فرنسا تصر على عقد مؤتمر دولي قبل نهاية العام
يجب استغلال قرار "اليونسكو " جيدا
مبادرة شلح حركت المياه الراكدة وفيها نقاط لا بد من النظر إليها
ليس مسموحاً لأحد التدخل في رحيل عباس مهما كانت درجة علاقته مع فلسطين
موضوع "دحلان" شأن فتحاوي وننتظر ما ستتخذه فتح لمعالجة القضية
حاوره / عبدالله عبيد
أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، جميل شحادة، أن اللجنة الوطنية لمتابعة محكمة الجنايات الدولية، سترفع توصية للجنة التنفيذية بمنظمة التحرير، لتقديم طلب إحالة ملف الاستيطان إلى التحقيق من قبل محكمة الجنايات.
وقال شحادة في حوار مع "شمس نيوز"، اليوم الأربعاء، "إن محكمة الجنايات الدولية لا تزال في مرحلة التحقيق الأولي، ونحن نرى أن هذه المرحلة طالت، وهناك ضرورة في إحالة ملف الاستيطان للتحقيق، وذلك بناء على الطلب الفلسطيني وليس بناء على محكمة الجنايات إذا لم تقرر الإحالة إلى التحقيق".
وأشار إلى، أن وفد الجنائية الدولية الذي زار الأراضي الفلسطينية قبل أسابيع، أطلع الطرف الفلسطيني على آلية عمل لجنة محكمة الجنايات، وكيفية اتخاذ القرارات الخاصة في جمع المعلومات، والوصول إلى قرار الإحالة من قبل المحكمة.
وأفاد شحادة، بأن تقديم إحالة مشروع الاستيطان إلى مجلس الأمن، سيتم قبل نهاية الشهر الجاري، لافتاً إلى أن اللجنة الرباعية العربية ستقدم توصياتها إلى مجلس الأمن الدولي، لتقديم مشروع قرار لوقف الاستيطان وإزالته.
وأوضح أن، هذا القرار سيشكل ضغطاً كبيراً على الاحتلال الإسرائيلي، مبيناً أن المجتمع الدولي طالب في الكثير من المرات "إسرائيل" بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
المبادرة الفرنسية
أما عن ملف المبادرة الفرنسية، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن هناك جهود تبذل من قبل فرنسا بالتعاون مع لجنة المتابعة العربية والأطراف الدولية المؤيدة للمبادرة الفرنسية، من أجل انعقاد مؤتمر دولي للسلام"، منوهاً إلى إصرار فرنسا لعقد هذا الاجتماع قبل نهاية العام.
وأضاف: "انعقاد مؤتمر دولي خطوة ونقلة مهمة في التعاطي مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث كان في الفترة السابقة مختصراً على الرعاية الأمريكية فقط، التي فشلت في الوصول إلى أي صيغة حل خلال المرحلة السابقة".
المجلس الوطني
وعن انعقاد المجلس الوطني، ذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن اللجنة التحضيرية أنهت أعمالها لعقد دورة جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني، مرجحاً أن تعقد بعد انتهاء مؤتمر فتح السابع.
وتابع: " اللجنة التحضرية أنهت أعمالها، ونحن الآن بانتظار تحديد موعد انعقاد المجلس الوطني وغالباً سيكون بعد مؤتمر حركة فتح"، منوهاً إلى أنه سيتم طرح جميع القضايا خلال انعقاد المجلس الوطني.
ولفت إلى، مشاركة كافة الفصائل في اجتماع المجلس الوطني، "حتى الفصائل غير المشاركة في منظمة التحرير خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي"، مشدداً على ضرورة الاتفاق على برنامج وطني لمواجهة الاحتلال بكافة أشكاله، وتحديد العلاقة مع الطرف الإسرائيلي خلال المرحلة القادمة.
كما وأعرب شحادة عن أمله، بأن يتم انعقاد مؤتمر حركة فتح خلال الفترة القادمة، مضيفاً: "إن انعقاده يشكل خطوة إلى الأمام لمعالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، الذي أحوج ما نكون إليه لإنهاء الانقسام وتجديد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية".
قرار اليونسكو
وفي السياق، اعتبر شحادة وهو الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، أن قرار "اليونسكو" بشأن المسجد الأقصى والقدس "مهم جداً "ويجب استغلاله بكافة الأشكال"، مشدداً على أنه "اعتراف بالحق التاريخي والديني للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية في المسجد الأقصى والقدس، ونفياً لكل الإدعاءات الإسرائيلية التي تدعي بأن هذا المسجد هو جبل الهيكل يوجد بداخله الهيكل المزعوم".
وقال: "إن القرار يفتح المجال أمام المحاولات التي تجري من أجل إدانة الاستيطان وإزالته، وأيضاً فيما يتعلق بحل الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة".
