شمس نيوز/خاص
اتفق محللان سياسيان فلسطينيان، على أن خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الأخير، بالعاصمة القطرية الدوحة كان "شاملًا"، ويدشن مرحلة جديدة من التطورات والتحولات المرتقبة.
فقد تناول الخطاب عرض لمجمل تصورات "حماس" حول الأوضاع الداخلية والخارجية، والإقرار ببعضٍ من أخطر الأخطاء السياسية التي ارتكبتها الحركة على مدار السنوات الماضية
الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، يرى في حديثه لـ "شمس نيوز، أن خطاب مشعل جاء متأخراً، بعد تجربة حركة حماس "غير الناجحة" بالعمل السياسي والمشاركة بأن تكون جزء من الحقيبة الفلسطينية السياسية، اقتضى عليها تغيرات في أيدلوجيتها وإعادة صياغة مواقفها.
وقال العمور: "نحن أمام وثيقة سياسية جديدة للمرحلة المقبلة وكل المؤشرات والوقائع والتحولات المرتقبة في المنطقة تفرض على كل حزب أو جماعة سياسية كبيرة مراجعة حساباتها من جديد، وخاصة حركة حماس".
وأضاف: "وخطاب مشعل تتويج لمرحلة استمرت لعشر سنوات هذه المرحلة شهدت تحولات غير معلنة، لكن الآن بصدر تحولات سياسي وفكرية والممارسة السياسية، وما يميز التحولات في الحركات الاسلامية أنها تأتي بعد مراجعات فكرية، وهي تحرص على المواءمة داخل تنظيمها حتى في أبسط الأمور كاستحداث مناصب هيكلية جديدة داخلية لها".
وأشار العمور إلى، أنه سيكون الكثير من الانعكاسات والتداعيات المباشرة على إعادة بلورة للرؤية السياسية مستفيدة من تجربة منظمة التحرير، وهذا ما يدلل بأننا أمام إرهاصات ولادة وثيقة سياسية جديدة لحماس قد يتم إنضاجها مع قدوم المكتب السياسي الجديد المقرر انتخابه في الربع الأول من العام 2017م".
وتايع: "لا شك حركة حماس في مأزق داخلي ومأزق خارجي، فهي تحملت خطورة كبيرة جدا تتمثل على سبيل الذكر لا الحصر قضية الموظفين، فهي مسؤولة 55 ألف موظف، ترفض السلطة والاتحاد الاوروبي دفع رواتبهم، لتتحمل هي عبء هؤلاء، وحل قضيتهم المعقدة والتي بكل تأكيد بحاجة لتقديم خطاب وسياسة مختلفة".
وأما عن "المأزق" الخارجي، أردف الكاتب بالقول: "تأكل علاقات حماس الخارجية، مع مصر والسعودية وإيران، والتغيرات الاقليمية، والرهان على تركيا وقطر وما تقدمه من أجندات بتسوية سياسية سلمية، كلها أسباب تجبر حماس على التغير في مواقفها وسياستها".
من جهة أخرى، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف، بأن خطاب مشعل كان خطابا شاملا كان فيه جرد لحساب السنوات الماضية، وبه من الصراحة والشفافية ما لم نشهده في أي قوة أو تنظم أو حركة فلسطينية، وفق قوله.
وقال الصواف: "مشعل تحدث بعين ثاقبة ومعرفة كاملة فيما جرى وكان كلامه فيه كثير من الوضوح والصراحة ربما شمل حصاد سنوات طويلة عمل فيها بمركز القيادة بحركة حماس".
كما ولا يعتقد الكاتب والمحلل الصواف، بأن ما طرحه مشعل في خطابه الأخير، يعبر عن الحالة الموجودة داخل حركة حماس، ولن يكون هناك جديد طالما بقيت الأمور على حالها.
واستطرد بالحديث: "حماس مستمرة في الانفتاح على العالم وأن السياسات مرتبطة بالمواقف والتغيرات وعلينا أن نفرق بين الاستراتيجيات والمبادئ والتكتيكات، فالحركة تجري دائما قراءة وتغيرات وتكتيكات بما يتناسب مع الواقع"، مؤكدا على أن حماس ستكون مع مصلحة الشعب الفلسطيني ومع مصلحة الحركة والتنظيم .
وكان مشعل قال في مداخلته خلال ندوة بعنوان "التحولات في الحركات الإسلامية"، في الدوحة: "لقد استسهلنا أن نحكم وحدنا، ظننا أن ذلك أمر ميسور واكتشفنا أن ذلك ليس سهلا، نظرية البديل نظرية خاطئة، المنهج الصحيح هو الشراكة والتوافق".
وأضاف: "حماس بقيت على نفس سياسة عدم التدخل عقب الربيع العربي، وحرصنا على محاولة التخفيف من الاستقطاب الطائفي رغم إدراكنا لمعاناة الشعوب من التأطيرات الطائفية والتدخلات الخارجية".
وبين مشعل: "ندير علاقتنا السياسية بدقة وحذر بما يمزج بين المصالح وقيمنا ومبادئنا والتأكيد على أن قضية فلسطين قضية الأمة المركزية".
وتابع: "تجربة حماس كانت ملهمة للدول العربية، حماس قدمت نموذجين للأمة، المقاومة والبطولات ثم النموذج الشعبي، كيف يواجه الطفل الدبابة، حيث أدى إلى إعطاء نموذج بإمكانية مواجهة القمع والسلطات".
وأوضح أن، حركته لم تحصر نفسها بمحور، مضيقا: "طرقنا باب الجميع بما في ذلك دول الاعتدال لأننا نؤمن أن قضية الأمة لا بد أن تكون فلسطين، وأننا لسنا جزءا من التقسيمات في المنطقة".