شمس نيوز / وكالات
رغم إقبال كثير من الناس علي الأضحية ـ لله عز وجل ـ في عيد الأضحي المبارك, إلا أن كثيرا منهم تغلب عليهم العاطفة الطيبة لبذل أضحية لله دونما الحرص علي مراعاة الشروط والضوابط اللازمة في الذبيحة من حيث العمر والحالة ووقت الذبح, حتي تجزئ عن صاحبها, الأمر الذي يحول الكثير من الأضاحي إلي مجرد صدقات من اللحوم لا علاقة لها بهدي النبي صلي الله عليه وسلم وسنته.
وحدد الفقهاء شروطا عدة يجب توافرها في الأضحية, يوضحها الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر, قائلا: إن المقصود بالأضحية هي ما يذكي من الأنعام تقربا إلي الله عز وجل في أيام النحر بشرائط مخصصة, وذلك إحياء لسنة إبراهيم عليه السلام في الفداء, واقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم في الفعل, بالإضافة إلي أنها تعبير عن الشكر لله والتقرب إليه, لأن إراقة دم الأضحية ذبحا أو نحرا وسيلة للتوسعة علي النفس والغير من الأهل والجيران والفقراء وهذا تحدث عملي تطبيقي بنعم الله تعالي وأما بنعمة ربك فحدث.
ويشير د.أحمد كريمة إلي أن هناك عددا من الشروط والمواصفات اللازمة لصحة الأضحية, منها: أولا: الإسلام, والإقامة والقدرة فيمن يقوم بالأضحية: فلا تصح شرعا الأضحية من غير المسلم, ولا تكون علي المسافر, ولا علي من يحتاج إلي ثمنها في ضرورياته وحاجياته الأساسية.
ثانيا: أن تكون من الأنعام وهي: الإبل( الجمال), البقر والجاموس, الضأن والماعز. وأن تبلغ سن الذبيحة الحد الأدني للسن المطلوبة فيها للذبح, وهو خمس سنوات بالتقويم الهجري للإبل, وسنتان للبقر والجاموس, وسنة للضأن والماعز, ويجوز ذبح الضأن لما أتم ستة أشهر فصاعدا, مع الحرص علي سلامة الذبيحة من العيوب المنقصة للحم أو الشحم, وعلي هذا فلا تجزئ ولا تصح أضحية الذبيحة العمياء أو العوراء, أو مقطوعة الأذنين أو أحدهما, أو مقطوعة اليد أو الرجل أو اللية, أو الذنب( الذيل), كما لا تجزئ المريضة الظاهر مرضها, ولا العجفاء التي تأكل القاذورات والفضلات ومكسورة القرن, فالأضحية قربة إلي الله, والله طيب لا يقبل إلا طيبا, ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب.
ويوضح د.كريمة أن إراقة الدماء في الأضحية لابد منها, فلا يصح فيها البدل بالقيمة ولا صدقات بدلا عنها, ولا لحم مذبوح..حيث لا يصح دفع قيمة الأضحية للمشروعات الخيرية مثلا أو ما علي شاكلتها.
وقت الذبح
ويبدأ وقت ذبح الأضحية من طلوع فجر يوم النحر( أول أيام عيد الأضحي, العاشر من ذي الحجة) وقيل بعد طلوع الشمس يوم النحر, ويمتد حتي غروب شمس ثالث أيام العيد أي ثاني أيام التشريق (الموافق 12 من ذي الحجة).
ويستحب في الأضحية أن تكون أسمن وأعظم من غيرها, مليحة وأن يذبحها صاحبها بنفسه, أو يوكل عليه أو يؤجر من يذبحها, علي أن يشهدها بنفسه والدعاء بخير. كما يستحب للمضحي أيضا عدم إزالة شيء من شعره متعمدا, ولا تقليم أظافره في العشر الأول من ذي الحجة تشبها بالمحرم بالحج, ورجاء عتق كامل بدنه من النار بأضحيته والأكل منها والإهداء والتصدق دون حد.
ويستحب تقسيم لحم الأضحية إلي ثلاثة أثلاث, ثلث للأكل للمضحي وأسرته وثلث للهدية والأرحام وثلث للصدقة والفقراء والمحتاجين, كما اتفق العلماء علي أنه لا يجوز بيع شيء من لحمها أو شحمها أو جلدها وألا يعطي الجزار منها شيئا من ذلك علي سبيل الأجرة.
ويختتم د.كريمة بأنه أيما ذبيحة تم ذبحها قبل فجر يوم العيد, أو بعد غروب ثالث أيام العيد فإنها لا تجزئ وإن توافرت فيها باقي الشروط, كما أن الذبيحة إذا لم تبلغ الحد الأدني من العمر المشار إليه آنفا, أو كان بها عيب من العيوب الظاهرة, صارت لا تجزئ كأضحية, وإنما هي لحوم تؤكل ويتصدق بها.