شمس نيوز/ خاص
هاجس الاختراقات يعود ليضرب "إسرائيل" من جديد، وذلك بعد اعلان الاحتلال الاسرائيلي، مساء أمس الأربعاء، إغلاقه لحسابات وهمية اعتبر أنها تتواصل مع العشرات من جنود جيشه، وتحاول سرقة البيانات من هواتفهم.
وأشارت وسائل اعلام عبرية، بأصابع الإتهام، إلى حركة "حماس"، بأنها اخترقت الأجهزة الخلوية الخاصة بعشرات الجنود في جيش الاحتلال، وقامت بالتنصت على المكالمات والرسائل النصية داخل الأجهزة، وذلك عن طريق حسابات مزيفة في الـ "فيسبوك".
وقال جيش الاحتلال، إن حركة "حماس" تستخدم صور نساء شابات ولغة عبرية دارجة للدردشة مع عشرات الجنود الإسرائيليين على الانترنت مما يجعلها تسيطر على كاميرات وميكروفونات هواتفهم المحمولة.
سباق أدمغة
المحلل والخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، أكد بأن الاختراقات تدل على أن هناك صراع أدمغة بين المقاومة والجيش الاسرائيلي، مضيفاً: "قبل يومين اعترف الاحتلال باختراق المنظومة الأمنية الاسرائيلية".
وبين الخبير العسكري، خلال حديثه لـ "شمس نيوز" بوجود سباق أدمغة، بين الاحتلال الاسرائيلي وبين المقاومة، على صعيد "السايبر" والطائرات بدون طيار، مؤكداً أن قلق الاختراقات وهاجسه تتوج بعد اغتيال الزواري، الذي نجح في تطوير غواصة توجَه عن بعد.
وقال الشرقاوي، إن المقاومة التي تمتلك طائرات بدون طيار، لديها امكانيات أن تخترق هواتف الجيش الاسرائيلي، واختراق المنظومة الأمنية لوزارة الجيش الاسرائيلية"، لافتاً أن قلقاً اسرائيلياً يتنامى من قدرات المقاومة الالكترونية.
حرب إلكترونية
من جانبه، بين الخبير في مجال أمن المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي خالد صافي، أن هذه الاختراقات تمثل نوعاً من الحرب الالكترونية، وتندرج تحت بند"الجهاد الالكتروني"؛ لمحاولة إضعاف الجبهة الداخلية والضغط على حكومة الاحتلال، فيما يتعلق في صفقة تبادل جديدة، ولمحاولة إشغال الاحتلال في نفسه.
وقال صافي، خلال حديثه لـ "شمس نيوز": بعد حملات السايبر الاسرائيلية ضد الحسابات الفلسطينية، وضعت نفسها في مربع الدفاع عن النفس لا في مربع الهجوم، مؤكداً أن التكنولوجيا باتت سلاحاً في أيدي المقاومة.
وأضاف: لكل تكنولوجيا، تكنولوجيا مضادة، فمهما كانت امكانيات الاحتلال لتأمينه لحساباته بشكل قوي، فإن هناك طرقاً للالتفاف حول هذا التأمين واختراق الحسابات.
ولفت صافي، أن ما وصل له المحتل من امكانيات وتقنيات، من المحتمل أن يصل لأي مكان آخر، مشيراً أن هذه الاختراقات، قادرة على التلاعب في حسابات المحتل، واعادة موازين القوى، وقادرة على إيلام الآخر، بقدر متساوي نسبياً.
نجاحاً للقسام
وعن تناول الإعلام الإسرائيلي لعملية الاختراق، أوضح عمر جعارة المختص بالشأن الإسرائيلي، أن الاحتلال اعتبر ذلك "نجاحاً" للكتائب، كما وأعدها "فضيحة" لأجهزة المخابرات الإسرائيلية توازي فضيحة الرئيس الأمريكي "ترامب" عند اختراق المخابرات الروسية لحساباته.
وقال جعارة، إن الرواية الاسرائيلية، اعترفت بالقول إن المقاومة استطاعت أن تتصل بعدد كبير من الهواتف النقالة لجنود الاحتلال، وذلك عن طريق بث صور لجميلات في الجيش، ومن هنا استطاعت أن تجعل هواتف عدد كبير منهم كـ "جواسيس للمقاومة".
وأشار إلى، وجود جهات مختصة تعاملت مع هذا الاختراق الالكتروني، واتخذت اجراءات مهمة لمواجهة "القرصنة"، حيث عملوا على حجب الفيروسات الالكترونية للمقاومة، حتى لا تخترق الهواتف، وتشديد التعليمات على الجنود بعدم استخدام الهواتف الذكية.
وأوضح جعارة، أن الاسرائيليين يقدرون نجاح وقدرة المقاومة لمثل هذه العلميات، مشيراً إلى أن المذيعين الاسرائيليين، اندهشوا من اختراق استديوهات ونشرات الأخبار، كما اندهشوا من قدرة المقاومة على اختراق الهواتف، وسلطوا الأضواء على الأمر.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن أمس الأربعاء، عن اكتشاف عملية "اختراق" قامت بها حركة "حماس"، لأجهزة الكترونية تخص عددًا من جنود وضباط الاحتلال.
وبيّنت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن عناصر في حركة "حماس" استطاعوا بطريقة محكمة اختراق حواسيب وهواتف ضباط كبار وجنود في صفوف الجيش.
ونقلت عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بأن الأمر "بمثابة اختراق أمني فادح وخطير للغاية"، موضحة: "كان عناصر حماس يوطدون علاقاتهم بالجنود شيئًا فشيئًا، ثم يطلبون من الهدف أن يقوم بتحميل تطبيق خاص على هاتفه النقال، ليساعدهم على التواصل بشكل أسرع وأكثر جودة وكفاءة".
ولفتت النظر إلى، أن التطبيق مكّن عناصر المقاومة الفلسطينية من حذف جميع التطبيقات التي كان يزود بها الجيش جنوده، والتي تجهد عمليات اختراق الهواتف، "وهو ما فتح المجال للمقاومة السيطرة على هواتف الضباط بشكل كلي، واستخدامها لنقل معلومات خطيرة جدًا وحساسة".
وبحسب جيش الاحتلال، وفقًا ليديعوت أحرنوت، فقد استطاع عناصر حماس، التغلغل في مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بالجنود، ومشاهدة كل التفاصيل عن كثب والوصول إلى كافة المعلومات التي يتم تبادلها، "وهو ما وفر للحركة مخزون معلومات هائل وواسع".
وقالت الصحيفة العبرية، إن مجموعات التواصل التي اخترقها عناصر حماس "حساسة وسرية للغاية، وقسم كبير منها كان عبارة عن مجموعات للتواصل بين الجنود وقياداتهم، وبين الكتائب في الجيش الإسرائيلي وقوات الاحتياط".
وادعت أن الجيش الاسرائيلي اكتشف أمر عملية التجسس "عقب اكتشاف وقوع أحد الجنود في حالة حب افتراضية مع عنصر من حركة حماس، استطاع الايقاع به، وقد أثارت طلباته من الجندي الشكوك حول هويته".