مبادرة "الجهاد الإسلامي" مخرج لكافة الأزمات الفلسطينية
الاحتلال ودول عربية يريدون لنا العيش بحالة فوضى بعد رحيل عباس
الاحتلال يبحث عن مبررات لضرب غزة والمقاومة جاهزة
حاوره / عبدالله عبيد
كشف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وممثلها في لبنان، أبو عماد الرفاعي، عن جملة من التحركات والتفاعلات التي تبذلها الجهاد لدعم وتعزيز المبادرة التي طرحها ، الدكتور رمضان شلح مؤخراً، مشيراً إلى أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من التفاعل معها، سواء على المستوى الداخلي الفلسطيني أو الخارج.
وأكد الرفاعي في حوار مع "شمس نيوز"، أن مبادرة الجهاد الإسلامي قد أتت في الوقت المناسب، في ظل الحالة التي تعيشها الساحة الفلسطينية والمنطقة العربية برمتها، مشدداً على أنها المخرج للمشروع الوطني الفلسطيني.
وقال "إن الانطلاقات التي انطلق منها الدكتور رمضان شلح تأتي في إطار تعزيز الموقف الفلسطيني وموقف المقاومة، وعدم الرهان على الاتفاقيات التي وقعت مع الاحتلال، لذلك لا بد من إنهاء أوسلو التي كانت شؤماً على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
وبحسب القيادي بالجهاد ، فإن المبادرة تم إيصالها إلى أغلب الأحزاب العربية ومعظم الشخصيات العربية والإسلامية ذات الاهتمام بالشأن الفلسطيني، وهذا ما يعطي مزيد من التفاعل معها، مشيراً إلى أن حركته معنية بأن تحظى هذه المبادرة على دعم عربي رسمي.
وأضاف "إن لم تؤخذ هذه المبادرة على المستوى الرسمي العربي، فإن هناك خطوات باتجاه تعزيزها ودعمها والعمل بها على أرض الواقع على مستوى القوى والفصائل الفلسطينية"، وفق قوله.
اتصالات مع مصر
وفي سياق آخر، ذكر الرفاعي أن هناك اتصالات بين حركته والجانب المصري بخصوص عدد من القضايا التي تخص الشأن الفلسطيني، لافتاً إلى أن ملف معبر رفح ومبادرة الجهاد الإسلامي من أهم القضايا التي تناولتها الاتصالات بين الطرفين.
وتابع " لا شك أن الجهود والاتصالات مع الجانب المصري لم تنقطع، وفي الآونة الأخيرة كان هناك اتصالات وحديث حول جملة من القضايا، من ضمنها موضوع معبر رفح والمبادرة التي أطلقها الدكتور رمضان شلح".
كما وشكر مصر لجهودها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خلال فتح المعبر بشكل دوري وغير طويل كما كان بالسابق، معتبراً أن رؤية مصر الجديدة ومبادرتها حول فتح المعبر "ايجابية"، وتحظى بترحيب شعبي وفلسطيني على مستوى القوى والفصائل الفلسطينية.
رحيل عباس
وعن ملف رحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال ممثل الجهاد الإسلامي في لبنان، أن "الذي يبحث عن خليفة لأبو مازن الفترة الراهنة بعض الأنظمة العربية بالإضافة للكيان الصهيوني، التي تريد أن تجعل الشعب الفلسطيني يعيش حالة من الإرباك والفوضى".
وأوضح أن الساحة الفلسطينية الآن ليست بحاجة إلى المزيد من التشتت والتشرذم خصوصاً داخل حركة فتح " ونحن بكل تأكيد حريصين على وحدة فتح"، معتبراً في الوقت ذاته أن مبادرة شلح هي المخرج الوحيد لكل ما يحصل في الساحة الفلسطينية".
وزاد بالقول " نحن نرى أن المخرج الذي طرحه د.شلح في مبادرته الأخيرة هو مخرج لما بعد أبو مازن وقبل رحيله أيضاً، بل هي مخرج لكل الوضع الفلسطيني، وعلينا أن نبحث بجدية في هذه المبادرة؛ لنخرج من كل محاولة الرهان على شعبنا الفلسطيني، وإغراقه بالمزيد من الأزمات الداخلية".
الانشغال العربي والعالمي
ولفت الرفاعي إلى أن دول العالم والمنطقة مشغولة عن القضية الفلسطينية بسبب الاوضاع الداخلية لتلك الدول، مبيّناً أنه وبرغم هذا الانشغال" فإنه لا بد من أن يبقى صوت شعبنا ومقاومته تصدح عالياً، رغم كل محاولات طمس هذه المقاومة وطمس القضية"، على حد تعبيره.
