شمس نيوز / مكة
شهد مسجد نمرة، في مشعر عرفات، اليوم الأحد، توافددت جموع غفيرة من حجاج بيت الله الحرام، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً، اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صل الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة.
حيث امتلأت جنبات المسجد، الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع، والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
بدوره، ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، خطبة عرفة - قبل الصلاة، موصياً المسلمين وحجاج بيت الله الحرام بتقوى الله.
كما ووجه الشيخ السديس، نداء إلى قادة الأمة الإسلامية وشعوبها، قال فيه: "إن أمتنا المسلمة اليوم تمر بظروف صعبة من تاريخها تلتزم منا شعوبًا وقادة في دول العالم الإسلامي تضامناً في قلوبنا ومشاعرنا وتنسيقاً في مواقفنا وتصوراتنا وتكاملاً في جهودنا لمواجهة مشكلاتنا وقضايانا، وعلى رأسها قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك ومأساة إخواننا في بلاد الشام والعراق واليمن وغيرها."
وأضاف: "نحن أحوج ما نكون للحوار طريقاً لمناقشة قضايانا والتناصح بالخير سبيلاً لتعزيز أخوتنا، وإن علينا أن ندرك أن إصلاح مجتمعاتنا وحفظ أمن أمتنا ووحدتها وصيانة مقدراتها منوط بتعاون الشعوب مع قادتهم والرعايا مع رعاتهم وبالالتفاف حولهم".
ودعا الشيخ السديس، القادة المسلمين أن يستشعروا عظم الأمانة والمسؤولية، وأن عليهم معالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بالاحتواء والحوار والإنصاف ورفع الظلم عن المظلومين، لافتًا النظر إلى أن العدل قاعدة الشرع الحميدة وهو الميزان المستقيم وهو رسالة المرسلين وأمر رب العالمين. وأكد أن، الإسلام أرسى قيمة العدل في كل نظمه وتشريعاته؛ لأنه فيه قوام البشرية وصلاحها وسعادتها وفيه خيرها وهدايتها وفلاحها، وبالعدل يكثر الخير ويعم النماء وتطمئن نفوس الخلق وتستقر أحوال الناس.
ولفت الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الانتباه إلى أن الإسلام جاء بالمنهج الوسط القائم على حفظ المصالح ودرء المفاسد، داعيا إلى البناء والتنمية والأخذ بكل أسباب التقدم والتطور وجمع بين الأصالة والمعاصرة، ونهى عن كل مسالك الفساد والإفساد، وجعل مصالح الأمة العليا فوق كل اعتبار، ورتب الوعيد الشديد في الدنيا والآخرة على من تجاوز تلك المصالح أو عبث بأمن الأمة واستقرارها ومقدراتها ومكتسباتها، ونهى عن التعدي عليها.