شمس نيوز/القدس المحتلة
قالت مجلة "بازام" العسكرية الإسرائيلية إن رجال "الشاباك" والاستخبارات العسكرية "أمان" يعملون بكامل وقتهم، لبناء بنك أهداف جديد يتضمن أهدافا "نوعية" يهاجمها الجيش في جولة القتال القادمة في حال تفجرت المعركة واندلع القتال، وفقا لما جاء في مجلة "بازام" العسكرية المتخصصة بشؤون الجيش والجنود.
وتضيف المجلة :" لم يكد تمضي أيام معدودة على وقف إطلاق النار حتى تواترت التقارير في وسائل الإعلام الفلسطينية عن تحليقات مكثفة للطائرات دون طيار في سماء قطاع غزة ، ما يعني بان الجيش لم يجلس بعد وقف إطلاق النار مكتوف الأيدي بل بدأ يتحضر لجولة القتال القادمة التي من الواضح للجميع بان أمر وقوعها مسألة وقت ليس إلا ".
وتابعت :" على مدى خمسين يوما من القتال المستمر في غزة هاجم الطيران الإسرائيلي أكثر من 5 ألاف هدف تتراوح ما بين الأنفاق ومخازن السلاح والذخيرة والصواريخ إلى مقار القيادة والسيطرة ، إضافة إلى منصات إطلاق الصواريخ، ونجحت الاستخبارات الإسرائيلية بتحقيق مستوى خرق استخباري مكنها من الحصول على معلومات تسبب بتوجيه ضربات غاية في القسوة والشدة لحركة "حماس" والجهاد الإسلامي وألان يتضح لرجال الاستخبارات بأنهم لا يمتلكون الكثير من الوقت للاستلقاء والاسترخاء بل يتوجب عليهم التحضير والاستعداد للمواجهة القادمة وتجديد ما يعرف في إسرائيل باسم " بنك الأهداف".
وفي المقابل وحسب المجلة ، أثبتت "حماس" على مدى الأيام الخمسين ، قدرة كبيرة على الصمود والتحمل وواصلت إطلاق الصواريخ تحت سيل القذائف الإسرائيلية المنهمر من الجو والبر والبحر والجيش يدرك تماما باستحالة تدمير جميع منصات إطلاق الصواريخ عبر الغارات الجوية ، لكنه يعلم ضرورة إيجادها جميعا قدر المستطاع حتى يمكن وقت الضرورة إرسال قوات برية إلى مناطق وجود المنصات التي لا يمكن لسلاح الجو تدميرها وفي المقابل يدرك قادة الجيش بان "حماس" ستحاول تجديد مخزونها من الصواريخ عبر اللجوء إلى الإنتاج المحلي المكثف ما يعني ضرورة إيجاد واكتشاف جميع ورش تصنيع هذه الصواريخ المنتشرة فوق وتحت الأرض، قال الموقع العبري" .
وأضافت :" اذ واجه الجيش خلال حرب لبنان الثانية خللا خطيرا في مجال جمع المعلومات الاستخبارية ، فقد أثبتت عمليات "عامود السحاب" و الجرف الصامد " ، تحسنا كبيرا في هذا المجال عبر استخدام تشكيلة واسعة ومتنوعة من وسائل جمع المعلومات تتضمن عملاء ووسائل تكنولوجية ما سمح للجيش " بتجريم " منطقة معينة وتحويلها استنادا للمعلومات إلى هدف يحق له مهاجمته".
ونقل الموقع عن ضابطة في الاستخبارات قولها خلال مقابلة صحفية وصفها بالنادرة :"يجب علينا جمع وربط قطع صغيرة من المعلومات حتى نتمكن من تشكيل صورة دقيقة وحقيقية كتلك التي تصف مثلا المنطقة التي يخفي فيها العدو قدرات عسكرية من مخازن الصواريخ وحتى مكان تواجد القيادات خلال الحرب، حينها تدخل كرجل استخبارات إلى التفاصيل مثل الطابق الذي يتواجد فيه هذا القائد أو ذاك والاتجاه الذي يجب علينا توجيه قذائفنا إليه وفقط عملية تصويب دقيقة جدا تمكننا من تحقيق الأهداف مع إصابة الحد الأدنى من الأبرياء .
وتابعت :" تصلنا المعلومات على شكل معلومات "خام" وتمر عبر مسار إجباري من العمل الدقيق وتأكيد المصادر وغيرها ، من خلال عملية فرز وتصنيف وتحسين جودة المعلومة ، إذ يتوجب علينا فحص مصدر هذه المعلومة ومدى مصداقيتها وان نجمع شذرات المعلومات حتى نتمكن من تصنيف هدف ما على انه هدفا يمكن بل يجب مهاجمته ".
واوضحت :" في الواقع العملي يعمل رجال الشاباك و امان ، سويا . ويقومون بتركيب مكونات الصورة "البازل" حتى يتوصلوا الى يقين يقارب 100% بكل ما يتعلق بالهدف . وفي حال تحققت هذه النتيجة ، يتم إضافة الهدف إلى بنك الأهداف وفي المقابل تبدأ القوات بإجراء التدريبات على نماذج ومواقع تشبه الهدف المقصود تدميره وبالتوازي مع ذلك تقوم "امان" بجمع معلومات حول مدى وحجم المخاطر التي يشكلها تدمير الهدف ، إضافة إلى خطر إصابة المدنيين وبهذه الطريقة نجح الجيش في السابق في تحديد مكان ألاف "المخارط " التي كانت تستخدم في إنتاج الصواريخ ومنصات الإطلاق ومخازن الصواريخ .
وقالت انه بعد التوغل البري بوقت قصير ، أدركت "حماس" انه وبرغم الاحتياطات الدقيقة تعلم الاستخبارات الإسرائيلية مكان وجود معظم او غالبية الأنفاق وهنا المقصود الأنفاق الهجومية التي تتجه نحو الأراضي الإسرائيلية ،اذ تم تدمير 30 منها خلال عملية " الجرف الصامد " .
وتعرب المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في تقديراتها ، بان العملية انتهت بتدمير جميع هذه الأنفاق لكنها تبقى حذرة ولم تعلن ذلك خشية نجاة نفق او اثنين وبالتالي تدخل في إحراج كبير .
ومغزى هذا الحذر واضح جدا ، وهو أن إسرائيل لا تمتلك حلولا تكنولوجية ، ما يعني أن الاستخبارات يجب أن تضم الأنفاق إلى بنك أهدافها وهذه مهمة ليست بالسهلة .