القدس المحتلة/شمس نيوز
راهنت إسرائيل، في محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، على تحقيق إنجاز معنوي، ولكن القصف الذي أدى استشهاد زوجة الضيف ونجله الطفل الرضيع، ضاعفت الهالة التي تحيط بالضيف (سبق وأن نجا من أربع محاولات اغتيال سابقة)، وفي الوقت نفسه فاقمت مشاكل رئيس الحكومة الإسرائيلية.
جاء ذلك في تحليل كتبه، اليوم الأربعاء، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، متسائلا عن هوية الشخص الثالث الذي قتل في قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لمنزل عائلة الدلو في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة.
وكتب أن إسرائيل حاولت اغتيال الضيف، فاغتالت زوجته وطفله الرضيع، مضيفا أنه بين ركام المنزل المستهدف، وهو بملكية ناشط في الوحدات الصاروخية لحركة حماس، عثر على جثة شخص ثالث، متسائلا عما إذا كان هو محمد الضيف أم صاحب المنزل.
وفي حين أن حركة حماس لم تقل شيئا في هذه المرحلة، بينما لا تعرف إسرائيل بشكل قاطع، بيد أنه أشار إلى أن التقديرات ترجح نجاته من محاولة الاغتيال.
وبحسب هرئيل، فإن حماس اعتقدت بداية أن الضيف قد أصيب، ولذلك ردت بإطلاق الصواريخ بكثافة باتجاه جنوب ومركز البلاد، بما في ذلك إطلاق صواريخ "فجر 5" الإيراني، في حين أن إطلاق الصواريخ كان معتدلا نسبيا صباح اليوم، بيد أن حركة حماس لا تتبرع بقديم معلومات إضافية.
وأشار الكاتب في هذا السياق إلى أنه في محاولة الاغتيال الأخيرة لمحمد الضيف في 12 تموز (يوليو) 2006، مرت 4 شهور قبل أن تجزم المخابرات الإسرائيلية بأن أصيب ولم يقتل.
وبحسب المحلل العسكري فإن محاولة اغتيال الضيف كان له هدف مركزي واحد، بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهو إرضاء الجمهور الإسرائيلي. في المقابل يشير الكاتب إلى أنه رغم أن الضيف شخصية مركزية في حماس، إلا أن اغتياله لا يؤثر على الروح القتالية لكتائب القسام. ويضيف أنه يجب الإشارة إلى أن قائدي حركة حماس في قطاع غزة، اليوم، محمد الضيف وإسماعيل هنية، قد وصلا إلى منصبيهما بعد أن اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي من القيادة السياسية، وأحمد الجعبري الذي أشغل منصب القائد العام لكتائب القسام في حينه.
ويتابع أن عملية الاغتيال قد تكون إنجازا يمكن تسويقه في وسط الجمهور، ولكن، وبشكل عام، فإن ذلك لا يغير الوضع الإستراتيجي من الأساس. ولكنه الكاتب يشير إلى أن ضيف يعتبر رمزا، بالنسبة للفلسطينيين، ومؤخرا بالنسبة للإسرائيليين أيضا، وأن اغتياله قد يعتبر نجاحا معنويا يساعد نتانياهو في صد الانتقادات المتصاعدة ضده، سواء في وسط الجمهور الإسرائيلي أو في وسط القيادة السياسية، بشأن ما وصفه بالنتائج الجزئية من الحرب على غزة.
وبناء على عمليات اغتيال سابقة في قطاع غزة، يضيف الكاتب أنه من الجائز الافتراض بأن المصادقة النهائية للهجوم صدرت خلال جدول زمني لا يتجاوز ساعات معدودة، وأن الأجهزة الاستخبارية قدمت معلومات بشأن مكان تواجد الضيف، وعمل المستوى العملاني على وضع خطة عمل صادقت القيادة عليها. ويدعي الكاتب أنه بالنسبة لإسرائيل فإن ذلك حصل في توقيت مريح، أي بعد ساعات من خرق التهدئة من قبل الفلسطينيين، بحسب الكاتب، وإطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة باتجاه بئر السبع. ليخلص بالنتيجة إلى أن محاولة الاغتيال لا يمكن أن تعتبر خرقا إسرائيليا.