شمس نيوز/القدس المحتلة
عبر علماء آثار "إسرائيليون" عن تشكيكهم بأن تكون قطعة بردى (بابيروس) توجد فيها كلمة "يروشالما" (القدس) أصلية، بعد الإعلان عن اكتشافها أول من أمس، الأربعاء، والادعاء أن هذه الكلمة تظهر لأول مرة في مخطوطة.
وعقدت سلطة الآثار "الإسرائيلية"، أول من أمس، مؤتمراً صحفيا قالت فيه إن المخطوطة ضُبطت قبل أربع سنوات بحوزة لصوص آثار.
وادعى علماء آثار من الجامعة العبرية وسلطة الآثار أن هذه مخطوطة بردى يعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد، وأنها تتعلق بشحنة نبيذ إلى "الملك في القدس"، وأن لصوص آثار عثروا عليها في برية الخليل، وتعرف أيضا باسم "صحراء يهودا".
واستغل رئيس حكومة الاحتلال ، بنيامين نتنياهو، هذا الادعاء من أجل مهاجمة منظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو)، التي اتخذت قرارين خلال الأسبوعين الأخيرين ينفيان وجود علاقة بين اليهودية والبلدة القديمة في القدس المحتلة، وخاصة مع الحرم القدسي والمسجد الأقصى.
وتطرق نتنياهو إلى هذا الادعاء بالقول:" هذه شهادة إرسال ومكتوبة بالعبرية القديمة، وهذه هي الكلمة الأهم.وبإمكانكم أن تشاهدوا ذلك بالعبرية، مكتوب يروشالماها هي رسالة من الماضي إلى اليونسكو".
وتابع "وهذا يفسر علاقتنا بالعبرية مع القدس ومركزية القدس ليس بالعربية ولا بالآرامية ولا باليونانية ولا باللاتينية، وإنما بالعبرية".
لكن عالم الآثار البروفيسور أهرون مئير، من جامعة بار إيلان، خلال مؤتمر بعنوان "تجديدات في علم الآثار في القدس"، عقد أمس الخميس، شكك في أصلية هذه المخطوطة، وهاجم سلطة الآثار مؤكدا على أن النشر عن هذه المخطوطة كان معروف مسبقا أنها محل خلاف".
وشكك مئير أيضا في ظروف الحصول على هذه المخطوطة وقال "أنا أصدقكم، لكن لن يصدقكم الجميع. كيف نعرف أن هذا ليس تزييفا وكان موجها إلى سوق (سوداء) الموجودات الأثرية؟ وكيف سنعرف أن هذا ليس تزييفا بمستوى عال، وأنه سيمهد الطريق أمام قطع بردى أخرى في المستقبل موجهة إلى سوق الموجودات الأثرية؟".
كذلك أكد عالم الآثار من جامعة جورج تاون، البروفيسور كريستوفر رولستون، في مدونته، أن هذه مخطوطة مزيفة برأيه. وكتب: "حقيقة أن هذه البردى خضعت لفحص كربوني لا تقول شيئا حيال الكتابة نفسها بأنها قديمة".
وأوضح أنه من السهل جدا الحصول على قطع بردى قديمة لشرائها بواسطة الانترنت، والمزيفون يفعلون ذلك. وتابع أنه تم اكتشاف مخطوطات قديمة لدى أشخاص واتضح أنها زيفت بيد فنانة.
