شمس نيوز/منى حجازي
قررت حركتا حماس والجهاد الإسلامي مساء أمس الأحد، تلبية دعوة حركة فتح لحضور المؤتمر السابع المزمع عقده غدا الثلاثاء 29-11 في مدينة رام الله المحتلة.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، تسلمها دعوة رسمية من حركة فتح لحضور المؤتمر السابع، وأنها ستبعث ممثلها في لجنة القوى الوطنية والإسلامية برام الله للمشاركة في المؤتمر.
فيما أوضح الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم، في تصريح صحفي، بأن حركته ستشارك في مؤتمر حركة فتح السابع، قائلاً قررنا المشاركة بوفد من الضفة".
االقيادي في حركة حماس، صلاح البردويل، أوضح في حديثٍ خاص لـ "شمس نيوز"، بأن حركته استجابت لدعوة حركة "فتح" لحضور المؤتمر السابع، في إطار المبادئ الوحدوية التى تحرص عليها حماس، إلى جانب إحراز كسب جديد على صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حماس وفتح.
مكسب لفتح
وقال البردويل، إن حركة"فتح" تحاول البدء بصفحة جديدة في علاقاتها الداخلية والخارجية، وتدرك جيداً أن العودة لا تكون إلا بالمصالحة مع "حماس" التي تعد مكون أساسي من الخارطة السياسية الفلسطينية، لافتا إلى أن مشاركة حركته تعد مكسب لفتح يساعد الاخيرة بالعودة إلى "الحضن الفلسطيني" من جديد.
ودعا القيادي، خلال حديثه، حركة فتح إلى التعافي مما أسماها "حالة التشرذم والتفكك" داخل الحركة، والعودة للإطار الوطني العام، بعدما فقدت زمام الأمور وابتعدت عن المصالحة الفلسطينية، وفق قول البردويل.
بروتوكولي لا أكثر
من جهته التحليلية، رأي المحلل السياسي والكاتب أكرم عطا الله، بأن مشاركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، مشاركة "بروتوكولية" وردة فعل طبيعية لا أكثر، تخدم العلاقات العامة للحركتين، وليس لها علاقة بالمجريات التفصيلية للمؤتمر، أو بمبادرات مستقبلية أخرى، على مستوى المصالحة الفلسطينية.
وأوضح عطالله لـ"شمس نيوز"، بأن "حماس" تخشى أن يقال إنها رفضت هذه المبادرة "الايجابية"، بالتالي مشاركة حماس لإرسال رسائل إلى حركة فتح والرأي العام الفلسطيني، تبين فيها "صدق نواياها" تجاه المصالحة الوطنية، وتنفي من خلالها اتهام الرأي العام بأنها صانعة أزمة تعرقل عملية إنهاء الانقسام، وفق قول المحلل.
وافقه بذلك، الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، مضيفا: "أن استجابة حركتي الجهاد وحماس رغم أنها "بروتوكولية" إلا أنها دلالة على تلاحم القيادة الفلسطينية لإيجاد حالة جديدة تعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، بهدف مواجهة استحقاقات يفرضها الاحتلال عن طريق مشاريع التسوية التي تتعلق خاصة في مدينة القدس والضفة الغربية، على رأسها الاستيطان الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية يوماً بعد يوم.
استحقاقات قادمة
وفي رده على سؤالنا إن كانت المشاركة تمهد لمبادرات أخرى، قال حبيب: "علينا انتظار انتهاء المؤتمر والاطلاع على التقرير السياسي الذي تمت مناقشته وعلى ضوء ذلك يمكن الحكم كيف ستسير الأمور بعد المؤتمر على مستوى الساحة الفلسطينية".
من جانبٍ آخر، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، شراب، موافقة حماس على المشاركة في مؤتمر "فتح" السابع، بادرة "حسن النوايا"، لها تأثير ايجابي على الشارع الغزي بشكل مباشر، بأكثر من مستوى أهمها معبر رفح البري وربما على مستوى حكومة التوافق.
وبين شراب، بأن حماس تريد ايصال رسالة طمأنة لحركة فتح، أنها لا تقيم تحالفات أو صفقات مع دحلان، وأنها تتعامل مع مؤسسة ولا تستغل الخلافات الداخلية فيها.
وتابع، أن محمود عباس سيعمل على إصلاح الأوضاع العربية خاصة مع مصر، وسيعمل على تحسين وضع معبر رفح، خاصة بعد البوادر الإيجابية التي قدمتها مصر عن المعبر، معتقدا أن عباس سيعمل بعد المؤتمر على إصلاح وتسوية الأمور مع الرباعية العربية.
وتعد دعوة حماس والجهاد هي الأولى من نوعها، حيث درجت العادة على دعوة جميع فصائل العمل الوطني لحضور جلسة افتتاح المؤتمر.
ويُشار إلى، أن المؤتمر سيفتتح في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، على أن يستمرّ لمدة خمسة أيام، حيث سيعقد في قاعة مجهزة في مبنى الرئاسة الفلسطينية، أو ما يعرف فلسطينياً بـ"المقاطعة" في رام الله.
وسيتم في الجلسة الأولى الصباحية التأكد من نصاب المؤتمر، وانتخاب رئاسته، وسيكمل المؤتمر أعماله على مدار الأيام الأربعة الأخرى في البحث في تقارير المفوضيات والشأن الداخلي لحركة "فتح"، بالإضافة إلى الشأن الفلسطيني السياسي، وانتخاب أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة "فتح".
ووصل عدد أعضاء المؤتمر السابع حتى الآن إلى 1370، فيما لن يتجاوز العدد الكلي للأعضاء 1400.