شمس نيوز / عبدالله عبيد
صحيح أن قرار تمديد التهدئة الأخير خمسة أيام جديدة لتصبح مدتها الكاملة (11)يوما، يعطي المقاتلين استراحة بسيطة، ويخلق حالة من السكون على المستوى الشعبي، بعد أكثر من شهر على العدوان الذي انطلق في السابع من تموز الماضي، إلا أنه على المستوى السياسي ينظر له البعض على أنه قد يطفئ جذوة التعاطف الدولي، وسيخفض من سقف مطالب المقاومة.
فقد ذهبت حركة الجهاد الإسلامي تفسر التهدئة بصفتها مطلب إسرائيلي، بأنها محاولة يائسة من الاحتلال للتشويش على انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
ووفق ما جاء على لسان المتحدث باسم الجهاد يوسف الحساينة ، فإن الفلسطينيين بحاجة الآن إلى الاتفاق على برنامج وطني مقاوم قادر على صنع الإنجازات الوطنية.
ولا زالت حكومة الاحتلال تمارس التعنت والتسويف في تنفيذ شروط المقاومة الفلسطينية التي تطرح في القاهرة مقابل وقف إطلاق النار، إضافة إلى الوفد الإسرائيلي كان قد تحدث أكثر من مرة عن رغبته في عقد صفقة لمبادلة جثتيْ جندييْن أسيرين قتِلا في غزة ب25 فلسطينياً من قطاع غزة معتقلين لدى إسرائيل وب18 جثة لشهداء فلسطينيين.
غير أن فصائل المقاومة رفضت هذا العرض وشددت على أن مسألة تبادل الأسرى أو جثثهم خارجة عن إطار مفاوضات التهدئة.
واختلف مراقبون حول إمكانية تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة في حال فشلت مفاوضات القاهرة لإحلال تهدئة، فمنهم يرى أن وتيرة العدوان قد لا تعود كما كانت عليه في السابق، وذلك لأسباب متعلقة بالطرفين، ولم يستبعد آخرون أن تعود الحرب مرة أخرى في حال فشل المفاوضات.
وكان الوفدان الفلسطيني و"الإسرائيلي" في القاهرة، قد استأنفا الأربعاء الماضي، المفاوضات غير المباشرة لتمديدها لمدة خمسة أيام، وتنتهي يوم غد الاثنين، لمحاولة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقبيل استئناف المفاوضات كشف عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أن هناك تقدمًا يعطي أملا بالتوصل لتهدئة دائمة وليس فقط بتمديد جديد لوقف إطلاق النار لبضعة أيام.
لن تعود كما السابق
المحلل السياسي والخبير بالشؤون الإسرائيلية وديع أبو نصار يرى أن وتيرة العدوان قد لا تعود كما كانت عليه في السابق حال فشل التهدئة، عازياً ذلك لعدة أسباب منها أن الأطراف قد تعبت من الحرب، واشتداد الضغط المصري خاصة والدولي عامة على الأطراف من أجل عدم استئناف الحرب.
وأشار أبو نصار في حديثه لـ"شمس نيوز" إلى أن الأطراف كما يبدو معنية بالتوصل إلى اتفاق حول تهدئة لفترة طويلة، مستدركاً حديثه: لكن بلا شك لا نستطيع أن نتحدث عن تهدئة مضمونة خلال اليوم أو اليومين القريبين، بالرغم من أن الوفود اتجهت إلى القاهرة، لأن الفجوة ما تزال كبيرة بين الأطراف".
وبيّن أن هناك أطرافا متعددة وليس طرفان فقط تتابع سير مجريات المفاوضات بالقاهرة، "هنالك جهات إقليمية ودولية تحاول التأثير على المفاوضات"، مشدداً على أن أننا أمام مزيد من المفاوضات الشاقة والصعبة، والتي أثرت سلباً على معنويات المقاتلين والمواطنين، على حد قوله.
وحول مطالبة دولة الاحتلال بوضع جثث الجنديين الإسرائيليين في ملف التفاوض، قال المحلل أبو نصار: هناك حكومة يمين إسرائيلية وغالبية واضحة في صفوف اليهود الإسرائيليين الذين يطالبون بضرورة إعادة جثث الجنديين، وبدون إعادتهم ستحدث مشكلة للحكومة الإسرائيلية بالحلبة الداخلية"، منوهاً إلى عدم وجود مشكلة جوهرية لدى الفصائل الفلسطينية في هذا الأمر.
خلط الأوراق
من جهته، أوضح المحلل السياسي البروفسور عبد الستار قاسم أن الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة قد خلط الأوراق كلها، مضيفاً " كنا نعلم أنه لا يوجد هدنة جديدة، وبعد ذلك فاجأنا بأنه قبل الهدنة لخمسة أيام".
ولم يستبعد قاسم في حديثه لـ لـ"شمس نيوز" أن تعود الحرب مرة أخرى وأن يتم حتى اغتيال قائد سياسي كبير بعد فشل المفاوضات في العاصمة المصرية، مبيّناً أن الجانب التفاوضي أثر سلباً على معنويات الناس وعلى معنويات المقاتلين، بحسب رأيه.
وقال د.قاسم: الجانب الإسرائيلي ومن خلال المفاوضات وتمديد وقف إطلاق النار يراهنون على قتل الروح الفلسطينية مع الأيام من خلال المماطلة والتشويش، وهذا يؤثر سلبا على معنويات المواطنين في غزة وعلى التفافهم حول المقاومة".
وطالب المحلل السياسي الوفد الفلسطيني المفاوض بضرورة إيضاح الأمور للشعب الفلسطيني، "لأن الشعب الفلسطيني يريد وضوحا ومعلومات أكثر فيما يحصل بالقاهرة"، مؤكداً أن الخلافات الموجودة داخل "إسرائيل" تؤثر على سير المفاوضات بالقاهرة.
وكان أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية بحركة حماس أكد عبر صفحته بموقع "فيس بوك" أن العروض التي قدمت للوفد الفلسطيني في القاهرة "لا تلبي طموح المطالب الفلسطينية"، قائلاً :"على إسرائيل القبول بشروط الشعب الفلسطيني أو مواجهة حرب استنزاف طويلة."