شمس نيوز / عبدالله عبيد
بعد أن أعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح، موعد انعقاد مؤتمرها السابع في 29 نوفمبر الجاري ، بدأت العديد من الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية، تنظر بترقب لهذا المؤتمر الذي من المفترض أن تعاد خلاله هيكلية التنظيم الفلسطيني الذي يتولى السلطة منذ عقدين من الزمن .
تأجيل المؤتمر أكثر من مرة، و تحديد موعده في وقت من أصعب الأوقات بالنسبة لفتح، التي يزداد فيها الخلافات بين رئيسها محمود عباس والقيادي المفصول منها محمد دحلان ، خاصة أن الحديث يدور عن جهود دولية لاستبدال الأول بالأخير لمنصب رئاسة السلطة ، أعطته أهمية وجعلته يدخل في حسابات النجاح والفشل عند المراقبين
فهل بات من المؤكد انعقاد مؤتمر فتح السابع في تاريخه المحدد ؟ وهل سيلملم هذا المؤتمر جراحات الحركة ويحل خلافاتها وانشقاقاتها ومشكلاتها الداخلية؟ أم أن هذا المؤتمر سيفشل وسيزيد الصراعات ويخرجها بمشهد أكثر تعقيدا ؟
استحقاق دوري
القيادي في حركة فتح وعضو المجلس الثوري فيها، د. عبدالله أبو سمهدانة أكد أن مؤتمر فتح استحقاق دوري، تقوم بعقده كل ثلاث أو أربع سنوات، ويمكن تأجيله لـ20 عام بحسب الظروف المرهونة بالواقع.
وأفاد أبو سمهدانة خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، أن المؤتمر السابع سيعيد ترتيب البيت الفتحاوي بطريقة صحيحة، ويضع الخارطة التفصيلية للبرنامج السياسي للحركة، الذي سيقود كل المشروع الوطني الفلسطيني، لافتاً إلى أن المؤتمر سيتناول الوضع السياسي العام بالإضافة إلى إعادة اللحمة للوطن وإنهاء الانقسام، وإعادة ترتيب الوضع الإداري والاجتماعي، حد قوله.
وبحسب القيادي الفتحاوي، فإن هناك قضايا عديدة سيتطرق إليها المؤتمر السابع كملف الرئيس الراحل ياسر عرفات، خصوصاً وأن هناك تقريراً سيقدم لأبو مازن خلال المؤتمر من قبل رئيس لجنة التحقيق الخاصة بوفاة عرفات توفيق الطيراوي.
وكانت مصادر إعلامية فلسطينية كشفت عن أن المؤتمر السابع لحركة فتح والمنوي عقده في 29 تشرين الثاني، سيشهد الإعلان عن قتلة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالأسماء.
وقالت المصادر، إن شخصية مقربة من صناع القرار في رام الله أكدت أن الإعلان سيشكل مفاجأة للجمهور الفلسطيني، وأن الملف أصبح مكتملا الآن".
حسم الخلافات الداخلية
في السياق، يرى المحلل السياسي أحمد رفيق عوض أن حركة فتح ترغب بعقد مؤتمرها السابع، وكأنه الحدث الذي سيضع حد للخلافات الداخلية فيها.
وقال عوض لـ"شمس نيوز"، إن فتح تشهد مشاكل كثيرة على مستوى البرامج السياسية والعلاقة التنظيمية وعلى مستوى القاعدة والقمة، وبالتالي هذا المؤتمر يأتي لترميم الحركة لتصويب موقفها وتغيير العلاقات الداخلية وتغيير التقدم للشعب الفلسطيني ولأعضاء الحركة، للالتفاف حول برنامج عمل سياسي".
واعتبر أن توقيت المؤتمر مهم جداً في ظل الخلافات والمشاكل التي طفت على السطح مؤخراً، معرباً عن أمله أن يتم حسم كل القضايا الخلافية لفتح بمؤتمرها السابع.
سيشهد نزاعات
هذا واختلف المحلل السياسي، هاني حبيب مع سابقه حول مدى إمكانية نجاح المؤتمر في لملمة جراحات فتح وحل نزاعاتها الحالية، مؤكداً أن انعقاد المؤتمر السابع سيزيد من تفتت الحركة أكثر من أن يلملم جراحاتها .
وأشار حبيب خلال حديثه لـ"شمس نيوز"، إلى أن المؤتمر سيشهد نزاعات كبيرة داخل وخارج المؤتمر، موضحاً بأن هناك الكثير من القيادات والأعضاء التي لن تكون راضية عن ما تم بالمؤتمر نتيجة الصفقات التي عقدت والاقصاءات والابعادات للعناصر وقيادات من الحركة، حسب اعتقاده.
وفي حال انعقاد المؤتمر، يرى المحلل السياسي أنه سيتم خروج مجموعة دحلان خارج الشرعية التنظيمية لحركة فتح، مشيراً إلى أن دحلان سيصبح عضو لجنة مركزية سابق لحركة فتح، مستبعداً أن يتم تداول عودته للتنظيم خلال المؤتمر.
وكان إبراهيم أبو النجا عضو قيادة حركة فتح في قطاع غزة، أكد أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر السابع للحركة تضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الجارية؛ لضمان مشاركة أعضاء المؤتمر من قطاع غزة.
وتوقع أبو النجا أن تعلن اللجنة التحضيرية عن العدد والأسماء التي ستشارك في المؤتمر بعد إنهاء كافة الترتيبات المطلوبة، منوهاً إلى أن اللجنة التحضرية ستبلغ كافة الأعضاء وتطلب منهم الاستعداد للسفر.
وكانت اللجنة المركزية لحركة "فتح" قررت في الأول من نوفمبر الجاري, عقد المؤتمر العام السابع للحركة في 29 من الشهر الحالي، حيث تم اتخاذ هذا القرار بالإجماع خلال اجتماع للجنة المركزية بحضور رؤساء أقاليم فتح، وذلك في مدينة رام الله، وبذلك سيكون هذا أول مؤتمر عام تعقده فتح منذ العام ،2009 والثاني داخل أراضي الضفة الغربية.