شمس نيوز/ عبدالله عبيد
أثارت التسجيلات المسربة الجديدة التي نسبت إلى عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد وجبريل الرجوب، نشرتها وكالات أنباء محلية من مصادر مجهولة، ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً وأنها خرجت بالتزامن مع انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح.
التسريبات "مجهولة المصدر"، عدّها محللان سياسيان أنها "مقصودة" للكشف عن النوايا المخبئة لبعض الشخصيات القيادية داخل حركة فتح، واضعةً العديد من التساؤلات حول توقيت نشرها، في وقت تحاول الحركة "العريقة" ترتيب بيتها الداخلي.
حيث تداول نشطاء "الفيس بوك" قبل أيام تسجيلات صوتية، نسبت لعضو اللجنة المركزية لفتح، عزام الأحمد، اتهم فيها أبو مازن وراء مسؤولية ما أسماه "سقوط غزة بيد حماس" في عام 2007، بينما برّأ عضو حركة فتح المفصول محمد دحلان، قائلا: "أنا عندي قناعة 90% من اللي انحكى (الذي قيل) على دحلان، برجع على أبو مازن".
وبعد يومين تداول النشطاء تسجيل صوتي آخر، لأمين سر اللجنة المركزية جبريل الرجوب، خلال حديثه مع أحد أعضاء "مؤتمر الإقصاء الذي يعقد في المقاطعة برام الله"، تتضمن اتهامات جديدة لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول بتزوير انتخابات أقاليم حركة فتح، وقيامه بتشكيل عصابات.
تسريبات مقصودة
المحلل السياسي، د. أسعد أبو شرخ، يرى أن هذه التسريبات مقصودة لحرق بعض الشخصيات، مشيراً إلى أنه تدلل على وجود مشاكل جمة داخل الحركة الفتحاوية، حتى بين أعضاء اللجنة المركزية.
وأشار المحلل خلال حديثه لـ "شمس نيوز" إلى، أن ما لم يستطيع قوله داخل اجتماعات أعضاء اللجنة المركزية يقال في اجتماعات وجلسات خاصة، مؤكداً أن خروج هذه التسريبات بهذا الشكل ومن قيادات وازنة في فتح يثير العديد من التساؤلات والتحفظات، والتي يجب أن يرد عليها رئيس السلطة محمود عباس.
ولم يستبعد أبو شرخ أن، يكون عباس وراء هذه التسريبات: "لأنه يريد أن يكون الحاكم المطلق وكأنه يقول بأن كل شخص يقف في طريقه أو يسبب له مشاكل وينتقده سيتم سحقه"، على حد وصفه.
ستزداد سوءاً
كما توقع المحلل، المزيد من التسريبات داخل الجلسات الخاصة لحركة فتح الأيام القادمة، خصوصاً بعد انعقاد المؤتمر السابع، وذلك في إطار التطاحن والسعي لكسب المناصب، منوهاً إلى أن الأوضاع سوف تزداد سوءاً أكثر داخل فتح بعد انعقاد المؤتمر.
وتابع: " عباس أراد المؤتمر جاهزاً ومفصلاً بمقاساته، لذلك سنسمع أصوات أخرى وستبقى هناك تحالفات سواء من جماعة دحلان أو من الساخطين على أبو مازن، للوقوف في وجهه على جميع المستويات، لذلك فتح لن تخرج قوية في هذا المؤتمر وسينعكس ذلك في الأيام القليلة القادمة".
لن تعطيها اهتمام
أما المحلل السياسي، د. سمر عوض فقد وافق سابقه برأيه الأول بأن تلك التسريبات "مفتعلة"، لكنه يرى بأن فتح لن تعطِي التسريبات الاهتمام الكبير.
وقال عوض لـ "شمس نيوز"، إن المؤتمر السابع لن يلقي بالاً لمثل هذه التسريبات، التي أرادت أن تثير بلبلة داخل الصف الفتحاوي وفي هذا التوقيت"، لافتاً إلى أن هذه التسجيلات "مجهولة المصدر" لذلك فلن تكون ذات أهمية كبيرة، على حد اعتقاده.
وأضاف: "لا أعتقد أن هذه التسريبات ستنجح في تحقيق مآربها وهي إفشال المؤتمر السابع، لأن فتح خاضت المؤتمر لترتيب بيتها الداخلي وليس لتخريبه".
وانطلقت في مدينة رام الله، أول أمس الثلاثاء، فعاليات المؤتمر السابع لحركة فتح، بحضور 60 وفداً من دول العالم، انتخب خلالها محمود عباس قائدا عاما لحركة فتح.