شمس نيوز/القدس المحتلة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، أن القرار الإسرائيلي بمصادرة 4 الاف دونم من أراضي الفلسطينيين وتحويلها إلى أراضي دولة، أثار انتقاداً واسعاً ليس فقط لدى الولايات المتحدة والأوروبيين، بل في أوساط وزراء إسرائيليين في حكومة نتنياهو.

وصرّح وزير المالية في حكومة الاحتلال يائير لبيد أمس بالقول "إننا خارجون من معركة عسكرية، ونحن في وضع دولي حساس، فما الذي يدفعنا للاستعجال باتخاذ خطوة كهذه في هذا الوقت بالذات، مما سيثير خلافات لنا مع الولايات المتحدة ومع العالم أجمع". متهماً نتنياهو بعدم عرض هذا القرار على الكابينت المصغّر.

في حين وصف، مسؤولون إسرائيليون قرار نتنياهو بضم الاف الدونمات بانه "محاولة منه ومن وزير الجيش لتحسين صورتهم لدى اوساط اليمين، وذلك بسبب مخاوفهما من بينت وليبرمان الذين شنوا عليهما حرب انتقادات حول طريقة إدارتهم للعدوان على غزة".

واضاف المسؤولون: "في حال استمر نتنياهو ويعلون بالاتجاه يميناً في محاولة لتجاوز ليبرمان وبينت فإن ذلك سيؤدي الى حل الحكومة الحالية مع عودة الكنيست لدورتها الشتوية، فلم يعد امام لبيد وليفني خيارا اخر".

وفي هذا السياق، صرّحت الناطقة بلسان الخارجية الاميركية جين بساكي أن الإدارة الاميركية قلقة من هذا القرار، وتدعو اسرائيل للتراجع عنه، لأن من شأن خطوة كهذه ان تعرّض للخطر مساعي التوصل الى اتفاق سلام على قاعدة حل الدولتين".

وأوضحت الصحيفة أن سفراء أوروبيين خرجوا بالأمس عن لغة التخاطب الدبلوماسي لوصف غضبهم من القرار الإسرائيلي، وشبه أحد هؤلاء السفراء الأوربيين المعتمدين في إسرائيل هذا القرار بقوله "إن إسرائيل وضعت أصبعها في أعين العالم". مضيفاً: الغضب والإحباط حول هذه الخطوة غير مسبوق، فإسرائيل تسببت بذلك لنفسها بالضرر الكبير خاصة فيما يتعلق بمسألة توقيت القرار".

وقال سفير آخر: "سئمنا تصرفات إسرائيل التي خرجت لتوّها من معركة ضد غزة، ألحقت ضرراً كبيراً بصورة اسرائيل في المجتمع الدولي، فهل هكذا يرد نتنياهو على موقف الدول التي وقفت كالجدار دفاعاً عن الموقف الإسرائيلي؟ " .

ودفاعاً عن القرار الإسرائيلي، صرّح وزير الخارجية في حكومة الاحتلال افيغدور ليبرمان أن غوش عتصيون تشكل تعبيراً عن الإجماع الواسع في إسرائيل، ومن الواضح للجميع أنه مع كل تسوية فإنها ستبقى جزء من إسرائيل، ومن الضروري تذكّر السبب الذي اتخذ القرار من أجله وهو مقتل الفتية الثلاثة" بحسب تعبيره.

وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية على موقعها الالكتروني أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصل هاتفياً الليلة الماضية برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وحثّه على إلغاء قرار مصادرة نحو 4 آلاف دونم من أراضي محافظتي الخليل وبيت لحم.

ويشار الى ان كيري سيلتقي في واشنطن اليوم الأربعاء وفداً فلسطينياً مكوناً من كبير المفاوضين صائب عريقات ومدير المخابرات ماجد فرج.

وأكدت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي أمس أن وزير الخارجية جون كيري سيلتقي الأربعاء، في مقر وزارة الخارجية بعريقات وفرج "لبحث آخر التطورات التي تخص الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في ضوء المستجدات التي اختبرتها المنطقة".

وحول ما تسرب من معلومات عن أن عريقات يحمل معه مذكرة "وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن الطرف الفلسطيني يصر على استلام رد بهذا الصدد في فترة أقصاها نهاية العام الجاري"؛ قالت بساكي أنا لا علم لها بفحوى اللقاء ولكن يمكن التكهن بأنه سيبحث فترة ما بعد انتهاء المفاوضات (في آذار الماضي) "واستكشاف الوسائل للمضي قدماً".