شمس نيوز/ القدس المحتلة
قال المحلل الإسرائيلي للشئون العربية "يوني بن مناحيم"”، إن النظام المصري قرر أخيرا تغيير سياسته تجاه حركة حماس بقطاع غزة، بشكل يسمح بإقامة علاقات اقتصادية معها ويقود لهدوء الأوضاع الأمنية بشمال سيناء.
وأضاف "بن مناحيم"، في مقاله، "أن الإشارة الأولى على هذا التوجه الجديد يمكن تلمسها خلال الأسابيع الأخيرة عبر تقليل الهجوم على قطاع غزة وحركة حماس في وسائل الإعلام المصرية التي اعتادت توجيه انتقادات لاذعة للحركة".
وتابع :”إشارة أخرى كانت في قرار محكمة النقض المصرية قبل عشرة أيام بإلغاء حكم الإعدام بحق الرئيس المصري السابق محمد مرسي الذي أدين بالتجسس لصالح حماس ضد مصر".
وأشار المحلل الاسرائيلي، إلى أن محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح كان له أثرا كبيرا في تغير التوجه المصري تجاه القطاع، إضافة لرغبة القاهرة في أن تبدي لرئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) غضبها لرفضه طلب "الرباعية العربية" (مصر والأردن والسعودية والإمارات) التصالح مع دحلان.
واستدرك قائلا: "لكن يبدو أن الحديث يدور عن عملية أكثر عمقا تبلورت داخل منظومة صنع القرار المصري".
ويقضي التوجه الجديد- بحسب “ بن مناحيم”-، بإجراء محاولات لتهدئة الأوضاع بشمال سيناء من خلال تحسين العلاقات بين مصر وقطاع غزة، مشيرا إلى أن “مئات المواطنين الذين اشتغلوا في التهريب وبناء الأنفاق بشمال سيناء انضموا لصفوف تنظيم “ولاية سيناء” الموالي "لداعش"، كرد فعل لعمليات الجيش المصري ضد الأنفاق على الحدود مع القطاع.
وأكد بن مناحيم، أن مصر تريد إقامة علاقات اقتصادية جديدة مع غزة في محاولة لتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع وسيناء على أمل أن يؤدي ذلك لهدوء أمني.
و شهدت مدينة عين السخنة المصرية خلال الأسابيع الماضية عدد من اللقاءات الأكاديمية والاقتصادية مع وفود جاءت من غزة، وفي الأسبوع الماضي انطلق وفد إعلامي فلسطيني من القطاع للمشاركة في ندوة بمصر.
وقال “بن مناحيم”: إن المرحلة الثانية من الخطة المصرية الجديدة ستكون إجراء لقاءات سياسية في القاهرة مع ممثلي الفصائل الفلسطينية المختلفة، وقبل أسبوعين زار مصر وفد من حركة الجهاد الإسلامي بقيادة الأمين العام عبد الله رمضان شلح للتمهيد لتلك اللقاءات”.
واعتبر أن، مصر مهتمة باستعادة دورها التقليدي في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية لتحقيق مصالحة وطنية، وسحب هذا الملف من دولة قطر وذلك في أعقاب توتر العلاقات المصرية مع محمود عباس.
وذهب الكاتب الإسرائيلي إلى أن مصر تعتزم اتخاذ سلسلة من الخطوات للتخفيف عن سكان القطاع، كفتح معبر رفح بشكل دائم عدة أيام شهريا، وزيادة تزويد القطاع بالكهرباء، وتوسيع معبر رفح وإقامة فندق على الجانب المصري من المعبر، وكذلك منطقة تجارة حرة في رفح المصرية.
وخلص المحلل إلى، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي جرب حتى الآن النهج العدواني تجاه حركة حماس، بدا أخيرا مستعدا لمحاولة تجريب نهج آخر اتبعته المخابرات المصرية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.
وختم بالقول:”على ما يبدو تريد مصر العودة للعب دور فاعل على الساحة الفلسطينية، وفي ضوء توتر العلاقات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فإنها تحاول التقرب مجددا من حركة حماس من خلال تحسين الأوضاع الاقتصادية بقطاع غزة والعودة لدور المنسق بين الفصائل الفلسطينية.
