شمس نيوز / عبدالله عبيد
أكد محللون سياسيون أن قطاع غزة يمر بمرحلة تصعيد عسكري إسرائيلي كبير، خصوصاً بعد استشهاد ثمانية فلسطينيين ليلة أمس، مستبعدين إمكانية أن يتطور هذا العدوان إلى عملية عسكرية برية.
وشدد المحللون الذين تحدثوا لـ"شمس نيوز" على أن انسحاب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من ائتلاف "الليكود بيتنا" سببه المباشر استمرار سقوط صواريخ المقاومة الفلسطينية على مستوطنات جنوب دولة الاحتلال دون تجرؤ حكومة نتنياهو على أخذ قرار بتوسيع العمليات العسكرية ضد حماس والمقاومة بغزة.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت عن استشهاد ستة من عناصرها في غارات استهدفت مدينة رفح، بينما استشهد مواطنان في غارة استهدفتهما شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة مساء أمس. وبحسب المصادر الطبية الفلسطينية فإن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن إصابة نحو 16 فلسطينيا بجراح مختلفة
وقال مراسل القناة العاشرة الإسرائيلية للشؤون العسكرية، إن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابنيت" قرر في جلسته التي انتهت قبل قليل في القدس، توسيع دائرة ضرباته لقطاع غزة دون التوصية بشن عملية عسكرية موسعة.
وأكدت القناة العاشرة أن الحكومة الإسرائيلية قررت استدعاء 1500 من جنود الاحتياط تحسبا لحالة طوارئ على جبهة غزة، وأعلنت حالة الاستنفار القصوى في كل المستوطنات والبلدات القريبة من القطاع.
تصعيد عسكري
وأكد المحلل السياسي طلال عوكل، أن قطاع غزة عملياً يمر بمرحلة تصعيد عسكري. وقال عوكل لـ"شمس نيوز" : إسرائيل مأزومة في الضفة والداخل الفلسطيني، لأن هناك هبّات شعبية تحرج الحكومة الإسرائيلية، وبالتالي هي تحاول أن تتفرغ لمعالجة الوضع في الضفة الغربية، ولكنها تريد تهدئة مجانية من القطاع".
وأضاف: وهنا المشكلة أن المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن توافق على تهدئة مجانية تحتاجها إسرائيل"، مشيراً إلى أن إسرائيل بالأمس وجهت رسالة قوية للمقاومة، إما أن توافقوا على التهدئة أو أن إسرائيل ستصعد عدوانها بشكل غير مسبوق على قطاع غزة.
ونوه عوكل إلى أن المقاومة الفلسطينية تدرك ما الذي تريده إسرائيل، بمعنى أن الرد محسوب من جانبها على التصعيد الإسرائيلي، مشدداً على أن هناك حنكة من جانب المقاومة في التعامل مع التصعيد الإسرائيلي.
وتوقع المحلل السياسي أن تشهد الحكومة الإسرائيلية تناقضات كبيرة، ربما تؤدي إلى انهيارها.
وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي أكدتا أنهما على استعداد تام للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي, وأن دماء الشهداء لن تضيع هدرا وعلى الاحتلال أن ينتظر الرد.
رغبة خفية بالتهدئة
من جهته، رأى المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي انطوان شلحت أن العدوان الإسرائيلي، بدأ منذ أن شرعت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف أهداف في غزة، مستبعداً أن يشهد هذا العدوان عملية عسكرية برية على القطاع.
وأضاف شلحت لـ"شمس نيوز": الظروف غير مواتية لعملية برية كبيرة، لعدة أسباب، أولها أن مثل هذه العملية سيترتب عليها خسائر كثيرة بالنسبة لإسرائيل، وعدم مناسبة الوضع الإقليمي والدولي لمثل هذه العملية"، منوهاً إلى أن هناك إشارات من الجانبين سواء من إسرائيل أو حركة حماس بوجود رغبة خفية في تهدئة الأوضاع.
وحول ردة فعل المقاومة، أوضح شلحت أن المقاومة في العدوان السابق "عامود السحاب"، منعت إسرائيل من تحقيق مكاسب كثيرة، مشدداً على أن المقاومة تمتلك أسلحة يمكنها أن تُلحق أضراراً للجبهة الإسرائيلية الداخلية أكثر من الأضرار التي ألحقتها في الحرب السابقة.
وأرجع شلحت سبب انسحاب ليبرمان من ائتلاف نتنياهو إلى الأوضاع الميدانية في قطاع غزة، وأردف بالقول: سبب انسحاب ليبرمان هو إطلاق صواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية دون أن ترد الحكومة بالشكل المناسب، والقاسي".
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن انسحابه من ائتلاف نتنياهو بسبب خلافات نشبت بين الطرفين حول طبيعة العمل العسكري المطلوب لوقف الصواريخ المنطلقة من غزة، حيث يطالب ليبرمان بعملية عسكرية واسعة تفضي إلى القضاء على حركة حماس، ويعارض نتنياهو ووزراء آخرون هذا الاقتراح.
وقصف الطيران الحربي الإسرائيلي مساء اليوم مطار غزة الدولي المدمر شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعشرات الصواريخ عقب الإعلان عن إحباط عملية ضخمة لكتائب القسام بتدمير نفق لها كان يمتد إلى عمق إسرائيل من الجهة الجنوبية المسماة "النقب الغربي".
وجاء قصف رفح بعد سلسلة غارات استهدفت شمال وشرق غزة وأسفرت عن إصابات وأضرار مادية كبيرة.