وبيّن شحادة أن، " القرار أكد على حق الشعب الفلسطيني في القدس، باعتبارها عاصمة للدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 67، التي اعترفت بها الأمم المتحدة كدولة للشعب الفلسطيني"، حيث يرى أن قرار اليونسكو "صارم ونهائي"، ولا يوجد هناك أي إمكانية للتراجع عنه، على حد اعتقاده.
وأردف بالقول: "الضغط الذي مارسته إسرائيل قبل صدور قرار اليونسكو الأخير شديد، استخدمت به كل إمكانياتها وعلاقاتها الدولية ولم تستطع أن تعطل إصداره، وأعتقد أنه من المستحيل أن تستطيع إلغاء القرار، لأن هذا يحتاج إلى ثلثي أعضاء اليونسكو".
مبادرة شلح
وبالنسبة لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وإنهاء الانقسام، أكد شحادة على أن قيادة المنظمة تتابع وبشكل متواصل ملف المصالحة وإنهاء الانقسام، باعتبارها أحد أهم الخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى العديد من المحاولات والأفكار التي تبذل في هذا السياق.
وشدد على، ضرورة وضع حد لحالة الانقسام ومعالجة الوضع الداخلي الفلسطيني، مجدداً تأكيده على أن هذا يعتبر من أولى أولويات الكل الفلسطيني، لأنه يؤثر بشكل جدي على مواجهة الاحتلال وإجراءاته وكل الاحتمالات المطروحة على الساحة الفلسطينية، وفق قوله.
كما واعتبر مبادرة "الجهاد الإسلامي" تحريكاً للمياه الراكدة، لأن د. شلح يطرح من خلالها فكرة الحوار الوطني التي تعد المدخل الحقيقي لمعالجة الوضع الداخلي الفلسطيني.
وأضاف: "الأمين العام للجهاد طرح مبادرة من عدة نقاط، وهي تمثل نظره الجهاد الإسلامي، وليس من الضرورة أن يتم الاتفاق عليها من الكل الوطني الفلسطيني، لكن هناك نقاط لا بد من النظر إليها والموافقة عليها".
وتابع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: علينا أن نعمل جميعاً لإنهاء الانقسام لترتيب وضعنا الداخلي، وبعدها الذهاب لانتخابات بلدية وتشريعية ورئاسية، حيث ما زال موضوع الانتخابات المحلية قائماً ومطروحا، وسوف يتم تحديد موعد جديد بما يضمن إجرائها في الضفة الغربية وغزة والقدس بشكل متزامن.
عباس ودحلان
وحول ما تتناوله وسائل الإعلام عن رحيل رئيس السلطة محمود عباس عن سدة الحكم وإيجاد خليفة مكانه، بيّن أن هذا الموضوع مطروح على قيادة المنظمة والسلطة، وليس مسموح لأحد أن يتدخل في هذا الجانب.
وأوضح شحادة أن، هناك أنظمة ولوائح ومؤسسات فلسطينية، تعالج هذا الموضوع في حالة حصوله، "واعتقد أنه عندما رحل الرئيس ياسر عرفات تم معالجة هذا الموضوع من خلال الأنظمة واللوائح والمؤسسات الفلسطينية، وليس من قبل أي طرف خارجي مهما كانت درجة العلاقة مع الوضع الفلسطيني".
واستطرد قائلا: أما بالنسبة لما يشاع عن محمد دحلان، فهذا يعتبر موضوع داخلي في حركة فتح، ونحن نتابع ما ستتخذه فتح من إجراءات لمعالجة هذه القضية.
تركيا وقطر
أما عن زيارة عباس لتركيا وقطر، فقد أكد شحادة أن هذه الزيارة تأتي في إطار تعزيز العلاقات مع تركيا وقطر، باعتبارهما دولتين لهما تأثير في المنطقة، ولهم دور واضح سواء في الوضع العربي الداخلي أو حتى على الصعيد الدولي، مشدداً على أن تعزيز العلاقات مع هاتين الدولتين سيساهم جدياً في تعزيز الدور الفلسطيني في كافة المؤسسات الدولية، على حد اعتقاده.
وبحسب شحادة، فإن ملف المصالحة الفلسطينية ليس مطروحاً على جدول أعمال زيارة عباس لتركيا وقطر، معتبراً أن موضوع المصالحة داخلي فلسطيني.
وكان محمود عباس قد وصل، مساء الأحد الماضي، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، التقى خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدرم، ورئيس مجلس الأمة الكبير (البرلمان) إسماعيل كهرمان .
ومن جهته، أكد السفير الفلسطيني في قطر، منير غنام، في اتصال هاتفي مع مراسل "شمس نيوز"، في حديث سابق، أن الترتيبات جارية لزيارة رئيس السلطة للعاصمة القطرية الدوحة.