قائمة الموقع

خبر خيمة على شاطئ بحر غزة مأوى لعائلة لفظها الفقر (صور)

2016-10-29T09:12:07+03:00

شمس نيوز/ ولاء فروانة

تصوير: حسن الجدي

خيمة رمادية تفترش التراب الأصفر، الذي يبدو كذرات ذهبٍ تناثرت تحت أشعة الشمس، وسط الظهيرة، تجلس الأم على كرسيها وكأنها سيدة البحر، يتجمع حولها أطفالها فيتقافزون مع أمواج البحر القريبة جدا عليهم، يبدو للمار بأن عائلة سعيدة خرجت في نزهة.

تقترب أكثر لترى رواية مخالفة تماما، فالخيمة قد تبرع بها الهلال الأحمر، أما سيدة البحر الثلاثينية غطى الهم تجاعيد وجهها، وغابت عن عيونها طريق الابتسامة، بينما حرقت الشمس أجساد أطفالها الصغار ، وفي الليل ومع اقتراب الشتاء، فهم على موعد مع لسعات الهواء البارد.

تقول الأم فاطمة 37 عاما، لـ "شمس نيوز"، "نحن في نزهة إجبارية منذ أكثر من أربعة أشهر، فقد طردنا صاحب البيت لعدم مقدرتنا على دفع الأجرة، لدي ولدين و3 بنات، أكبرهم لم يتجاوز الثلاثة عشر عاماً، وأصغرهم سيأتي بعد أشهر قليلة.


تضيف: "تزوجت في بيت عائلة زوجي منذ 16 عاماً ، وبعد عام كثرت المشاكل من الضيق وكثرة العدد فتركنا البيت، وبحثنا عن بيت للإيجار"

 تتابع، كان زوجي يعمل سائقاً على الخط بسيارة ليست ملكه، لمدة 7 أعوام، ثم أخذ صاحب السيارة سيارته، وبات زوجي بلا عمل، ولم يصبر علينا صاحب البيت، وقام بطردنا".

وقبل أن تستكمل، وجدت في تنهيدة ما يجعلها تقوى على متابعة الحديث المرّ: "لم نجد ملجأ سوى البحر ورماله، فلا يجرؤ أحد على طردنا منه، لكني كثيراً ما أخشى على أطفالي من أن يبتلعهم البحر، فتمر أيام يكون الموج عالي والبحر هائج ويصل أعتاب خيمتنا".

أربعة شهور كانت كفيلة لتبلي ملابسهم من أشعة الشمس الحارقة، وتنخر الأمراض عظام صغارها، ومن قبلهم هيَ، فتعاني من مشاكل في الجهاز التنفسي، وتحتضن جهازها ليساعدها على التنفس، إلا أنه يحتاج لكهرباء، فوجوده يكمل ديكور الخيمة فقط، كما تقول.


تنظر لابنتها الكبرى في الصف الرابع، وبمشاركة دموعها تقول: "خدعتها بأن المدارس ماتزال في عطلة فصلية، يومياً تسألني هل انتهت العطلة، أريد الذهاب للمدرسة، كيف أجيبها ولا يوجد ملابس ولا مواصلات ولا مصروف فأقرب مدرسة علينا مواصلاتها يومياً 2 شيكل للواحد، فكيف سأدبر مصروفهم، كل تفكيري هو قوت يومهم فقط".

تسرد ودموعها تحاكي مقولة: "وظلم ذوي القربى أشدُّ مضاضة، على المرء من وقع الحسام المهند" فأهلها عند علمهم بسكنها على شاطئ البحر في خيمة، جاءوا وطلبوا منها أن تترك أطفالها وزوجها وتأتي هي فقط للعيش معهم، لأن وضعهم المادي أيضاً صعب ولن يتمكن من إعالتهم جميعاُ.



رفضت الأم الرحيل عن أطفالها، فضربوها وتدخلت الشرطة بالأمر، ثم أعلن والدها عن تبري العائلة منها، وهي الآن مقطوعة التواصل معم تماماً، تعلق: "ليس لي في هذه الدنيا إلا ربي لا نتلقى دعم من أي طرف، وتم تسجيلنا بالشؤون الاجتماعية لكننا حتى الآن لم نر منهم شيء، فقط "كبونة" كل ست شهور مرة".

وتختم بقولها: "كل ما أطلبه هو بيت يأوي أطفالي، مكفول أجاره ولا يطردنا منه أصحابه، حتى تتيسر أمور زوجي فهو عاطل عن العمل ويبحث يومياً ولم يجد، ولا نطمع بأحد لذلك لا نريد بيت ملك، فالملك لله وحده فقط ".
















اخبار ذات صلة