قائمة الموقع

خبر "السوسة الحمراء".. الوباء الذي يتفشى أشجار النخيل بغزة

2016-10-09T05:38:30+03:00

شمس نيوز / ولاء فروانة

تصوير/ حسن الجدي

كبرُت أمام عينه ثم فاقته طولاً حتى أصبحت تعطيه ظلها وثمارها لاحقاً، ينظر إليها بحسرة فيؤسفه تداعيها وسقوطها أمام عينه، أو اضطراره لخلعها من جذورها وهي ما زالت في ريعان شبابها!

الأمر ليس بإرادته، فآفة سوسة النخيل الحمراء التي سولت لها نفسها بمهاجمتها، والقضاء عليها قبل أن يكتشفها صاحب الشجرة كانت هي السبب.


يروي المزارع مصطفى النجار لـ "شمس نيوز" والحسرة تعتلي صوته، أنها ليست قصة إحدى شجراته الثلاثين بل النصف، وتعتبر مصدر دخل أساسي له ولعائلته، فهو يعاني منذ وصول تلك الآفة الخطيرة إلى منطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة، ويتوجه باستمرار إلى مديرية الزراعة بالمحافظة، مطالباً بإمداده بالأدوية والمبيدات، التي تمنع وصول الآفة لحقله، وتحمي أشجاره من الموت كما حدث لعشرات الأشجار.

آفة خطيرة

ويصف النجار الآفة بـ "الخطيرة"، فهي عبارة عن حشرة بحجم نصف إصبع اليد، تطير مسافات طويلة، وتحط على شجرة النخيل، ثم تحفر حتى تصل إلى قلب النخلة "الجمارة"، وتضع آلاف البيض وتطير وهنا الكارثة.


ونوه إلى، أن البيوض تفقس يرقات شرهة، تتغذى على المادة السكرية الموجودة في قلب النخلة "الجمارة"، وخلال أسبوعين إلى ثلاثة تكون التهمتها، فتموت النخلة، ثم تخرج منها حشرات ناضجة تطير لتضع بيوضها في نخل آخر، وتكمل مشوار حياتها المدمر.

أما المواطن محمود زعرب، فلم  يكن بحالٍ مختلف عن سابقه، فقد أصابت السوسة أشجارة الشاهقة التي سرعان ما اشترى لها المبيد، لكن السوسة كانت أسرع منه خاصة أن علو أشجاره الشاهق لم تمكنه من الصعود لرشها.


وقال زعرب: " كل طرق المكافحة لم تجدِ معها نفعا، فالأشجار شاهقة، وعملية رشها بصورة دورية أمر مرهق مادياً وجسديا للمزارعين، لذلك يلجأ المزارعون لوزارة الزراعية، وهي أيضا تعاني إمكانات ضعيفة، وتعتمد على مشروعات مكافحة ممولة".

مزارعون خائفون

ولازال المزارع  سلامة سالم، يخشى وصول تلك الآفة الضارة إلى أرضه، ويراقب أشجاره باستمرار، ولو كلفه ذلك الصعود إلى علاها ورشها بالمبيدات للتأكد من سلامتها.

وأكد سالم أن، شجرة عمرها عقود من الصعب تقبل فكرة موتها بسهولة، لذلك فهو دائم القلق والمتابعة، ويتمنى أن لا يفجع بأشجاره أبدا، مناشدا وزارة الزراعة بإبلاء الموضوع أهمية أكبر، للوقوف في وجه هذه الآفة الخطيرة.


من جانبه، قال مدير مديرية زراعة خان يونس، كمال أبو شمالة، إن هذه الآفة موجودة في كل مكان في القطاع، لكنها تتمركز بشكل أكبر جنوب القطاع خاصة خانيونس ورفح؛ نظراً لوجود الحدود الطويلة المفتوحة مع سيناء، مما يترك مجالاً لهذه الحشرة بالانتقال والتحرك، أيضاً لوجود شجرة النخيل بشكل كبير في هذه المناطق.

أما عن خطورتها، أشار أبو شمالة إلى، أنها تكمن في صعوبة اكتشافها إلا في مرحلة متأخرة، لذلك يجب مكافحتها بالرش الوقائي، إلا أن ذلك أمر مكلف وغير مجدي بالنسبة للمزارع فهي تحتاج للرش كل أسبوعين على الأقل.

وأضاف: "هناك طرق أخرى للوقاية منها لف النخيل بالبلاستيك أو الشاش لتمنع دخول الآفة اليه"، مبيناً أن المعيقات التي تواجه الوزارة تكمن في الأمور المادية والتكلفة العالية للمكافحة، خاصةً بأنها تحتاج لحملات مكافحة ووقاية وعلاج مستمر.


وأشار إلى، وجود بعض البرامج الممولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الفاو وغيرها من الجمعيات، حيث كان يتم توزيع المبيدات بشكل مجاني على المزارعين، لكن هذه المشروعات توقفت تمويلها.

حل المشكلة

أما عن الحل الذي تتبناه الوزارة في هذه الفترة، أوضح أبو شمالة بأن وزارته لجأت لوضع مصائد للحشرة في الأماكن المفترض وجودها فيها، حيث يحتاج قطاع غزة ما يقارب 4000_5000 مصيدة، مستدركا "لكن المتوفر منها هو 2000 مصيدة موزعه على القطاع حسب خطة في الوزارة، تقسم المناطق إلى نقاط فكل 200 متر يحتاج الى مصيدة"، معرباً عن أمله بتوفير باقي العدد المطلوب لتغطية احتياجات القطاع والحد من هذه الآفة.


وعن تعاون المزارعين، قال أبو شمالة، بأن هناك مزارعون لا يتعاونون مع الوزارة بحجة عدم اكتراثهم لها، إلا أن هذه يسبب خطراً على النخيل المجاورة فهذه الحشرات تتوالد وتتكاثر وتنتقل الى شجر آخر، داعياً إياهم لتبليغ عن أماكن اكتشافها للوزارة، والتخلص من الأشجار المصابة، بدفنها لمنع خروج الحشرات الناضجة منها.

وكانت سوسة النخيل قد ظهرت في غزة في شهر سبتمبر 2011، بعدما اتضحت أعراض غريبة في أشجار النخيل في المحافظة الوسطى، وبعد الكشف على الأشجار تبين أنها مصابة بسوسة النخيل الحمراء.

على إثرها تم تشكيل لجنة سميت بلجنة سوسة النخيل، التي عملت على توزيع المصائد الهرمونية لسوسة النخيل في جميع محافظات القطاع ، وأخذ عددا من المهندسين الزراعيين دورات في مصر للتعرف على طرق مكافحة الحشرة.




اخبار ذات صلة