قائمة الموقع

خبر "12987" يشعل الأزرقين،، و"العازبات الثلاثينيات" لا يكترثن !

2016-12-05T10:23:09+02:00

شمس نيوز/ ولاء فروانة

تنوعت اهتمامات صحافة المواطن من حيث تناول الموضوعات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لكن اللافت من بين مئات الموضوعات التي تناولتها خلال الأسبوع الماضي، إحصائية زيادة نسبة العنوسة في قطاع غزة، التي أفرد لها النشطاء مساحات من صفحاتهم، وأثير حولها الجدل.

ورغم أن، الجهة التي نشرت الإحصائية لم تتناول أسباب الظاهرة، ومخاطرها، ومستقبلها، إلا أن هذه المهمة قام بها النشطاء، ورغم اختلافاتهم، أجمع معظمهم على أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وعدم قدرة الشبان على تلبية متطلبات أهل العروس التي تصل إلى حد التعجيز في بعض الأحيان، كانت سببا لتنامي هذه الظاهرة.

الثلاثينيات يعلقن

بينما تناولتها الفتيات بشكل مختلف، إذ قالت إحداهن"مش ناقصني اشي، ومش هرضى بأي حدا!"، وأخرى نشرت:12987"بلغن الثلاثين ولم يتزوجن هدول شاريات حياتهن فى ظل واقع سواداوي ضبابي أغبر"، بينما افتخرت ناشطة (ص.هـ ) كونها إحداهنّ بقولها: "أنا من الفتيات ال ١٢٩٨٧ اللواتي بلغن الثلاثين ولم يتزوجن،، يرجع الأمر أولا وأخيرا للقسمة والنصيب ولإرادة الله...".

أما الشابة نيللي فكتبت: " بيحكوا بالموضوع كأنه البنت نقمة بهذه الحياة وانه هي الشيء الخطأ ونسوا أن أغلب الرجال والشباب يعتبرون المرأة بنك استثماري، بدليل من أراد أن يتزوج يبحث عن موظفة وكالة أو موظفة عقد دائم دون مراعاة أمور أخرى".

هذا الموضوع الاجتماعي الجدلي، قد يعتبره كثير من الشباب أمراً حساساً، ويعتبره الآخر بأنه عادي ولا يستحق هذه "البلبلة"، فكان لبعض الشباب ردوداً ساخرة مثل: "12987 #فتاة عازب في غزة ، يجب تطبيق قانون تعدد الزوجات"، وأخر رد: "بدي مهندس وبدي دكتور الله يهديكم حالكم هيك أفضل!"

بعيدة عن الدقة

مديرة مركز الأبحاث والاستشارات القانونية للمرأة زينب الغنيمي، أكدت أن الإحصائية التي انتشرت غير دقيقة ولا مصدر لها، فنحن نعتمد فقط على جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، مشيرةَ إلى أن سن الزواج ليس له سن محدد من يتجاوزه فقد فاته القطر، بل هي ثقافة مجتمعيه بحتة تتغير بتغير الأحوال والتقاليد والعادات من فترة زمنية لأخرى، إلا أن الأمر له علاقة بخصوبة المرأة وقدرتها على الإنجاب.

وأضافت الغنيمي لـ"شمس نيوز"، بأن الفتاة تستغرق للانتهاء من تعليمها الواصلة للمرحلة الجامعية حسب تخصصها لسن 23_24 عاماً، وعند بحثها في سوق العمل وتحقيق وضعها ومن ثم حقها في اختيار الشخص المناسب ليكون شريكاً لحياتها، لافتةً إلى أن كلمة العزوبية تفيد بأن الشخص لا شريك له في حياته سواء كان رجل أو سيدة، وهناك الكثير من العازبات اللاتي تزوجن في بداية حياتهن وتطلقن أو ترملن وبالتالي دخلن مرة أخرى داخل إطار مفهوم "العزوبية".

واعترضت الغنيمي، الطريقة التي وصفتها بـ "السخيفة" في تناول بعض وسائل الإعلام لقضايا المرأة، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، فيُفتح بذلك مجالاً للسخرية، وللتعنيف ضد المرأة، موضحةً بأن الزواج إن لم يكن يلبي شروط وأساسيات الشراكة الحقيقية، عدا عن التكافؤ الاجتماعي والمالي والعقلي والعاطفي وغيرها من متطلبات الحياة الضرورية، فلا حاجة له.

