شمس نيوز / عبدالله عبيد
"القطايف".. الاسم المرتبط ارتباطا وثيقا بشهر رمضان، فهي فاكهة الصائمين والحلوى التي لا تنافسها أي حلوى خلال الشهر الفضيل، ولا تخلو مائدة منها، حيث يتسابق الفلسطينيون على شرائها والتفنن في صناعتها وإعدادها لتقديمها على أبهى صورة.
وتعتبر حلوى "القطايف" من أشهر الأكلات التراثية والشعبية في جميع البلدان العربية، خاصة بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين.
ولا يتفق المؤرخون العرب على أصل هذه الحلوى، فبعضهم صنفها عباسية أو أموية أو فاطمية، فيما أرجع آخرون أصلها إلى دمشق، لكن الجميع يتفق على حلاوة مذاقها.
وفي العصور القديمة تنافس صنّاع الحلوى لتقديم ما هو طيب من الحلويات، وقد ابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف، ومن هنا سميت القطايف.
يحتاج إلى وقت
يذهب محمد مصطفى، بائع القطايف، وابنه مأمون إلى محله الواقع بحي الرمال وسط مدينة غزة، الساعة الثانية عشرة ظهراً ليقوم بتجهيز مستلزمات القطايف وتحضيرها للزبائن، فيبدأ بعمل العجينة والتي يحتاج إعدادها من الوقت ما بين 30 إلى 60 دقيقة، ثم يبدأ بخبزها في الفرن لتأخذ شكلها الأخير .
يقول مصطفى لـ "شمس نيوز" : تجهيز العجينة يأخذ أغلب وقتي، لأننا نقوم بتحضير السميد والصبغة وغيرها من المستلزمات" مشيراً إلى أن عمل القطايف يحتاج إلى وقت كاف في تحضيره.
وبيّن مصطفى أن إقبال الناس واسع على شراء هذا النوع من الحلويات، خاصة وأن القطايف من المأكولات الموسمية التي يشتهيها المواطن.
وأضاف: دائماً يكون في أول أيام رمضان ضغط كبير من قبل الناس في الشراء، ويخف تدريجياً بعد ذلك".
وأشار ابنه "مأمون" إلى أنه يساعد والده في هذا العمل شبه الشاق في شهر رمضان ، لافتاً إلى أنهم يحصلون مصروفهم اليومي من بيع القطايف.
إقبال كثيف
وأشار بائع القطايف محمد مفتاح، في حديثه لمراسل "شمس نيوز" إلى إقبال الناس اللامحدود على تلك الأكلة الشهيرة وبالأخص في شهر رمضان .
وأضاف مفتاح: بعد العصر يبدأ الناس بالتواجد أمام محلاتنا للشراء ، وهذا من فضل الله علينا في هذا الشهر الكريم"، موضحاً أن أول يوم في رمضان شهد إقبالا كثيفا من الناس على شراء القطايف.
وبيّن أن سبب حب المواطنين لهذه الحلوى كونها تراثية وسعرها منخفض، مردفاً بالقول: الأسعار معروفة عند الجميع وفي متناول الناس ، وهي المفضلة لدى الناس، ويوميا نبيع كمية كبيرة من القطايف".
أشهر الأكلات التراثية
من جهتها، تقول أم السعيد، ربة منزل، إنها "بعد الإفطار مباشرة تقوم بتجهيز القطايف لزوجها وأولادها، كونها من الحلويات المفضلة لديهم".
وأضافت أم السعيد في حديثها لـ"شمس نيوز": لا يمضي علينا يوم في رمضان دون أن نأكل القطايف، فهي أصبحت عادة ملازمة لنا طيلة شهر رمضان"، مبينة أن طريقة عمل القطايف وتحضيره لا يأخذ الوقت الكبير ولا يحتاج لمستلزمات كثيرة ، لذلك تعتبر من أشهى المأكولات في عائلتهم.
ويعتبر أبو أسامة أن القطايف عبارة عن ضيافة الموسم لإكرام الضيف كونها من المأكولات الموسمية في شهر رمضان .
وأضاف: ما يفيدنا من هذه الحلوى وجود سعرات حرارية تقوم بإمداد الجسم بالطاقة بعد صيام يوم كامل، إضافة إلى التلذذ في طعمها " .
والقطايف هي حلوى عربية معروفة في بلاد الشام ومصر وتونس ولها شعبية خاصة في شهر رمضان حيث يكثر تناولها بعد الإفطار، وخلال وجبة الإفطار عند البعض، وقبل وجبة الإفطار عند قليل من الناس بالأخص أهل مدينة نابلس الفلسطينية. وهي تتكون من فطيرة أو عجينة تسمى عجينة القطايف محشوة بأصناف مختلفة من الحشوة وتقدم إما مشوية أو مقلية أو نيئة.
وتفيد الآثار أن العرب يتفننون بصناعة حلوى "القطايف" بإعداد فرن صغير مرتفع عن الأرض بحوالي 40 سم خصيصاً لعمل القطايف ، ويوضع عليه صينية من حجر الزهر، كما يُستخدم أيضاً حلة ومصفاة للعجين وكبشة ومقطع (سكينة الحلوانى) لرفع أقراص القطايف بعد تسويتها، بالإضافة إلى قُمع صغير يوضع فيه العجين السائل.