شمس نيوز/ ولاء فروانة
خمس حواس أساسية لا يمكن لأي شخص منا الاستغناء عنها، ولا السماح لأحد بسلبها منّا، لكن من يجرؤ على إيقاف قذيفة مدفعية تابعة للاحتلال الإسرائيلي، أبت شظاياها إلا أن تستقر في رأس الشاب ميسرة خلف، وتصيب بشكل مباشر أذنه اليمنى قبل عشرة أعوام (2006)، كان طفلاً وأصبح اليوم شاباً، يحاول بصعوبة حماية والحفاظ على ما تبقى من سمعه في الأذن اليمنى.
لجأ الشاب ميسرة خلف (25) عاماً، سكان منطقة البريج وسط قطاع غزة، إلى وكالة "شمس نيوز" وإلى وسائل الإعلام بشكل عام، ليناشد رئيس السلطة الفلسطينية، وكل الفصائل والمسؤولين وكل مهتم وقادر على مساعدته، بعد أن ضاقت عليه الدنيا بما رحبت.
ضاعت منه أجمل سنين عمره، وهو يبحث عن علاجٍ، ينتظر تحويلة طبية هنا أو هناك، خضع لإحدى العمليات في مشافى غزة فباءت بالفشل وتفاقمت جروحه بشكل أكبر، فلم يتمكن من إكمال دراسته ولا العمل والزواج حتى الآن، كما يقول.
ويسرد حكايته لـ "شمس نيوز" وكله أمل أن تصل إلى آذان صاغية، "أُصبتُ بقذيفة في الرأس مباشرة عام 2006، تسببت في تشوه في أسفل رأسي والعظام الخلفية لأذني اليمنى وتسوس والتهابات في الأذن الوسطى بها، تم إجراء عملية لي في عام 2008 في مشفى الشفاء بغزة، لم تنجح العملية مما أدى إلى زيادة توسع التسوس وتهتك في الأعصاب السمعية، وبدأت تدريجياً بفقد السمع بها، بعد أن كنت أسمع بنسبة 70%".
يستطرد بالقول: "في عام 2010 استطعتُ الحصول على تحويلة إلى مصر في معهد ناصر أيضاً لم يكتب لها النجاح وزادت حالتي سوءًا، عدتُ على إثرها إلى غزة، وبدأت أشعر بفقد توازني وسيلان صديد ودم من أذني، فتم تحويلي مرة أخرى إلى مصر، إلى نفس المشفى السابقة، فآثرت أن أدفع من حسابي الشخصي في سبيل الذهاب لمشفى أخرى أكثر تخصصاً في عام 2012، وبعد أن أجريت العملية فوجئت بالطبيب يعترف لي بأن العملية لم تتم بالشكل المطلوب الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأمر وفقدت السمع بشكل كامل بعد هذا العملية".
ويضيف: بأنه عند عودته إلى غزة تم تحويله إلى مشفى الأهلي بالخليل، وبعد محاولته لتجديد مواعيده للخروج، كانت الإجابة بالرفض، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، فحاول التواصل مع المراكز الحقوقية ومحاميي الضفة دون جدوى، فقرر تحويل وجهته إلى مصر مرة أخرى، وانتظر فتح معبر رفح وعند وصول دوره، رفض المصريون إدخاله.
ويتابع خلف، بأنهم أخبروه بأنه ممنوع من دخول مصر إلا في حالة واحدة وهي "تنسيق دخول دون العرض"، ويعني تنسيق دخول لمرة واحدة، ويحتاج هذا التنسيق لتكلفة عالية جداً تقدر بقيمة 5000$، مبيناً بأنه في ظل وضعه الاقتصادي الصعب، وجلوسه عاطلاً عن العمل فهو لم يتمكن من دفع مثل هذا المبلغ.
ويشير إلى أنه قدم لطلب "عدم ممانعة" للخروج الى الأردن، وقد أرسل أوراقه لإحدى مشافي عمان التي أبدت ترحباً به، لكن رُفضت أوراقه ولم يحصل على "عدم الممانعة" وبهذا فهو ممنوع من دخول الأردن و مصر و الضفة الغربية المحتلة. وختم بمناشدته لكل معني وقادر على إيجاد حل له أن يبادر، فوضعه الصحي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ولا يوجد العلاج اللازم له في القطاع، يحتاج إلى تحويلة عاجلة، مطالباً المسئولين ألا يكونوا عوناً لقذيفة الاحتلال وهمجيته.