غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر هل تسحب موسكو بساط المفاوضات من أميركا

شمس نيوز / عبدالله عبيد

برز مؤخرا الدور الروسي في الشرق الأوسط، سواء من خلال النشاطات العسكرية المباشرة وغير مباشرة  بسوريا والعديد من دول المنطقة ودورها السياسي  في الدول العربية، والتي كان آخرها الدعوة لعقد لقاء يجمع رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو.

وأثارت دعوة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" للفلسطينيين والإسرائيليين، صدى واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية على المستوى الدولي، خاصة مع اقتراب الموعد المحدد لعقد المؤتمر الدولي للسلام والذي دعت له باريس قبل أشهر.

وكان الرّئيس المصريّ، عبد الفتّاح السّيسي قد قال في لقاء عقده الأسبوع الماضي مع رؤساء تحرير الصّحف القوميّة الثّلاث الكبرى في مصر، "إنّ "الرّئيس الرّوسيّ بوتين أبلغه بأنّه على استعداد لدعوة عبّاس ونتنياهو، للاجتماع في موسكو من أجل إجراء محادثات مباشرة لإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية".

وأكد على أن بلاده تدعم هذه الجهود السلمية، داعيا جميع الدول للمشاركة في دفع عمليّة السّلام، والتّجاوب مع الجهود والدّعوات والمبادرات المطروحة حتى يرى الفلسطينيّون ضوءً في نهاية النّفق لإقامة دولتهم المستقلّة جنبًا إلى جنب "إسرائيل".

موافقة مبدئية

عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي أشار إلى وجود موافقة مبدئية من الجانب الفلسطيني للدعوة الروسية، موضحاً أن هذا الموضوع لا يزال قيد الدراسة.

وقال زكي لـ"شمس نيوز"،  إن هناك رغبة روسية لعقد لقاء بين نتنياهو و الرئيس عباس وهذا أمر قيد الدراسة، وهناك موافقة مبدئية نظراً لدور الروس والصداقة التاريخية للقضية الفلسطينية"، لافتاً إلى العديد من الوساطات والمحاولات الدولية لاستضافة "قمة فلسطينية إسرائيلية".

كما ولفت إلى أن روسيا كانت عازمة على عقد مؤتمر دولي في أراضيها بعد مؤتمر "أنا بولس"، مستدركاً: "لكن هيمنة الولايات المتحدة حالت دون ذلك، "والآن الروس أصبحوا في وضع متقدم سواء في منطقة الشرق الاوسط أو بالتفاهم مع الولايات المتحدة، وبالتالي حينما يتدخلوا يكون لهم وزن أكبر"، حسب وصفه.

وشددً على أن أي لقاء مع نتنياهو "لن يكون بالعلاقات العامة أو لإخراج الموضوع وكأن هناك تفاهم، بل لوضع المتدخلين أمام مسؤولياتهم، فإسرائيل تستخف بالعالم وبمجلس الأمن وأوروبا وبأي جهة تتدخل في هذه القضية"، مشيرا  إلى ضرورة الاخذ بعين الاعتبار الشروط الفلسطينية وهي " وقف كامل للاستيطان وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، والاعتراف بحل الدولتين" إلى للبدء بأي عملية تفاوض مع الاحتلال.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو صرح أنه لمْ يتخذ بعد قراراً بالمشاركة في الاجتماع الذي تسعى روسيا إلى عقده، وأعرب عن اعتقاده بأنه يستطيع الجلوس مع الرئيس عباس لوحدهما وحل القضايا العالقة.

زيادة تدخلاتها

من جهته، يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن اللقاء الذي دعت له روسيا يأتي في إطار المحاولات الروسية لزيادة تدخلاتها في المنطقة .

وقال عوكل لـ"شمس نيوز" إن هذا اللقاء يشير بأن روسيا بدأت تفكر في زيادة تدخلاتها في منطقة الشرق الأوسط، وبات واضحا الدور الروسي في الدول العربية من خلال سوريا والعراق، وها هي تقترب من الملف الفلسطيني الإسرائيلي في إطار البحث عن تسوية".

وفي وقت سابق، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن استعداد بلاده للمساهمة في استئناف المفاوضات المباشرة، مؤكداً أن روسيا لديها فعلا علاقة ثقة جيدة مع الفلسطينيين والإسرائيليين، وهي على استعداد لاستخدام هذه الميزة النسبية بأقصى ما يمكن من أجل الخروج من المأزق الراهن واستئناف المفاوضات المباشرة".

مراوغة إسرائيلية

وتساءل عوكل عما إذا كانت ستتمكن روسيا من خلال هذا اللقاء من دفع "إسرائيل" إلى التحول عن سياساتها، والاستجابة لمتطلبات تسوية مقبولة تؤدي إلى تحديد رؤية الدولتين والانخراط في مبادرة باريس، معربا عن شكوكه أن تنجح موسكوا بما فشلت في تحقيقه الولايات المتحدة وهي إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين لمربع المفاوضات.

وشدد عوكل  على أن حكومة الاحتلال تحاول أن تجد طريقا لتعطيل المبادرة الفرنسية، التي وافق عليها الجانب الفلسطيني ويسعى لإنجاحها، مرجعا أسباب التخوف الإسرائيلي من المبادرة الفرنسية لمحاولة الفلسطينيين بتدوير ملف قضيتهم للتخلص من الآليات القديمة وعدم تركه للمفاوضات الثنائية، حسب اعتقاده.

وطرحت الحكومة الفرنسية أواخر العام الماضي، مبادرة تتمثل في عقد مؤتمر دولي للسلام؛ لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. حيث رحبت السلطة الفلسطينية بتلك المبادرة واعتبرتها بارقة أمل، في حين رفضتها إسرائيل بشكل رسمي.

رفض فلسطيني

أما عن الموقف الفلسطيني لهذه الدعوة، فيرى الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب أن رئيس السلطة محمود عباس أشار في تصريحاته الأخيرة إلى أنه دون التزام اسرائيل بالاستحقاقات السابقة خاصة فيما يتعلق بالاستيطان وإطلاق سراح الأسرى القدامى، لن يعودا إلى المفاوضات.

وأضاف حبيب في حديثه لـ"شمس نيوز" أن عباس نوه سابقا إلى أن أي مفاوضات قادمة يجب أن تُطرح فيها قضايا الحل النهائي، وهذا ما يشير ضمناً رفض الفلسطينيين لأي دور آخر غير المبادرة الفرنسية التي وافقوا عليها".

الجدير ذكره، بأن المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قد توقفت في نيسان/ أبريل 2014، بعد تسعة أشهر من استئنافها برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري.