شمس نيوز/خاص
قلل مسؤول العلاقات الخارجية في حركة فتح، د.نبيل شعث من فرص نجاح المؤتمر الدولي "للسلام" المزمع عقده في باريس منتصف الشهر الجاري، مشيرا إلى أن عدم دعوة الفلسطينيين للمؤتمر بسبب رفض "إسرائيل "المشاركة إحدى نقاط ضعف المؤتمر .
وأضاف: "لا أتوقع أن يخرج من المؤتمر ما نريده نحن الفلسطينيين لكنه سيخرج منه شيئاً سيأسس لشيء آخر مستقبلاً"، مرجحا أن تعتبر باريس والحاضرين المؤتمر خطوة في دفع "عملية السلام" بالإضافة إلى أنه سيضع إطار مرجعي لأية مفاوضات مستقبلية.
واستدرك بالقول " لكن لن يكون للمؤتمر أي نتيجة على صعيد المفاوضات في المستقبل".
وأشار شعت إلى أنه كان من المفترض أن تعترف فرنسا ومعها نحو عشرة دول عقب رفض الاحتلال حضور المؤتمر، وتابع بالقول " كان يفترض عندما قالت إسرائيل لا، ان تعترف فرنسا بفلسطين وهذا ما لم يحدث بالتالي لا نتوقع أن هناك شيئا كبيرا سيحدث في باريس".
وزاد: " إسرائيل لا تريد المؤتمر وتهاجم باريس ونحن نتمنى أن تقوم فرنسا بعمل أفضل وأن تضغط على إسرائيل وتحاسبها وتعاقبها على ما تفعله، ونحن مع كل خطوة تضع ضغطا على الاحتلال".
وفي نوفمبر الماضي، أبلغت "إسرائيل" فرنسا رسميا رفضها دعوة المشاركة في المؤتمر، بحجة انه يصرف الانتباه عن المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
وتعتزم فرنسا عقد مؤتمر في 15 كانون الثاني/يناير المقبل بمشاركة 70 دولة في مسعى لإحياء "جهود السلام" المتعثرة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، وتتكون من مرحلتين: عقد مؤتمر دولي "للسلام"، وتشكيل فرق عمل لتحديد الخطوات التي يجب اتخاذها عبر المفاوضات.
ننتظر الأسوأ
وفي الوقت نفسه، قال شعت إن قرار "الكونغرس" الأخير الرافض لقرار مجلس الأمن (2334) الذي يطالب بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة إنه "لا قيمة له"، متسائلا "كيف يدين الكونغرس قرارا أمميا لأكبر مؤسسة على الساحة الدولية ؟ (...)يا لهذا السخف وهذه السخرية".
وأشار شعت إلى أن موقف الكونغرس يعكس ملامح سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب، مشددا على ضرورة استعداد الفلسطينيين لما هو أسوأ من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف " كما قال الرئيس أبو مازن إذا نقلوا السفارة الأمريكية إلى القدس، أي اعترفوا ان القدس هي العاصمة الموحدة لاسرئيل، عليهم ان يتوقعوا نهاية لعملية السلام وان يتوقعوا كل الأخطار الأمنية في فلسطين وخارجها".
يشار إلى أن الكونغرس الأمريكي أدان الجمعة الماضية، بغالبية كبيرة قرار مجلس الأمن الدولي المناهض للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، معتبرا امتناع الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض "الفيتو" ضد القرار بمثابة التخلي عن حليفتها "إسرائيل".
(2334) ليس مثاليا
وحول قرار مجلس الأمن الأخير، اعتبر شعث القرار بأنه" ليس مثالياً ولا يضمن إجراءات التطبيق والتنفيذ الإجبارية".
واستدرك: لكن مع ذلك هو فاجأ الاسرائيليين أولا لأن هناك اجماعا على القرار بالإضافة لعدم تصويت أميركا واستخدامها حق الفيتو(النقض) ضده، الأمر الذي اصاب نتنياهو وزمرته بالقيادة الإسرائيلية بضربة مفاجئة لم يكونوا يتوقعونها.
وزاد بالقول: "هم وجدوا أن مجلس الأمن جميعاً قال لهم إن الاستيطان غير شرعي وإن أي شيء يبنى بالقدس أو بأي مكان بالضفة الغربية هو غير شرعي ومخالف وأن الاستيطان هو الذي دمر عملية الاستيطان ولأنه لا يمكن انقاذ حل الدولتين إلا إذا توقف الاستيطان، كل ذلك وضع إسرائيل في مأزق دولي".
ووجه شعت انتقادا لخطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخير، قائلا: "خطاب كيري تحدث فيه عن الدولة اليهودية التي نرفضها لم يتحدث عن حق العودة للاجئين بل تحدث عن معاناتهم وهذا لا يكفينا إطلاقا تحدث عن إمكانية مبادلة الاراضي بالكتل الاستيطانية وهذا أمر مرفوض منا تماما تحدث كأن هناك تماثل بين الاستيطان وبين ما يسميه الإرهاب الفلسطيني".
واستطرد بالقول: هناك ثغرات في خطاب كيري وفي قرار مجلس الأمن لكن مع كل هذه الثغرات إسرائيل فجعت بالقرار وبخطاب تخشى من ماذا يمكن ان يبنى عليه، القرار فيه تغيرات عديدة وليس مثاليا إذا أردنا انتقاده. "
حماس والقاهرة
وفي سياق الحديث عن المصالحة الفلسطينية، أكد شعت، أن التقارب المصري مع حركة حماس الذي يحدث حاليا، سيعزز من فرص نجاح المصالحة، مضيفا: القاهرة هي الحاضن الأول والقيادة العربية التاريخية ولأن حدودها الوحيدة مع غزة والحدود الوحيدة التي يمكن أن نخرج فيها من سيطرة اسرائيل بالتالي مهم جدا أن يكون الطرفين على تقارب.
وأبدى شعث تفاؤلا بتحقيق المصالحة، نافيا وجود عوائق كبيرة في طريق إنهاء الانقسام، على حد قوله، وأن الوحدة الوطنية بحاجة لنوايا صادقة، مشيرا إلى أنه يمكن لاجتماع موسكو أن يقربنا درجة للتوصل إلى اتفاق حقيقي في حال صدقت النوايا.
وتابع: وأعتقد أن مسالة الثقة هي إحدى المشاكل في إنجاز المصالحة لكن يمكن التغلب عليها في اتفاق وضمانات تقدمها مصر أو أي الدول العربية، يجب أن تنطلق المصالحة من استعداد كلا من فتح وحماس والجهاد وكل الفصائل لإنهاء الانقسام"
خطوة ايجابية
وحول مشاركة حماس والجهاد في اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، قال شعت: "إن مشاركة حماس والجهاد إشارة إيجابية حيث أن اجتماع اللجنة التحضيرية سيفتح الأبواب أمام الوصول لحل"، مشيرا إلى أن اللجنة التحضيرية ستناقش كل شيء وكل ما يمكن أن يوصل الى اتفاق ستناقشه اللجنة التحضيرية بلا قيود، وفق قول د.شعت.
هذا وأعلنتا حركتا حماس والجهاد الإسلامي، تلبيتهما للدعوة التي وجهها رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون للحركتين لحضور اجتماعات اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لعقد المجلس الوطني، في العاشر والحادي عشر من يناير الحالي في العاصمة اللبنانية بيروت.