شمس نيوز/ خاص
في السابع والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2008، صبت 80 طائرة إسرائيلية على اختلاف أشكالها حممها ونيرانها وصواريخها على عشرات الأهداف الفلسطينية المدنية والأمنية في مختلف مناطق قطاع غزة، موقعة بالضربة الأولى 200 شهيد غالبيتهم من عناصر الشرطة الفلسطينية بمن فيهم مديرها العام اللواء توفيق جبر.
"حرب الفرقان" كما أسمتها المقاومة، أو (الرصاص المصبوب) على تسمية الاحتلال لها، هي الاثنان وعشرون يومًا، التي شهدتها غزة بكل مآسيها، وعاشت من جديد جرائم إبادة بحق الإنسانية.
الاحتلال أعلن على لسان رئيس وزرائه أنذاك، ايهود أولمرت، أن هدف الحرب على غزة، هو تحقيق أهداف سياسية وعسكرية، وأبرزها " تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر، وإنقاذ شاليط".
السبت الأسود
كان اليوم الأول من الهجوم اليوم الأكثر دموية من حيث عدد الضحايا الفلسطينيين في يوم واحد منذ عام 1948؛ إذ تسبب القصف الجوي الإسرائيلي في مقتل أكثر من 200 فلسطينياً وجرح أكثر من 700 آخرين، مما حدا إلى تسمية أحداث اليوم الدامية بمجزرة السبت الأسود في وسائل الإعلام.
وفي الثالث من شهر يناير عام 2009 –أي بعد 8 أيام من بدء الحرب- بدأت قوات الاحتلال اجتياحها البري لقطاع غزة، حيث اشتركت مئات الدبابات مع الطيران في إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف، وسط مقاومة عنيفة كانت تدور على جبهات مختلفة.
ولم تتورع آلة الحرب الإسرائيلية، عن ارتكاب كل ما هو محرم دوليا في سبيل تحقيق أهدافها، فبعد أن فشلت جميع محاولاتها بتحقيق أهدافها من خلال الأسلحة التقليدية كالطيران والدبابات، لجأت إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ضد المدنيين كان أبرزها الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومؤسسات أوروبية.
1440 شهيداً
"الإبادة الجماعية"، كان العنوان الأبرز لـ(الرصاص المصبوب)، فقد استهدف الاحتلال منازل جماعية لعائلات فلسطينية، وقتل العشرات من ساكنيها دفعة واحدة، كما حدث مع عائلة الشهيد القيادي في حركة "حماس" نزار ريان، والقيادي الشهيد سعيد صيام، وعائلات السمونى، والداية، والدلو، والبطران، وغيرهم.
خلفت الحرب العديد من الشهداء والذين يقدر عددهم بـ 1440 شهيدًا، كما وبلغ عدد الجرحى 5450 جريحًا، ويقدر عدد الذي تشردوا من بيوتهم 9000 مشرّدًا، وبلغ عدد المساجد المدمرة 27 مسجدًا، وتم تدمير 34 مرفقًا صحيًا، وتضررت 67 مدرسة.
كما خلفت منذ لحظة اندلاعها وفي اعقاب انتهاء موجات واسعة من مشاهد التضامن العربي والإسلامي والدولي مع شعب غزة، حيث ذهلت تلك الوفود المتضامنة لحظة دخولها غزة من حجم الدمار بفعل تِلك الحرب التي أتت على كل مناحي الحياة في القطاع المحاصر.
تأتي العملية بعد انتهاء تهدئة دامت ستة أشهر كان قد تم التوصل إليها بين حركة (حماس) من جهة و"إسرائيل" من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو 2008 وخرق التهدئة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وعدم التزامه باستحقاقاته من التهدئة من حيث رفع الحصار الذي يفرضه على القطاع وبالتالي عدم قبول حماس لتمديد التهدئة.
