شمس نيوز / عبدالله عبيد
تزداد المعاناة يوماً بعد يوم في قطاع غزة الذي يعاني من حصار لأكثر من عشرة أعوام على التوالي، والتي تتمثل في أزمة الكهرباء وإغلاق مستمر لمعبر رفح المتنفس الوحيد لـ2 مليون شخص في غزة، بالإضافة إلى ازدياد معدلات البطالة والفقر، دون وجود أي حلول تلوح بالأفق من الجهات المسؤولة .
بقاء هذه الأزمات على حالها أوصل المواطن الغزي إلى حالة الضغط الشديد، الذي قد يصل بعدها إلى مرحلة الانفجار، سواء على الصعيد الداخلي أو التوجه نحو مواجهة مع "إسرائيل"، إلا إذا أسعفته رؤية مصر الجديدة لغزة والتي لوحت بالانفراجة للقطاع المحاصر.
مراقبون للشأن الفلسطيني اتفقوا خلال أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز"، أن عوامل الانفجار قائمة في قطاع غزة وتنضج وتكبر منذ سنوات، منوهين في الوقت ذاته إلى أن هناك أطراف معنية بأن تصل غزة إلى درجة من اليأس والإحباط لدرجة القبول بأي حل وبأي مخرج".
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نقلت الأربعاء الماضي عن ما يسمى بــ "قائد المنطقة الجنوبية" في جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، الجنرال، إيال زامير قوله: "إن الضائقة الاقتصادية في قطاع غزة وقلة إمدادات الكهرباء والمياه وزيادة معدلات البطالة مع نمو السكان السريع وضيق المناطق السكنية يجعل من القطاع قنبلة موقوتة".
وحذر زامير من أن الضائقة المعيشية التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة ستنفجر في وجه "إسرائيل" يومًا، موضحاً بأن الأوضاع التي تزداد سوءاً، وباتت تشكل مصدر قلقاً حقيقياً لــ "إسرائيل".
عوامل قائمة
ناجي شراب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، أكد أن عوامل الانفجار في غزة قائمة، وذكر أن هناك مظاهر كثيرة للانفجار كالفقر والبطالة وانسداد الأفق السياسي والأزمات الأخرى.
ويرى شراب خلال حديثه لـ"شمس نيوز" أن العوامل السابقة تدفع باتجاه الانفجار الاجتماعي بصورة أو بأخرى، "وحماس تدرك أن عوامل التفجر الاجتماعي تنضج وتكبر في غزة يوماً بعد يوم".
ونوه إلى، أن أمام حماس خيارين فقط للحد من هذا الأمر، وهما إما الذهاب إلى حرب "وهذا مستبعد في الوقت الحاضر لأن الذهاب لحرب سيفاقم الأوضاع في قطاع غزة، وقد تكون الخسائر كبيرة جداً"، مبيّناً أن الخيار الآخر وهو التوجه نحو مصر لبحث آليات كسر الحصار عن غزة.
وأضاف: " أعتقد أن التوجه نحو مصر هو الأمر المحتم لكي يكون هناك انفراجة قريبة في غزة، لإعادة فتح معبر بشكل منتظم ورفع الحصار عن غزة"، لافتاً في الوقت ذاته إلى وجود تحركات حمساوية في مصر لإعادة العلاقات المصرية مع حماس.
انفراجة قريبة
وحول تصريحات الزهار الأخيرة بانفراجة قريبة، اعتبر المحلل شراب أن الحديث عن موضوع التبادل الاقتصادي وتحسينه بين مصر وغزة، هو المقصود بانفراجة قريبة، مشدداً على أن هذه الأمور ستنعكس ايجاباً على غزة في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وتخفيف حالة الاحتقان.
وتابع: " المقصود بالانفراجة هو تحسين العلاقات مع مصر، وكما نعلم أن قطاع غزة مرتبط ارتباط روحياً بمصر، لأننا نستبعد هذه الفترة أن يكون هناك انفراجة على صعيد المصالحة الفلسطينية".
وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار قد صرّح بأن قطاع غزة على موعد من انفراجة قريباً، بعد الوعود المصرية المرهونة بتطور العلاقات بين الجانبين.
وأرجع الزهار سبب الانفراجة إلى اللقاءات الأخيرة التي جرت في القاهرة بين مسؤولين مصريين، ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس د. موسى أبو مرزوق، مشيراً إلى أن مصر أكدت للأخير التزامها بفتح معبر رفح البري أمام المسافرين، وتفعيل التبادل التجاري بين قطاع غزة والقاهرة"، منبهاً إلى أن هناك مرحلة هامة وجديدة ستبدأ قريباً بين مصر وغزة.
في وجه من ؟
أما المحلل السياسي، إبراهيم أبراش فقد وافق سابقه في الرأي بأن عوامل الانفجار في غزة محتملة منذ سنوات، مستدركاً" لكن السؤال هنا في وجه من سيكون الانفجار وفي أي اتجاه؟
وقال أبراش لـ"شمس نيوز"، إن ما يجري في غزة سواء كان متعلق بالكهرباء أو أزمة اقتصادية وغيرها هي أمور مقصودة، فهناك أطراف متعددة معنية بهذا الأمر معنية بأن تصل غزة إلى درجة من اليأس والإحباط لدرجة القبول بأي حل وبأي مخرج".
وأضاف " نلاحظ أن هذا التشديد على قطاع غزة يوازيه تحرك من قبل مصر لتخفيف المعاناة، وذلك من خلال مشاريع متعددة سواء فتح المعبر أو وفود ذاهبة للقاهرة أو التبادل الاقتصادي"، مرجحاً أن تصل المرحلة المقبلة لانفراجة قريبة في غزة عنوانها مصر.
وأوضح المحلل السياسي أنه لا يوجد في المدى القريب أي حلول لقطاع غزة من خلال انهاء الانقسام أو إعادة ربطه بالضفة الغربية في إطار سلطة وحكومة واحدة، معتبراً أي حلول لقطاع غزة من خلال البوابة المصرية وبدون المرور على القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير، يعني تكريس الانقسام، على حد تعبيره.
وبحسب أبراش فإن الأيام القادمة ستحدد ما إذا كانت اجتماع اللجنة التحضيرية وما اتفقوا عليه من تشكيل حكومة وحدة وطنية ومجلس وطني قد تقطع الطريق على أي محاولات لدفع قطاع غزة باتجاه مصر.
وتعقد في بيروت اجتماعات للجنة التحضرية للمجلس الوطني، بمشاركة الفصائل والقوى الوطنية كافة، تم خلالها مناقشة إعادة تشكيل وصياغة المجلس، بما يضمن التمثيل الحقيقي للفصائل، والتوافق على مكان عقده وغيرها من الأمور.