتش، إلى أن أهالي القرية لن يقبلوا بفرض الأمر الواقع عليهم، ويقومون يومياً بإعادة بناء وترميم ما يتم هدمه، ويؤكدون على تشبثهم بتاريخهم وأرضهم، وخيار الخروج من قريتهم غير وارد في أذهانهم، مهما ضيقت عليهم قوات الاحتلال.

منظمات حقوقية ومؤسسات تُعنى بمناهضة الاستيطان، بالإضافة إلى رؤساء البلديات المجاورة للقرية المنكوبة، يقومون بالتضامن مع الأهالي بشكل مستمر لدعم صمودهم فيها، وحسب مصادر فلسطينية، يعيش في صحراء النقب نحو 220 ألف فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين.

فيما ترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، أو تزويدها بالخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، وتسعى "إسرائيل" لتركيزهم في ثماني بلدات تحولت إلى مراكز للبطالة والفقر، وهي أشبه بمخيمات اللاجئين بحسب الأهالي ومسئولين هناك، بيد أن سكان "العراقيب" وغيرهم من القرى يرفضون هذا الواقع.

ويبدو أن إصرار سكان قرية "العراقيب" بالنقب المحتل على إعادة بناء قريتهم أكثر من 100 مرة، له علاقة بالعقلية الفلسطينية البدوية، التي ترفض سياسة القبول بالأمر الواقع، أو الخضوع لإرادة المحتل، فبدو النقب مثّلوا نموذجا فريدا لتمسك الفلسطيني بأرضه ورفض تركها مهما بلغت التحديات، ووضعوا دولة الاحتلال في موقف محرج أمام العالم بأسره.