شمس نيوز/ عبدالله عبيد
تدور الأحاديث حول لقاءات مصالحة مرتقبة بين حركتي فتح وحماس، خصوصاً بعد المؤتمر السابع لحركة فتح وما نتج عنه من تشكيل لجنة مركزية ومجلس ثوري جدد، الأمر الذي يراه بعض المراقبين يمهد طريق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، محمود العالول كشف عن تحركات واتصالات عديدة تجريها حركته ، حول ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الحاصل منذ عام 2007.
وأكد العالول في حديثه لـ "شمس نيوز"، أن فتح تتواصل مع حماس من أجل عقد جلسات لإنهاء الانقسام، مشدداً على جدية حركته في إتمام المصالحة في القريب العاجل.
وقال "هناك اتصالات وتحركات تجريها الحركة من أجل الالتقاء مع حماس كي ننهي هذا الانقسام البغيض، الذي أضر بالقضية الفلسطينية، ونأمل أن يكون لها جدوى خلال الأيام القادمة".
لقاء سويسرا
وحول عقد لقاء بين فتح وحماس في سويسرا بوجود الفصائل والقوى الفلسطينية، نفى عضو اللجنة المركزية لفتح أي لقاءات قادمة بين الحركتين في سويسراً.
وأضاف: "ما سيجري في سويسرا مؤتمر لمؤسسة مسارات، دعت ضيوفاً لحضور هذا المؤتمر منهم الفصائل الفلسطينية على رأسهم حماس وفتح"، منوهاً إلى أنه قد يكون هناك مداخلات خلال المؤتمر للحديث عن المصالحة الفلسطينية.
وتابع: "أما الحديث عن جلسات ولقاءات بخصوص المصالحة الفلسطينية بين فتح وحاس فهذا غير صحيحاً".
وأشار العالول إلى أن حركته تتابع دعوة مصر للفصائل الفلسطينية، من أجل عقد مؤتمر خلال الأيام القادمة، مرجحاً أن تدعو مصر الفصائل الفلسطينية في القريب.
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، قد أفاد، أمس الأحد، بعقد لقاء "غير رسمي" سيجري بين حماس وفتح في العاصمة السويسرية "جنيف"؛ بحضور الفصائل والقوى الفلسطينية، دون التطرق لموعد محدد لهذا اللقاء.
غير مطمئنة
من جهته، أعرب القيادي في حركة حماس، د. يوسف رزقة عدم اطمئنانه من أي لقاء مصالحة قادم، خصوصاً أن حركة فتح لم تولِ أي اهتمام بملف إنهاء الانقسام خلال مؤتمرها السابع الذي انعقد أواخر فبراير الماضي.
وقال رزقة لـ"شمس نيوز": لست مطمئناً لأي لقاء قادم، حتى وإن كان في سويسراً، فلا يوجد أي مبرر كي يكون لقاء هناك، خصوصاً وأنه ليس سهلا لقيادة حماس السفر لجنيف للقاء قادة فتح".
وأضاف " لا يوجد مانع لحدوث لقاءات، لا سيما وأن الطرفين يتحدثون عن إمكانية حدوث لقاءات، لكن يجب تغيير مضمون هذه اللقاءات المتكررة وتحمل قراراً جدياً"، متسائلاً في الوقت ذاته: ما فائدة لقاء يستعيد الماضي ويستعيد كل ما تم النقاش حوله ولا يحمل جديداً؟!
وتابع " لا بد أن يحمل اللقاء قرار واضحا وجدياً من رئيس حركة فتح محمود عباس، وقراراً أيضاً في العناية والاهتمام بغزة، وأن تكون غزة في مركز اهتمامه كي تدور عجلة المصالحة".
ولفت رزقة إلى، أن غزة ليس محطة اهتمام لعباس وفتح وحكومة الحمدالله، مشدداً على أن المصالحة لا يمكن أن تتم إلا من خلال النظر في كل الملفات المذكورة آنفاً كي يتم حسمها، حسب وصفه.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد قال في وقت سابق، إن المناخ الذي يسود الساحة الفلسطينية "إيجابي ومشجع" لإنهاء الانقسام، مشيرا إلى إطلاق اتصالات جديدة من أجل التعجيل بخطوة سياسية لتحقيق الوحدة الوطنية.
ويشار إلى، أن لقاء جمع رئيس السلطة محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية، الشهر الماضي في الدوحة، بحضور وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وبحث اللقاء ملف المصالحة الفلسطينية، حيث أكد المجتمعون على ضرورة استئناف الحوار الذي تستضيفه دولة قطر بين حركتي فتح وحماس من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإزالة أسباب الانقسام، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء الانتخابات.
خيار المصالحة
في ذات السياق، يرى المحلل السياسي، ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة أنه لا يوجد أمام حركتي فتح وحماس سوى المصالحة الفترة الآنية، مشيراً إلى أن كلا منهما بحاجة إلى تحقيق انجاز سياسي داخلي.
وأكد شراب في حديثه لـ"شمس نيوز" على أن خيار المصالحة بات خياراً لحل كثير من الأزمات والمشاكل التي تواجه فتح وحماس، موضحاً أن فتح بعد مؤتمرها السابع تسعى لتحقيق إنجاز وطني وسياسي وشعبية ومصداقية تعيد لها وزنها وهويتها الوطنية.
وأضاف " وأعتقد أن نفس الأمر ينطلق على حركة حماس غزة بما فيها من تحديات تتعلق بالحكم والفقر والبطالة والحصار، الأمر الذي يدفعها في اتجاه خيارات محدودة كخيار الحرب والمواجهة العسكرية مع "إسرائيل"، إلا أن البديل لديها هي المصالحة".
ولفت أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر إلى، أن هناك ثمناً سياسياً سوف تدفعه حركتي فتح وحماس على المستوى الداخلي والعربي والدولي، مشدداً على أنه لا يمكن أن تتم مصالحة دون مصر، الراعية الحقيقي لها، حسب تعبيره.
بعيدة عن تحقيقها
أما المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض فقد اعتبر أن المصالحة بعيدة كل البعد عن تحقيقها في المستقبل المنظور، مؤكداً أن الجهود المبذولة لم تؤدِ إلى نتائج مأمولة حتى الآن.
وقال لـ"شمس نيوز": المصالحة ليست قرار فلسطيني فقط، بل هي قرار إقليمي دولي أيضاً، والمنطقة لم ترتب أوراقها بعد فهناك تحالفات سريعة ومتغيرة وأجندات متعارضة"، مشيراً إلى أن الانقسام "تحول إلى مؤسسة مفيدة ومقبولة، ويبدو أن هناك جانب للتعايش معها سواء بحسن أو سوء نية".
وأضاف " إذا كان هناك اتجاه نحو المصالحة فسيكون عبر تخفيف توتر واحتقان، أو الاتفاق على خطوات جزئية فقط"، مستدركاً "لكن حل المشاكل بأكملها أو الاتفاق على كل شيء فهذا لا يمكن الآن".