قائمة الموقع

خبر تحليل: ماذا ينتظر غزة بعد الحرب ؟!

2014-09-04T16:26:46+03:00

شمس نيوز/علي الهندي

بعد ان وضعت الحرب على غزة اوزارها, تتكشف في كل يوم حجم المعاناة والآلم الذي خلّفته آلات الحرب الإسرائيلية على مدى 51 يوم من القتل والدمار والتشريد, وتستمر في هذه الأيام تحركات السياسيين وما تحمله من وعود كثيرة ليس أقلها إعادة الاعمار وفك الحصار عن القطاع, ليتساءل المواطنون عما تحمله الأيام القادمة لهم وهل سيطول انتظارهم لنيل ما قدموا التضحيات الجسام في سبيل تحقيقه؟

ويرى مراقبون ومحللون فلسطينيون ان تحقيق الإنجازات التي يأملها الشعب الفلسطيني بحاجة الى المحافظة على وحدة الموقف وعدم تشتيت الجهود ومواصلة التمسك بحقوق شعبنا خلال جولة التفاوض القادمة.

بدوره, يرى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن المطلوب من الكل الفلسطيني هو وحدة الموقف وتعزيز هذه الوحدة التي رسخت خلال العدوان والعمل على بناء استراتيجية سياسية فلسطينية لمواجهة هذا الواقع, مستدركا بالقول : " دون ذلك ستكون جميع الجهود مبعثرة لا تحقق الكثير بل ربما تعطل, وهذا ما يجب ان تدركه كل القوى والفصائل الفلسطينية.  

ويضيف الصواف لـ"شمس نيوز" : هناك موجه من "التفلت" بهذه الوحدة التي شاهدناها اثناء العدوان, لذلك لابد من إعادة ترميم العلاقة الداخلية الفلسطينية بما يخدم مصالح شعبنا لأن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في وجود هذه الوحدة ويراهن على افشالها لتمرير مخططاته, متسائلاً: هل يدرك الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية هذه المسألة بشكل واضح وتعمل على افشال ما تسعى اليه إسرائيل , " اعتقد ان الأجواء الان تدلل على عكس ذلك".

وحول اختراق الاحتلال الإسرائيلي للتهدئة خلال الأيام الماضية , يؤكد الصواف أن الأصل ان تتصدى المقاومة لأي عملية توغل داخل الأراضي الفلسطينية, ومن الممكن اللجوء الى الجهة الراعية وهي الجانب المصري الذي من المفترض ان يقوم بواجبه في كبح جماح الجانب الإسرائيلي.

ويضيف : "في حال تكرار الخرق الإسرائيلي للتهدئة والتوغل كما حدث في خان يونس فيجب على المقاومة ان لا تقف مكتوفة الايدي وان تمارس دورها في الدفاع عن النفس والأرض.

وحول جولة المفاوضات القادمة في القاهرة , يشير الصواف إلى ضرورة تحقيق وحدة الموقف ووجود سقف زمني لتنفيذ بنود الاتفاق حتى لا يفرح الاحتلال الذي يجيد فن إضاعة الوقت واماتة واطالة امد المفاوضات , وجود جدول زمني ضروري لتحقيق الانجاز في القضايا المطروحة.

من جانبه, يبدي الكاتب والمحلل السياسي د. عبد الستار قاسم تخوفه الشديد من المرحلة القادمة في ظل مماطلة الاحتلال وسعيه لفرض امر واقع وتهربه من كل الالتزامات, ويقول :" إسرائيل لم تلتزم في تاريخها باي اتفاقيات, متسائلا : هل هناك فعلا اتفاق تم ابرامه مع الاحتلال من الناحية القانونية؟, وكيف نتوقع التزام إسرائيل باتفاق لم توقع عليه وهي ليست طرفا فيه!, مضيفا : "الاتفاق تم بين الفلسطينيين والمصريين وهم لا يستطيعون ضمان هذا الاتفاق..".

وبخصوص قضية إعادة الاعمار وتقديم الدعم اللازم, يحذّر د. قاسم في حديثه لـ"شمس نيوز" من فرض التزامات وشروط وضوابط من اجل اختراق المقاومة في غزة بصورة غير مباشرة, متخوفا من انتقال التركيز على القضية الوطنية الى الحديث عن ما يترتب على هذه الأموال التي تأتي لإعادة الاعمار, مؤكداً ان هذا المجتمع الذي تماسك واجتمع حول المقاومة سيحاول البعض إدخاله في ترهات شهدناها في الضفة الغربية من خلال هذه الأموال ومن يتلقاها وطرق ارسالها وصرفها.

ويدعو د. قاسم إلى ضرورة العمل لمنع كل شيء لم يستطع العدوان ان يحققه ويسعى اليوم لفرضه بطرق أخرى, وذلك من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الفصائل ووجود موقف فلسطيني موحد, والعمل على وضع اليات لحماية المقاومة ومنع اختراقها من خلال عمليات الاعمار المشروطة!.

وحول جولة المفاوضات القادمة, يؤكد البروفيسور قاسم أن إسرائيل ستواصل المماطلة والجانب العربي سيواصل الضغط على الجانب الفلسطيني بهدف عدم تحقيق أي إنجازات تذكر, وان الضامن الوحيد لتحقيق مطالبنا هي قوة المقاومة وتمسك الجانب الفلسطيني بحقوق شعبه.

اخبار ذات صلة