غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر بعض التقدم في ملف المعبر ...!

 المقال يعبر عن رأي كاتبه 

بقلم / أكرم عطا الله                              

لم أشأ مغادرة القاهرة نحو عاصمة أخرى حتى أطمئن على نتائج مباحثات كنا قد بدأناها منذ أسبوع، مع مسؤولين مصريين حول معبر رفح والكارثة التي نشأت نتاج هذا الاغلاق مستغلين وصول عدد من قطاع غزة تمكن من عرض مأساة هي الأكثر ايلاما .

لأول مرة يسمع المصريون عرضا بالكم والنوع لما وصل اليه الانهيار في القطاع بسبب الاغلاق، من حيث الكم بسبب العدد الكبير الذي يشبه التظاهرة والذي قدم الحقيقة على عريها، ومن حيث النوع لأنه كان حديثا طبيعيا لأناس طبيعيون انفجروا يتحدثون عن انسانية غادرتهم ..عن العائلات الممزقة والمرضى الذين ينتظرون الموت والطلاب الذين يؤبنون مستقبلهم وكيف تقطعت بهم السبل، وكيف اعدمت أحلام ساكني هذه المنطقة الفقيرة، حديثا صادقا ينبع من حرارة الألم بعيدا عن برود السياسة ولغة المصالح .

هذا الجو الذي نشأ في اليوم الأول لوصول الوفد كان يشكل أفضل تمهيد لفتح الملف، فطلبنا نحن الكتاب الثلاثة الاستاذ طلال عوكل والاستاذ هاني حبيب وأنا طرفا رسميا مصريا للتفاوض، جاءنا الرد في اليوم الثاني بالموافقة وأن هناك وفدا مصريا جاهزا للحوار معكم، فالتقينا يوم الاثنين الماضي لمدة ثلاث ساعات حيث استمر الاجتماع حتى ساعة متأخرة استكملنا خلالها عرض الكارثة وضرورة ايجاد حل لأن الانقسام قد يستمر لعشر سنوات أخرى وقد يصبح هذا الوضع دائم كما يريد الاسرائيلي لفرض رؤيته السياسية بابتلاع الضفة واقامة الكيانية الفلسطينية في غزة، وبالتالي لا يمكن أن يستمر الأمر هكذا، نحن بحاجة الى حل وسط لا يلقي بمسؤولية غزة نحو الدولة المصرية ولكن لا يتسبب بموت الناس، فمعبر رفح هو المعبر الوحيد لسكان القطاع ولا ينبغي المقارنة مع الاسرائيلي الذي يسمح الى حد ما بسفر مرضى وحالات انسانية ولا يجوز ان تبدو مصر بهذا التصلب .

لقد تفهم المصريون الأمر لكن عرضوا التعقيدات الأمنية وما تتعرض له سيناء من هجمات على الجيش والتي تحول دون فتحه بل وقالوا كلما أعلنا عن فتحه نتعرض للهجمات، فسألنا وماذا لو استمرت الحرب على الارهاب في سيناء لعقد قادم فهل يبقى المعبر مغلقا ؟ للحقيقة لقد أبدى المصريون مرونة كبيرة في الحوار وقدر من التفهم لأوضاع القطاع خاصة بعد هذه التظاهرة الكبيرة التي عرضت المأساة بنجاح كبير، فطالبنا بفتح المعبر يومين اسبوعيا قالوا صعب لأن الحركة تبدو مستحيلة ويشكل هذا خطورة على موظفي المعبر من الاداريين والشرطة والعاملين هناك، حينها عرضنا اقتراح فتحه لعشرة أيام متواصلة كل شهر وهكذا يتم نقلهم مرة واحدة في الشهر ذهابا وايابا .

انتهى الاجتماع على اتفاق أن يعقد اجتماع اّخر يوم الخميس، يكونوا هم قد ناقشوا الأمر مع القيادة المصرية وابلاغنا بالنتيجة يوم الخميس، لكن تاخر الموعد وهو ما استدعى تاخير سفري من القاهرة ثم جاء الرد السبت أول من امس بأن الدولة المصرية أبدت استعداد لحل سريع لجزء من الأزمات منها الطلاب الذين كانوا قد ابلغونا بهم سابقا وكذلك المرضى وجميع حملة الاقامات، وهؤلاء سيتم سفرهم بأسرع وقت وربما خلال اسبوع ان سمحت الظروف الأمنية .

أما حول المعبر فقد قررت الدولة المصرية ادخال تحسينات على العمل هناك وشراء أجهزة حديثة تضمن سرعة المغادرة وتختصر زمن المكوث في صالة الانتظار مع اقرار موازنة لبناء مرافق في المعبر تخدم المسافرين، أما حول فتح المعبر كما طالبنا فقد تلقينا اجابة تقول "أن تحديد مواعيد محددة يعطي للمهاجمين موعد نقل الموظفين والاداريين والشرطة، لكن المعبر سيفتح على فترات متقاربة ولن يعود الأمر كما السابق، لن يغلق لأشهر وأن الحالة الأمنية ستحدد تلك الفترات المتقاربة .

هذه غزة التي صب التاريخ جام غضبه عليها ليصفي حسابه معها بلا رحمة لا يجب ان تبقى منسية كأن أهلها لا يستحقون الحياة الاّدمية ...غزة التي داستها أقدام المتصارعين على السلطة دفعت فاتورة أكبر من طاقتها من الدم ومن الألم ومن المعاناة والاغلاق والحصار والعزل وان كانت شهوة السلطة لدى أبنائها قد تسببت بكل هذا الألم، لكن لا يجب أن تسحق الناس، انتظرنا طويلا حتى ينتهي الانقسام وتعود لها الحياة لكن بات واضحا أن ما حدث لم يكن مصادفة وأن الوحدة تتباعد أكثر .

هذا الوضع قزم طموحاتنا الوطنية لنتحدث عن كهرباء ومعبر والمأساة أن حماس لن تسلم المعبر، وأن السلطة لن تتسلم المعبر في ظل حكم حماس هذا ما لم يكن يعرفه المصريون عندما طالبوا بعودة السلطة لادارته معتقدين أن المسألة يمكن التغلب عليها، قلنا لهم فلننطلق من مقاربة انسانية وليست سياسية ..كان لا بد من ايجاد حل في ظل القائم نحن نتحدث عن واقع كل الاطراف فيه تمارس عنادها على حساب عواطف البشر ..ما أسوأ السياسة ..الوضع في سيناء عقد الوضع ولكن هل يموت مليونان من البشر؟ شيء ما تحقق، ليس ما نريد لكن الوضع سيكون أفضل .

المصدر /نبأ برس

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".