قائمة الموقع

خبر زوجة "الصياد الهسي" : أتوني بجسده ولكم الهدوء فأطفالي يعدون تلاطم الأمواج

2017-01-09T11:27:23+02:00

شمس نيوز/ توفيق المصري

"فقط آتوني بجسده، وأنا أعدكم أن أطمئن وأهدأ".. بكلمات ممزوجة بالحسرة ودموعٍ لم تنقطع منذ أربعة أيام، تحدثت نسمة زوجة الصياد المفقود محمد الهسي، لمراسل "شمس نيوز".

تقول العشرينية نسمة: "منذ أربعة أيام والقلق يسكنني، لا راحة في الحياة ولا نكهة فيها؛ شريك عمري وأبُ أطفالي لم يعد موجوداً"، وتضيف مناجيةً :"ربِ إن كان حياً أسألك أن تعيده لي".

أين أبي؟

أما أطفاله (أحمد، وعبد الرحمن ونغم) الذين لم تتجاوز أعمارهم الثانية عشر فلم يستفيقوا بعد من صدمة فقدان الأب.

وقف الإخوة الثلاثة على شاطئ البحر لعلّ رائحته ترسل جزءاً من حنان افتقدوه، أو سكينة تزرعها تلاطم الأمواج في نفوسهم.

علّق خال الفقيد أبو نضال، قائلاً: "نحن لم نستغرب هذا الخبر، فهذا من ضمن سلسلة جرائم الاحتلال"، مضيفاً: "استقبلنا الخبر الساعة 9 ونصف مساء يوم الأربعاء الماضي، وكان خبراً مفجعاً، وكنا متأملين بالله بأن يكون جسد الشهيد عائماً على وجه الماء أو قبل استشهاده".

وأشار إلى جهود العائلة فور سماع نبأ فقدان ابنها، التي سارعت بالتواصل مع وزارة الزراعة؛ لكي يبحثوا بدورهم مع الارتباط، لمحاولة العثور على جثة محمد، لكن الرد كان صادماً، لم يعثر عليه حتى اللحظة.

ويتابع أبو نضال: "عائلتنا قدمت الشهداء خلال الحروب السابقة، وأخُ الفقيد (محمد) في رمضان عام 2008، كان سيلقى حتفه كما حدث مع محمد تماماً؛ فالدبور المصنف "حربي" دمر مركبه تدميراً كاملاً".

وطالب خال الفقيد، المجتمع الدولي بحماية الصيادين، والتي اعتبرها الفئة الوحيدة المنعشة لاقتصاد القطاع من خلال الانتاج البحري.

شاهد على الجريمة

أما جمال الهسي (25 عاماً) وهو ابن خالة الفقيد وكان قد رافقه قبيل الحادثة، يروي تفاصيل المشهد المفجع الذي لم نراه.

ويقول : "يومها خرجنا لصيد السمك، لكن محمد صعد في مركب آخر لوحده، سألته لماذا تريد الذهاب في هذا المركب ولوحدك، أجابني بأنه يشعر بالأمان في هذا المركب".

ويضيف شاهد العيان: "أنا تفاجأت من قوله إنه يشعر فيه بالأمان، وأنا أعرف محمد جيداً، لديه نزعة من الخوف، صعد محمد للمركب الذي كان قد اصطف في منطقة السودانية شمال القطاع مدة أربعة أيام، وطوله 17 متراً، وتركت محمد".

ويسرد بالقول: بعد ساعات ذهب جمال ورفاقه لتفقد محمد، وما ان اقتربوا من مركبه، وإذ بزورق "إسرائيلي" يطلق النار ويقترب منا أكثر، وإذا به يهاجم مركب محمد ويدمره".

ويكمل: "بعدها ذهبنا لتفقد محمد وللبحث عنه بين أخشاب المركب التي تناثرت في عرض البحر، لكن لم نجد له أثراً، ويومها بقينا من الساعة 9 مساءً حتى الساعة 2 ليلا ولم نجد له أثر؛ منظر مركبه الخشب لم يبق مركباً، ويوحي أنه لم يتبق من جسد محمد شيئاً".

وكانت قد أعلنت عائلة الصياد محمد أحمد الهسي (32 عاماً)، الذي فقد، الأربعاء الماضي، بعد مهاجمة زورق إسرائيلي له وإغراق مركبه قبالة بحر السودانية، شمال قطاع غزة، عن استشهاد ابنها.

وقالت العائلة، في بيان صحفي أول من أمس الجمعة، "بعد مرور 48 ساعة على إغراق ابننا محمد أحمد الهسي، وعدم العثور عليه، وبعد التشاور مع الجهات المعنية وروايات شهود عيان من الصيادين، قررنا الإعلان عن وفاة ابننا وإذ نحتسبه عند الله شهيداً".

وتتعرض مراكب الصيادين بشكلٍ متكرر لاستهداف متواصل من الزوارق الحربية الإسرائيلية، التي تحرمهم من الصيد بحرية، في خرقٍ لتفاهمات اتفاق التهدئة الذي أبرم بين الفصائل و"إسرائيل" برعايةٍ مصرية صيف العام الماضي.

 

 

 

اخبار ذات صلة