بقلم: محمد العواودة
في الخليل، قُطر رغيف الخبز المخصص لساندويش الفلافل ضعف ما يباع برام الله، وفي الخليل يُحشى الساندويش حتى رقبته بما لذ وطاب من السلطات والبطاطا والزَّهر وأقراص الفلافل، وسعره 3 شواقل. أما في رام الله فإن أهل الفلافل يمسخون أرغفتهم مسخاً، عينات من السلطة وقرصا فلافل فقط، ويبيعونها بضعفي سعر الخليل.
أتذكر جيداً حين كانت حماس تسطير بأغلبيتها على المجلس التشريعي (المرحوم)، وحين قررت (الإصلاح والتغيير) أن تكون وجبة الغداء لأعضاء التشريعي (ساندويش فلافل). ربما كان الساندويش في ذلك الحين بمتناول الجميع، ربما كان غداء الفقراء، أنا الآن، فقد صار للنخب والـ (Elites).
تعالوا نجري حساباً بسيطاً، لو أراد أب أن يطعم أبناءه الـ5 وزوجته ساندويشات فلافل يومياً، وكان راتبه 2500 شيقل ويسكن رام الله، كيف سيعيش؟
5 أبناء + أمهم+ الأب= 7، هؤلاء الـ7 سيأكلون 5 ساندويشات (ع القليلة)، طيب، 7*5= 35 شيقلاً، أي أنه سيصرف من راتبه 1050 شيقلاً على الفلافل. وتخيل معي أن فاتورة الكهرباء ستكون 200 شيقل شهرياً والمياه 100، وفاتورة الهاتف 100. وتخيل معي أن المواصلات إلى المدرسة والعمل تكلفهم يومياً 20 شيقلاً، أي أنها تكلف شهرياً 600 شيقل، إلى هنا ستكون هذه العائلة أنقت 2050 شيقل من أصل 2500، أي أن ما تبقى في جيب الأب 450 شيقلاً فقط، سيدفعها لـ(الخضرجي والملحمة وعيادة الطبيب وسيشتري بها ضيافة الضيوف إن فكر أحد بزيارته)
هذه الـ450 شيقلاً ستكون مخصصة لكل شيء خلال الشهر، وسيكون الأب مجبراً على تدبر أموره.
ما المعنى إذن؟ المعنى يا سادتي أن ساندويش الفلافل لم يعد للفقراء والطبقة الوسطى، ساندويش الفلافل للأغنياء فقط، وإذا "هفت نفسك" على أكله، فاكتفي بشم رائحته عن بعد، "شم ولا تذوق".
أعلى النموذج