وأرجعت سبب اختلاف الماضي في مجتمعنا عن اليوم بأنه قديماً لم تكن الفتاة يُتاح لها التعليم والعمل وهي بذلك لا دخل خاص لها، فيُسارع الأهل بتزويج ابنتهم ليضمنوا لها مأوى حين مفارقتها.

أين الشباب العازبون؟!

أما الكاتب والصحفي هاني حبيب فقد شارك الشبان في منشوراتهم على صفحته الفيس بوك بقوله: " أخشى ان يكون الحديث مجددا عن أعداد الفتيات العزباوات بهدف تشجيع بعض الأطراف المعروفة على تعدد الزوجات- اذ لم يذكر هؤلاء عدد الشباب العزاب والذي يتساوى تقريبا عدد العزباوات".

وعقّب على ذلك لـ " شمس نيوز": بأن مروجي الإحصائية قصدوا نشر مفاهيم اجتماعية سلبية في المجتمع الفلسطيني، فيما لم يشيروا لوضع وعدد الشبان المقابل لعدد الفتيات اللذين لم يتزوجوا أيضاً وتخطوا سن الثلاثين لأسباب كثيرة، ليقترحوا الحل وهو" تعدد الزوجات".

ونوه الكاتب إلى، أن معالجة الموضوع هذا النحو ناتج عن الفهم الخاطئ للمشكلة، معللاً بأنه سيأتي على حساب الشباب العازبون فأسباب المشكلة اقتصادية مثل: غلاء المهور وأسباب أخرى اجتماعية ووعي بالبحث عن الشريك المناسب وغيرها، والحل الأنسب هو العودة للشريعة الإسلامية وفهمها فهماً صحيحاً.

أبدعن دون شريك

"شمس نيوز" التقت ببعض الفتيات الاتي تجاوزن سن الثلاثين، ولم يتزوجن فكانت قصصهم وردودهم كالتالي: الشابة أ. س"30عاماً"، بالبداية كان تأخر زواجي يقلقني، ويسبب لي الإحراج عندما كنت أقابل من هن بعمري وأصبحن أمهات، لكن مع الوقت زاد إيماني بأن النصيب والقدر بيد الله وحده، وأن الزواج ليس كل شي، واقتناعي بعملي ونجاحي العلمي، جعلني أثق بنفسي ووضعت التفكير بالزواج على "الرف" وقررت أن أعيش حياتي كما أريد، وبكامل سعادتي وحريتي".

أما إسلام "33عاماً"، تقدم لها أكثر من خطيب خلال دراستها، لكنّها كانت منشغلة بالتحصيل الدراسي، إضافة إلى أنّهم لم يكونوا في المستوى الذي يرضي طموحاتها وأحلامها، موضحةً أنّها بعد أن اقتربت من أبواب السادسة والعشرين بدأت تحلم بزوج مناسب، إلاّ أنّ ما تراه مناسبًا يتعارض مع يريده أهلها؛ مما جعلها تنتظر مثل باقي الفتيات في عمرها.

 صابرين أبو دوابة "33 عاماً"، أنهت دراستها الجامعية، وعملت على تعلم التطريز وشاركت في مشاريع حتى استقلت بعملها الخاص التي أصبحت تشارك فيه بالمعارض التي تقام بالتعاون مع مركز شؤون المرأة، وهي راضية بالمستوى الذي وصلت له، أثنت على دور أهلها في تشجيعها ومساندتها وقالت: "لا توجد فتاة ترفض الزواج بلا سبب، لكنها تنتظر المناسب لتكمل معه حياتها، هكذا أنا".

وبغض النظر عن مدى صدق الإحصائية من عدمه، لكنها نجحت في تسليط الضوء على ظاهرة مجتمعية خطيرة، تستوجب الوقوف عندها، ومعالجة أسبابها، فزيادة العنوسة لكلا الجنسين في المجمع قد يترتب عليها أمور حياتية خطيرة.

اخبار ذات صلة