ويرى القيادي في الجهاد، أن صمود المقاومة و الشعب الفلسطيني ودفاعهم عن القدس الشريف، سيعيد الاعتبار لهذه القضية من جديد سواء على المستوى العربي أو الإسلامي، مستطرداً " وهذا لن يأتي إلا من خلال وحدتنا ووحدة صفنا الوطني الفلسطيني".
وأكمل حديثه " للأسف سمعنا كثيراً عن محاولة رفع دعاوى من قبل السلطة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية حول جرائم الاحتلال الإسرائيلي، لكن على المستوى الفعلي والعملي لم نسمع ولم نرَ ولم نشاهد تحركات جدية في هذا الموضوع".
واستمر بالقول " نتمنى أن يكون هناك تحرك في جميع الاتجاهات، لكن ليس أن يكون هذا التحرك مرهوناً على السلطة الفلسطينية فقط، لأن هناك ضغوط تمارس عليها من أجل منعها من الوصول إلى هذه المحاكم ورفع دعاوى وشكاوى"، منوهاً إلى ضرورة أن يكون هناك موقف عربي بجانب الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الإسرائيلي.
انتفاضة القدس متستمرة
وحول انتفاضة القدس، أكد القيادي في الجهاد أن الانتفاضة مازالت مستمرة وفي قوتها، لأن هناك كل يوم جريح ومواجهة مع الاحتلال واعتقالات يومية "وهذا إن دل يدل على أن الانتفاضة مستمرة وقوية".
وبيّن أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية والقدس المحتلة، يزيد من حالة الغليان لدى الفلسطينيين ومقاومتهم لهذا الاحتلال، مستدركاً " هناك تحديات كبيرة تواجه قضيتنا مما يمارسه الاحتلال ضد القدس ومقدساته، واقتحامه وقطعان المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل يومي".
وبحسب ما يرى الرفاعي، فإن هناك تهديد حقيقي على المسجد الأقصى يتطلب مقاومة على كافة الأصعدة، لصد المشروع الاسرائيلي ، موضحاً أن ما يقوم به شباب الضفة من عمليات مقاومة ضد المحتل، تدلل على صمود شعبنا في مواجهة هذا المشروع الصهيوني الاحتلالي والاستيطاني، وفق تعبيره.
ولفت النظر إلى أن هناك عناصر من الشرطة الفلسطينية الذين قاموا بتنفيذ عمليات ضد الجنود الإسرائيليين و المستوطنين، والذي كان آخرهم محمد تركمان والذي نفّذ عملية بيت إيل الأسبوع الماضي، أكدوا على أن صمود هذا الشعب لن تكسر رغم كل المحاولات التي حوالت كسر إرادته.
وأضاف "هؤلاء الأبطال يعبرون بصدقية انتمائهم الفلسطيني وانتمائهم لهذه القضية، وأي محاولات لن تثنيهم عن مقاومة الاحتلال، وأعتقد أن جزء كبير من الشرطة الفلسطينية هم أبناء شرفاء وحريصين كل الحرص على شعبهم وأمتهم وقضيتهم"، كما قال القيادي في الجهاد.
الحرب على غزة
وحول الأحاديث والأنباء التي تشاع على وسائل الإعلام بقرب شن الاحتلال عدوان جديد على غزة، أكد الرفاعي أن الحرب تفرض على الشعب الفلسطيني ومقاومته بالأخص في قطاع غزة، منوهاً إلى أن الاحتلال بحاجة إلى مبرر لشن عدوان جديد على غزة "وفي حال وجد المبرر فهو سيحاول تسويقه لشن العدوان".
وأوضح أن الحرب على غزة مرهونة في الواقع الإسرائيلي الداخلي، بالإضافة إلى حسابات يقوم بها الاحتلال بتعاطيه مع القضية الفلسطينية، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني سيصمد رغم كل حسابات وتخطيطات الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع " باعتقادي أي كانت حسابات وتخطيطات العدو الصهيوني ومشاكله الداخلية، فإن شعبنا ومقاومته سيصمدان في وجه هذا العدوان الشرس كما صمد في حرب 2008 و2012 و2014، وستبقى المقاومة متجذرة في أرضها وستمنع نتنياهو وحكومته اليمينية وقادة الاحتلال من تحقيق أهدافهم".
واستمر قائلاً: "بالرغم ما تمتلكه المقاومة من قدرات وإمكانيات بسيطة بالنسبة لما يمتلكه جيش الاحتلال، لكن الإرادة المعنوية والإمكانيات اللوجستية التي تعمل بها المقاومة قادرة بإذن الله أن تصد المحتل الغاصب وتوقف مشروعه الصهيوني".
واعتبر الرفاعي أن أي عدوان يشنه الاحتلال لن يكون نزهة له، وأن تصريحات قادة "إسرائيل" كاليبرمان وغيره التي يعلي من خلالها السقف عاليا تجاه القضاء على المقاومة لن تخيف المقاومة ولن تثنيها عن طريقها.