شمس نيوز / عبدالله عبيد
يقتنص رئيس الحكومة الإسرائيلية أي فرصة متاحة للتحريض ضد الفلسطينيين، وهذا ما بدا واضحاً وجلياً في خطاباته وتصريحاته العلنية التي يحاول فيها تشويه صورة الفلسطينيين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو حتى الداخل المحتل، والتي كان آخرها تصريحاته التي وصفها مراقبون بأنها "مثيرة للاشمئزاز"، بسبب اتهامه للفلسطينيين بإشعال الحرائق التي اندلعت مؤخراً في "إسرائيل".
وبالرغم من أن السلطة الفلسطينية أرسلت طواقم الدفاع المدني لمساندة قوات الاحتلال في إخماد الحرائق، إلا أن أصابع الاتهامات لا تزال موجهة نحوها، وخير دليل تصريحات المتطرف نفتالي بينت، وزير التربية والتعليم، "أن العرب يشعلون الحرائق في الليل، ويطفئونها في النهار".
وشاركت 8 شاحنات فلسطينية في عمليات إطفاء الحرائق في القدس والداخل، قبل أن تعود إلى رام الله بعد انتهاء مهمتها، بحسب ما ذكر موقع والاً العبري.
وأوضح الموقع، أن ثلاثة من تلك الشاحنات التابعة لجهاز الدفاع المدني الفلسطيني شاركت في إطفاء حريق شب ليلا في مستوطنة حلاميش قرب رام الله، الذي تسبب بإصابة عدد من المستوطنين وحدوث أضرار جسيمة، مشيراً إلى أن مسؤولاً في جهاز الدفاع المدني من رام الله زار في وقت لاحق اليوم طواقم الإطفاء الفلسطينية المشاركة، كما تفقد غرفة العمليات في "نفيه إيلان".
استثمار القضية
وحول اتهامات نتنياهو للفلسطينيين بالتسبب بهذه الحرائق، أفاد النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، واصل طه أن نتنياهو يحاول استثمار الضجة الإعلامية للحرائق بالتحريض ضد الفلسطينيين، للهروب من الاتهامات التي وجهت إليه في قضية رشاوي الغواصات الألمانية.
وبحسب ما قاله طه لـ"شمس نيوز"، السبت، فإن نتنياهو بارع في هذا الأمر "وهو أن يحول الرأي العام والإعلام من قضية الرشاوي إلى اتهامات ضد الفلسطينيين"، لافتاً إلى أنه لم يجد إلا الفلسطينيين والعرب لكي يلقي عليهم اللوم في هذا الأمر.
ورداً على اعتقال الشرطة الإسرائيلية شبان فلسطينيين، بتهمة الاشتباه بالتسبب بإشعال الحرائق، قال النائب السابق بالكنيست: "إن الحرائق وصلت شرق الأردن وفي أماكن عديدة وليس فقط في الداخل الإسرائيلي، ولا يمكن لفلسطيني أن يحرق أرضه ووطنه، لأنه أولى أن يقوم بالمحافظة عليها وحمايتها".
وأضاف أن الذي يحرق منازل ومواطنين هم المستوطنين الإسرائيليين الذين حرقوا الطفل أبو خضير وعائلة دوابشة وغيرهم من المنازل والأماكن، حسب تعبيره.
وكانت الشرطة الاسرائيلية اعتقلت أمس الجمعةـ، ثمانية أشخاص بالضلوع في الحرائق التي شبت في منطقة حيفا والشمال في الأيام الاخيرة، حسبما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية.
مثيرة للاشمئزاز
د. إبراهيم جابر، الخبير بالشأن الإسرائيلي في الداخل المحتل، وافق سابقه الرأي، بأن اتهامات نتنياهو للفلسطينيين بالتسبب بالحريق، لم يكن إلا لإخفاء الرشاوى التي وجهت ضده في ملف الغواصات الألمانية، معتبراً اتهامات نتنياهو للفلسطينيين في الحرائق بـ"المثير للاشمئزاز والسخرية".
وقال جابر لـ"شمس نيوز": نتنياهو ليس لديه أي مبرر، وهو يعيش أزمة كبيرة بسبب الملاحقات القانونية له فيما يتعلق بملف الغواصات الألمانية"، مؤكداً أن استغلاله لقضية الحرائق واتهامات الفلسطينيين لن تفيده في الهروب من القانون والقضاء الإسرائيلي.
وأضاف "يحاول نتنياهو تصدير ما لديه من مشاكل قانونية وقضائية على مستوى الحكومة الإسرائيلية إلى الفلسطينيين، واتهامهم بأنهم من يقفوا خلف الحرائق وليس الأجواء والطقس"، مستدركاً" لكن لن يستطيع أن يغطي الشمس بغربال لأن قضية التحقيقات لا بد أن تحصل، والنائب العام الإسرائيلي أعطى الضوء الأخضر للشرطة الإسرائيلية للتحقيق في ملف الغواصات الألمانية".
وتعرضت مدن ومناطق عديدة في الداخل المحتل لحرائق جمة منذ يوم الثلاثاء الماضي، ولم تعرف أسباب هذه الحرائق. فيما طلبت "إسرائيل" النجدة من دول العالم لمساندتها في إخماد هذه الحرائق التي تسببت في أضرار عديدة.