قائمة الموقع

خبر بالصور...فنان فلسطيني يصنع "الحياة" من قذائف الموت

2014-09-04T07:03:44+03:00

تقرير/ عبدالله عبيد

تصوير/ حسن الجدي

كثيرة هي أنواع الفنون التي يتقنها بعض الناس، كالتصوير والنحت والحفر والعمارة والتصميم والرسم، هذه الفنون التي عرفها الزمن، ولكن هناك في غزة فن لم يعد له اسم أو لم يمر عبر التاريخ، وهو فن "القذائف والصواريخ"، كما سماه الفنان الفلسطيني محمد سعد الدين الزمر "30 عاماً" من مخيم البريج وسط قطاع غزة، والذي حول قذائف الصواريخ الإسرائيلية التي انهمرت في أوقات سابقة على القطاع إلى تحف فنية، تنبض بالحياة وتنقل معاناة الفلسطينيين وتعكس آمالهم إلى العالم.


ويحاول الفنان الزمر أن يجمع بين ريشته وأدوات الموت التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي إلى قطع فنية، تنبض بالحياة والأمل والسلام، بعد أن بدأت هذه الفكرة تجول في خاطره مع انتهاء الحرب الأولى على القطاع عام 2009 والتي شهدت سقوط آلاف الأطنان من الذخائر الإسرائيلية على المدنيين وبعضها لم ينفجر، فجمع بعضها وشرع في تلوينها بألوان زاهية.


قصائد شعراء المقاومة، أسماء الأطفال الذين اغتالت طائرات وقذائف المحتل طفولتهم، عبارات ألم وأمل، خطها الفنان التشكيلي "الزمر" على تلك المخلفات التي حاول فيها المحتل قتل المواطنين الفلسطينيين.

ويقول الزمر خلال حديثه لـ"شمس نيوز": بدأت مشواري الفني برسم لوحات فنية تجسد روح الشعب الفلسطيني، وبعد ذلك انتقلت إلى شيء غريب وهو الرسم على مخلفات الاحتلال الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنه يسعى لإرسال رسالة للعالم مفادها أننا شعب مظلوم، نحاصر ونقتل ونهجر منذ عشرات السنين.

ويضيف: من منطلق إيماني أن للفن رسالة مهمة سامية، نبع تفكيري بعمل شيء مختلف وهو (الموت تقابله الحياة)"، مبيّناً أن للفن أشكالا متعددة كما هو معروف، منها الرسم والغناء والشعر وغيره، أما هو فقد جاء بشيء جديد " للفت أنظار العالم إلى ما يجري في غزة، وإلى أن الغزيين يحبون الحياة والعيش، وليس كما يصورهم الاحتلال الإسرائيلي وماكينته الإعلامية".


" على هذه الأرض ما يستحق الحياة" تلك العبارة انفردت على إحدى القذائف بريشة الفنان "الزمر"، ليبين للعالم أجمع أن هذا الشعب الذي ضحى طيلة 66 عاماً من أجل نيل حقوقه وحريته والعيش بكرامته، كما باقي شعوب العالم، حسب وصف الزمر.

وأوضح أنه يحصل على هذه المخلفات في الغالب من جهاز هندسة المتفجرات، أو من بعض المواطنين الذين تسقط على منازلهم، وفى بعض الأحيان يتجول في بعض المناطق التي دمرت ليجمع الذخائر غير المنفجرة.

وأردف قائلاً: ليس صدفة أن أختار هذا الفن، وليس صدفة أيضا أن تأتي وسائل إعلام دولية لتغطية الأمر ومعرفة دلالاته، أطمح لأن يصل هذا الفن وهذه القذائف التي تحولت إلى تحف فنية إلى كل العالم ليعرف أننا نحب الحياة وأننا نريد الحياة، لكن إسرائيل وقذائفها هي التي تحول بيننا وبين ذلك".






 

اخبار ذات صلة