شمس نيوز/القدس المحتلة
قال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، رون بن يشاي، إن قوات الجيش الإسرائيلي أكملت قواتها في محيط قطاع غزة تمهيدا للمرحلة الأولى من الحملة البرية، مشيرا إلى أن هذه الحرب ستكون بأسلوب مختلف عن السابق وستحمل مفاجئات للمقاومة بغزة.
وأضاف بن يشاي أن الوحدات العسكرية الأخيرة تصل إلى مناطق خافية عن العيان، وتمنع الشرطة العسكرية مراقبتها، وذلك بالاستفادة من الحرب العدوانية السابقة على قطاع غزة "عامود السحاب" حيث كان تجميع القوات البرية كثيفا وبادية للعيان بناء على رغبة وزير الجيش في حينه إيهود باراك.
وأشار إلى أن باراك كان يدعم مدرسة "القتال القائم على المؤثرات"، كما حصل في لبنان، إلا أنه في "عامود السحاب" كان بإمكان الغزيين مشاهدة آلاف الجنود بالعين المجردة موزعين في المنطقة، وبالتالي كان من السهل توجيه الصواريخ وقذائف الهاون باتجاههم، ما أدى في حينه إلى إيقاع إصابات في صفوفهم.
أما اليوم، بحسب بن يشاي، فإن الغزيين لا يرون حجم القوات التي تنتظر الأوامر بالتحرك، الأمر الذي قد يحصل في كل لحظة، وقد لا يحصل أيضا.
ويتابع: حتى اللحظة، على ما يبدو سيتم إدخال قوات برية إلى قطاع غزة"، مبينا أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "بني غنتس" كان قد فحص جاهزية القوات والمخططات المنوي تنفيذها، وأنه صادق عليها قبل عشرة أيام، وستحصل مفاجآت لحركة حماس، بحسب تعبير بن يشاي.
واستدرك بالقول: يجب عدم الوقوع في الأوهام، فالحديث ليس عن نزهة أو جولة صباحية".
وأوضح المحلل العسكري الإسرائيلي أنه تم الإعداد للحملة بشكل جيد ولمدة طويلة، وأن سامي تورجمان، القائد العسكري لما يسمى بـ"منطقة الجنوب"، قد صادق شخصيا قبل عدة شهور على مخطط الهجوم لكل واحدة من قادة الفرق القتالية التي ستشارك في الحملة.
وأضاف بن يشاي: شعبة جمع المعلومات الاستخبارية، التي تكمن في المنطقة، يفترض أن ترفع من قدراتها في مواجهة ما يوجد لدى حركة حماس، بحيث يمكن الافتراض بأن تكون المخاطر التي قد تواجهها القوات المتوغلة في قطاع غزة في حدود المعقول، وتمنع التورط في عمليات لا داعي لها".
ويتساءل الكاتب الإسرائيلي: لماذا يتواصل إطلاق الصواريخ من غزة رغم أن الجيش يقصف آلاف الأهداف بأسلحة موجهة ودقيقة منذ الثلاثاء؟".
وتابع بن يشاي بالقول: بدلا من أن يركز الجيش في تتبع منصات إطلاق الصواريخ، فإنه يكثف هجماته على أهداف تمس بالقدرة العسكرية لحركة حماس باعتبار أن تلك الضربات ستكون موجعة أكثر، بما يعني التأثير على المدى البعيد في قدرة حماس على بناء منظومة صاروخية جديدة" بحسب تعبيره.
ويعتقد المحلل العسكري بحسب ما كتب في يديعوت، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني والجيش يدركان جيدا "الحقيقة الاستراتيجية التي تعمل لصالح إسرائيل"، وهي أنه خلافا للسابق لا يوجد لحركة حماس كفيل سياسي (مثل إيران أو مصر أو قطر أو تركيا) يعمل على إصلاح قدراتها الصاروخية وقدراتها على حفر الأنفاق، والتي سيقوم الجيش بتدميرها سواء عن طريق الجو أم عن طريق البر، على حد وصفه.
وينهي بن يشاي بالقول: من الصواب الآن السؤال عن توقيت العملية البرية، وليس هل ستكون هناك عملية برية"، مشيرا إلى أن التطورات على الأرض في الساعات والأيام القريبة هي التي تحدد متى سيتخذ هذا القرار.