غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: "شاحنة الانتفاضة" ضربت أحلام ترامب قبل نتنياهو

شمس نيوز/ خاص

أثبتت عملية القدس التي نفذها ابن جبل المكبر الشهيد "فادي القنبر"، فشل المنظومة الأمنية الاسرائيلية في السيطرة على العمليات الفردية من جهة، واحتواء انتفاضة القدس من جهة أخرى.

وقُتل 4 جنود اسرائيليين وأصيب 17 آخرين، ثلاثة منهم وصفت حالتهم "بالخطر الشديد"، بعملية دهس في مستوطنة "أرمنون هنتسيف" بمنطقة جبل المكبر في مدينة القدس المحتلة، فيما استشهد منفذها "فادي القنبر" بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر.

وجاءت العملية بعد فترة طويلة من الهدوء في الأراضي المحتلة، وبالتزامن مع بداية العام الجديد، لتؤكد رفض الشباب الفلسطيني للواقع الذي يفرضه الاحتلال، واستمرار انتفاضة القدس التي قلّت وتيرتها في الفترة الأخيرة.

ويُستدل على قوة العملية من خلال تعقيب خبير أمني اسرائيلي، بحسب ما نقلت عنه "يديعوت"، بأن عملية الدهس خطيرة جداً، ولم نشاهد مثلها منذ زمن بعيد في القدس، ولم تكن هناك معلومات استخباراتية واردة حولها".

وفي تفاصيل العملية، وبحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن الشهيد القنبر، كان يقل شاحنة كبيرة، وباغت مجموعة من الجنود بعد نزولهم من حافلة، ما أدى إلى خلق حالة من الإرباك في صفوفهم، وفرار عدد كبير منهم، وفق ما أظهره فيديو العملية.

الانتفاضة مستمرة

وأجمع مراقبون، على أن العملية امتداد لانتفاضة القدس واستمرارًا لها، خاصة في ظل حالة الهدوء التي عاشتها الأراضي المحتلة.

المختص في الشأن الاسرائيلي د. عمر جعارة، أكد أن العملية أربكت حسابات الاحتلال، واخترقت المنظومة الأمنية لها، مشيراً إلى أنه لا يستطيع التغلب على مثل هذه العمليات الفردية غير المخطط لها.

وأوضح جعارة، في حديث لـ "شمس نيوز"، أن العملية دليل واضح على استمرار انتفاضة القدس، "وتثبت أن الانتفاضات لا تحل عسكرياً أو أمنياً، إنما يجب أن تنتهي بحل سياسي"، وفق قوله.

وأشار إلى، أن العملية "نوعية" خاصة أنها استهدفت أفراد من جيش الاحتلال، في رسالة واضحة "أن العمليات الفلسطينية تستطيع الوصول لأي اسرائيلي"، وفق تعبيره.

أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، فقد اعتبر العملية "امتداد لانتفاضة القدس واستمرارا لها".

وقال المدهون في تغريدة عبر صفحته الشخصية بـ "الفيسبوك": "أنها تأتي في الاطار الطبيعي  فطالما هناك احتلال فهناك مقاومة، ومهما حاول الاحتلال تطويق إرادتنا إلا أنها تخرج بسكين أو بندقية أو شاحنة".

وأضاف "العملية البطولية ستربك حسابات الاحتلال وستشجع آخرين فطريق المقاومة واضح جدا".

واتفق الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، مع سابقه، مؤكداً أنها تثبت ديمومة انتفاضة القدس، خاصة أنها وقعت داخل أراضي المحتلة عام 67، مشيراً إلى أنها تأتي رداً على ممارسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

رسائل خارجية

ويرى الدجني في حديثه مع "شمس نيوز"، أن العملية تحمل عدة رسائل خارجية، أولها، موجهة للرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب مفادها أن نقل السفارة الامريكية للقدس والتنكر للحقوق الفلسطينية سيؤدي إلى عدم استقرار المنطقة.

أما الرسالة الثانية، تتمثل في تعاطي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو مع العملية واتهام تنظيم "داعش بتنفيذها"، يهدف لكسب التعاطف الدولي وخلط الأوراق في الاقليم، من أجل الانضمام لتحالف مكافحة "الارهاب" في العالم ودمج المقاومة بالإرهاب، وفق قول المحلل الدجني.

وبحسب الدجني، فإن الرسالة الثالثة، هي احتمالية تعرض نتنياهو لضغوطات قد تدفعه للاستقالة، خاصة أنه يمر بمرحلة عصيبة في هذه الأيام بتهم الفساد.

وأوضح، أن العملية ستربك حسابات نتنياهو وتؤكد له أن نظرية الأمن والاجراءات الامنية في المدن المحتلة "فاشلة".