غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر جدار عين الحلوة.. حصار يخنق بقايا أنفاس اللاجئين الفلسطينيين

شمس نيوز / عبدالله عبيد

تواصل السلطات اللبنانية بناء الجدار الإسمنتي حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الذي تقطنه ثمانون ألف نسمة قرب مدينة صيدا في جنوب البلاد.

الجدار الذي أخذت معالمه تتضح للعيان على طول الجهة الغربية من المخيم يبلغ ارتفاعه بين خمسة وستة أمتار، وتقام عليه أبراج مراقبة، فيما لم يتضح بعد طول هذا السور الإسمنتي وما إذا كان سيلتف حول المخيم بأكمله أم سيقتصر على الجهة الغربية فقط.

وقد شرع الجيش اللبناني ببناء هذا الجدار؛ بحجة "ضبط عبور المطلوبين والإرهابيين"، بالإضافة إلى حفظ الأمن في مخيم عين الحلوة الذي يعتبر "خاصرة رخوة أمنيا"، حسب تعبير مصدر أمني لبناني.

خنق الفلسطينيين

اللاجئون الفلسطينيون المتواجدون في مخيم عين الحلوة، أعربوا عن قلقهم من بناء هذا الجدار، حيث أسموه بجدار الفصل العنصري، الذي يشبه تماماً الجدار الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويقول الناشط الشبابي من عين الحلوة، نسيم ناصر لـ"شمس نيوز"، إن السلطات اللبنانية تفكر منذ فترة ببناء هذا الجدار، وهي الآن بدأت في إنشائه"، لافتاً إلى أن هناك أبراج مراقبة تعتلي هذا البرج.

وبحسب وصف ناصر، فإن الهدف من إنشاء هذا الجدار " خنق الشعب الفلسطيني أكثر مما هو عليه الآن"، مشيراً إلى أن اللاجئين الفلسطينيين رافضون تماماً لبنائه " وكل يوم تخرج مسيرات من داخل المخيم وخارجه، تعبيراً عن رفضهم له".

وذكر بأن، غداً سيشهد لقاء موسع داخل المخيم، للجمعيات الإنسانية والخيرية والشخصيات ولجان القواطع والأحياء، لمناقشة جدار عين الحلوة.

كما وطالب الناشط الشبابي، قيادة الشعب الفلسطيني والفصائل الوطنية، التحرك العاجل من أجل إنقاذ حياة اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة من بناء الجدار، "الذي سيحول حياتهم لجحيم فيما بعد"، وفق تعبيره.

وكان مصدر أمني لبناني، قال إن رفع الجدار جاء لأسباب أمنية، وهدفه الأول حماية الطريق الدولي في محيط المخيم، خصوصا قوافل قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان حيث تسلكه بين الحين والآخر.

لكن المصدر، رفض بشدة الاتهامات بشأن نية عزل المخيم أو محاصرته، مؤكدا أن إقامة الجدار جاءت بالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في المخيم. 

قديم المنشأ

من جهته، اعتبر الصحفي المتخصص بالشأن الفلسطيني، فادي منصور من بلدة صيدا أن الجدار الذي يبنى حول مخيم عين الحلوة جنوب لبنان في صيدا قديم المنشأ، مستدركاً " لكنه تم الشروع في العمل على بنائه هذه الأيام".

وقال منصول في حديثه مع مراسل "شمس نيوز": إن الجهات الأمنية اللبنانية تقول إن الهدف من إنشائه لتواجد عدد كثيف وكبير جداً من المطلوبين للقضاء اللبناني بتهم مختلفة، وهذا الجدار بني على أساس أنه لا مكان للمطلوب أن يهرب من داخل المخيم باتجاه عدد من الأحياء المتفرعة".

وأضاف: "هناك موجة من الاعتراضات قد أطلقت من داخل مخيم عين الحلوة، من قبل فعاليات المجتمع المدني والفلسطيني وعدد من فعاليات الفصائل الفلسطينية التي طالبت الحكومة اللبنانية، بضرورة وقف هذا الجدار بأسرع وقت ممكن"، لافتاً إلى أن الجيش اللبناني يشرف مباشرة على أعمال البناء.

وأبدى منصور، تخوفه من أن تمتد أعمال إقامة جدار عازل حول مخيم عين الحلوة إلى مخيمات أخرى في لبنان. مردفاً القول: "لأن السلطات اللبنانية أهملت معالجة القضايا الفلسطينية الاجتماعية والاقتصادية ولم تتعاطَ إلا من الناحية الأمنية".

وتابع: "اليوم نرى الفاصل الأسمنتي في صيداً وغدا قد نراه في مخيمات لبنانية أخرى"، لافتا إلى أن هناك أضرار كثيرة من إنشاء هذا الجدار على المستوى المعيشي والاجتماعي والاقتصادي للاجئين، بالإضافة على المستوى النفسي "لأن الجدار يعتبر مماثل لجدار الفصل العنصري التي بنته إسرائيل في فلسطين المحتلة".

معالجة هادئة

في السياق ذاته، أكد مسؤل العلاقات السياسية فى حركة الجهاد الاسلامى بلبنان، محفوظ منور أن الفصائل الفلسطينية تقوم بمعالجة هذا الموضوع بشكل "هادئ" مع الجهات اللبنانية المعنية، معرباً عن أمله أن يتم حله في أقرب وقت ممكن.

 وأوضح منور لـ"شمس نيوز"، بأن هناك رفض فلسطيني مطلق على المستوى السياسي أو المدني لبناء جدار أسمنتي حول مخيم عين الحلوة، مطالباً في الوقت ذاته وسائل الإعلام عدم تهويل الأجواء بشأن هذا الموضوع.

وتابع: "نقوم بمعالجة هذا الموضوع بعيداً عن وسائل الإعلام، لأن هناك بعض الأخبار الكاذبة بهذا الشأن، قد تُدهور الأوضاع بشكل أكبر، مما يزداد الأمر سوءاً".

وأردف مسؤل العلاقات السياسية فى حركة الجهاد الاسلامى بلبنان، بالقول: "نتابع الموضوع ونعمل بشكل مستمر من أجل حله، وإذا إذا لم يتبيّن لنا أي شيء بداية الأسبوع القادم، يصبح هناك حديث لكيفية التعاطي معه".

وكانت الفصائل والقوى الفلسطينية قد عبّرت عن رفضها من إقامة الجيش اللبناني جدارًا اسمنتيًا حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث طالبت الحكومة اللبنانية بوقف بناء هذا الجدار بأسرع وقت ممكن.