غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مدير الأمن استقال بعد الجريمة بـ 5 ساعات

خبر مسؤولون تونسيون يوضحون لـ "شمس نيوز" ملابسات اغتيال الزواري

شمس نيوز / منى حجازي

أثار اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري في ولاية صفاقس، جدلاً كبيراً في وسائل الإعلام التونسي، ليعلن المدير العام للأمن الوطني بعد ساعات من الجريمة استقالته، مما وضع العديد من علامات الاستفهام وتوجيه لأصابع الاتهام ضد جهات خارجية على رأسها "الموساد" الإسرائيلي.

واستنادا إلى ما نشره الإعلام التونسي، فإن الزواري البالغ من العمر 49 عاما وهو أيضا رئيس جمعية الطيران في الجنوب، التي كانت تدرب الشباب التونسي على تصنيع طائرات من دون طيار.

والزواري طيار سابق في الخطوط الجوية التونسية، كان مقيماً في سوريا، وأقام في منزل والده رفقة زوجته السورية، وكان من المعارضين وعاد لتونس بعد الثورة.

وقد تعرض إلى عملية اغتيال بـ 6طلقات نارية مباشرة في جمجمته أثناء جلوسه في سيارته، يوم الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول، أمام منزله في منطقة العين بولاية صفاقس جنوب تونس.

7 أشخاص مشتبه بهم

وأكد الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس ونائب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف مراد التركي، في حديثٍ لـ "شمس نيوز"، أن عدد الموقوفين في قضية اغتيال مهندس الطيران محمد الزواري ارتفع ليبلغ 7 أشخاص.

وأضاف التركي، أن الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بإدارة الشرطة العدلية التونسية، تمكنت بالتعاون مع وحدات إقليم الأمن الوطني بصفاقس من إيقاف 5 أشخاص يشتبه في تورطهم في جريمة القتل، دون توضيح جنسية المشتبه بهم.

وتابع: كما تمّ إيقاف المشتبه بهم بكل من جربة وتونس وصفاقس، و حجز 4 سيارات استعملت في تنفيذ الجريمة من بينها سيارات على وجه الكراء، وحُجز مسدسين وكاتما صوت استعملا في تنفيذ الجريمة بالإضافة إلى هواتف جوالة وعديد الأغراض الأخرى ذات الصلة بالجريمة. 

لا خيوط متماسكة

من جانب آخر، أكد المحلل والمحامي التونسي عبد اللطيف درباله، لـ "شمس نيوز"، بأنه حتى الآن ظروف القضية غير واضحة، ولا يوجد خيوط متماسكة، تثبت تورط جهة ما بجريمة القتل، إلى جانب عدم اعتراف أي جهة معروفة وقوفها وراء عملية الاغتيال.

وأشار المحلل درباله، إلى أن طريقة تنظيم وتكتيك العملية، كان بحرفية عالية، فاستخدام أجهزة كتم صوت إلى جانب عملية التمويه والتغطية باستخدام أشخاص تونسيين لمعرفة الأماكن وتقديم الدعم اللوجستي من سيارات حديثة ومعدات قتالية، مدلولات تؤكد وقوف جهة متمرسة وراء العملية.

وأضاف: اتضح حتى الآن أنه المدبرين استخدموا غطاء مستثمرين أجانب بالتالي كل الملابسات تدلل أن الجريمة "ليست اعتباطية او شخصية" بل هي مدبرة من تنفيذ جهة متمرسة بالاغتيالات وجرائم القتل بحرفية كبيرة، فالتخطيط والتنفيذ والانسحاب بيّن الحرفية الكبيرة للفاعلين، مما يشير إلى هناك جهة قوية، يمكن الكشف عنها من خلال دراسة شخصية المهندس.

للموساد المصلحة

وتابع السياسي والمحامي درباله، "من المعروف عن شخصية الزواري أن لديه توجهات إسلامية، والمعلومات المتوفرة من قبل الأشخاص المقربين له أنه على تواصل مع حركة حماس، وبينهما برنامج تعاوني، فهذه الخلفية توحي أن الجهة القوية المنفذة، لعملية اغتيال المواطن التونسي ربما يكون خلفها "الموساد" الإسرائيلي، فهو صاحب المصلحة الأولى بقتل الزواري".

أما عن ردود الفعل السياسية، قال الصحفي درباله، إن تناول الإعلام لقضية الاغتيال كان بشكل "محتشم ومتواضع" لأسباب غير معروفة، ربما لغموض العملية أو عدم الوصول لمعلومات عن حقيقة الجهة المنفذة والأسباب"، وفق تقديرات المحلل.

وبعد نحو خمس ساعات من ارتكاب جريمة الاغتيال أعلن المدير العام للأمن الوطني التونسي، عبد الرحمن بلحاج علي، استقالته من منصبه، دون ذكر الأسباب، لكن مصادر سياسية تونسية لم تستبعد أن تكون الاستقالة على خلفية جريمة الاغتيال، التي قد يكون لها أبعاد في الفترة المقبلة.

من جهته أكد القيادي في حركة "حماس" مشير المصري أن "المستفيد الوحيد من عملية الاغتيال هو العدو الصهيوني".

وأضاف المصري في مداخلة إذاعية، "العدو له سجل حافل في الاغتيالات السياسية، لكل من توصلوا لقدرات تكنلوجية أو عسكرية، خاصة فيما يتعلق بملف الطائرة بدون طيار".

وتابع: "الموساد الصهيوني كان وراء عمليات الاغتيال السياسي المشابهة، فهو لا يريد لأي عقلية عربية الوصول لمثل هذه القدرات العسكرية، حتى لا تصل للمقاومة الفلسطينية ومن يناصر القضية الفلسطينية". 

لا تخلو من الصحة !

وعن الاتهامات بانتساب المهندس الزواري إلى حماس، قال المصري، أية ارتباطات ذات طابع عسكري الجهة الوحيدة المخولة بالرد عليها هو الجناح العسكري لحركة المقاومة كتائب القسام والتي لم تفصح حتى الآن عن موقف رسمي تجاه عملية الاغتيال، وإن كان ثمة ارتباطات للشهيد معها.

أما عن الموقف الإسرائيلي، فقد قدم الكيان الإسرائيلي تلميحات واضحة حول مسؤوليته عن اغتيال المخترع التونسي محمد الزواري خبير صناعة الطائرات بدون طيار.

ونقل أهم معلقي الشؤون الاستخبارية رونين بريغمان عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها: "اتهامات السلطات التونسية للموساد بالمسؤولية عن اغتيال الزواري لا تخلو من الصحة".

وقال بريغمان في حلقة نقاش جرت في مقدمة برنامج "نهاية الأسبوع" الذي بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الساعة الثامنة من مساء أمس-بحسب ترجمة "عربي21" إن: "إسرائيل عادة ما ترد على الاتهامات الموجهة للموساد بتنفيذ عمليات اغتيال بالقول: لا تعليق، لكن ما حدث اليوم مختلف قليلا".

وألمح بريغمان -المعروف بعلاقاته الوثيقة جدا بالأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية- إلى أن منفذي عملية الاغتيال قد تمكنوا بالفعل من مغادرة تونس، مدعيًا أن الأشخاص الذين ألقت السلطات التونسية القبض عليهم بزعم أن لهم دورا في العملية "مجرد سياح تصادف وجودهم في المكان وقت الحادث"