شمس نيوز/ خاص
تلتقي اليوم الأحد في العاصمة الفرنسية باريس نحو 70 دولة ومنظمة دولية لعقد اجتماع على رأس أجندته التأكيد على تمسك الأطراف المشاركة في خيار "حل الدولتين" باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدما في مباحثات "السلام" بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
المؤتمر الذي يترأس جلساته وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو، يأتي بعد قرار مجلس الأمن الرقم ٢٣٣٤الخاص بتجميد الاستيطان، ثم خطاب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي انتقد دور اليمين المتطرف في رسم السياسة الإسرائيلية، كما يسبق بأيام تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهمات منصبه.
سفير فلسطين لدى فرنسا أشار إلى ما وصفها بـ"مؤشرات أساسية إيجابية" للاجتماع، ودعا المؤتمر إلى الأخذ بعين الاعتبار كافة القضايا الجوهرية التي جاءت في قرارات مجلس الأمن سابقا، والاتفاقيات التي جرى الاتفاق على تنفيذها من قبل الجانبين، خاصة الجانب الإسرائيلي الذي تنكر للشرعيات الدولية.
تثبيت حل الدولتين
المحلل السياسي، مخيمر أبو سعدة، قال إن مؤتمر باريس هو محاولة لتثبيت حل الدولتين، باعتباره الحل الأمثل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وذلك بالاستناد على قرار مجلس الأمن 2334، مشيراً إلى أن نتنياهو يرفض أي تدخل أوروبي في عملية "السلام" لأنه يسعى لإتمام تسوية الصراع من خلال المفاوضات.
وقد وجهت باريس الدعوة إلى "إسرائيل" والفلسطينيين لسماع نتائج المؤتمر، ولكن ليس للمشاركة في القمة نفسها.
وأوضح أبو سعدة، خلال حديثه لـ "شمس نيوز"، أنه لايمكن القول بأن المؤتمر سينجح أو يفشل، فمن الممكن أن يفشل بسبب رفض نتنياهو حضور المؤتمر ورفض اليمين كذلك لمخرجاته، ولكن يمكن القول بأن المؤتمر هو محاولة لتثبيت حل الدولتين.
وتابع: كذلك الحصول على دعم دولي خصوصاً في الأيام الخمس الأخيرة لإدارة أوباما رئيساً للبلاد، وبالتالي هو محاولة أوروبية فرنسية للحصول على دعم إدارة أوباما خصوصاً بعد امتناعها عن التصويت لقرار مجلس الأمن.
المسمار الأخير
وأضاف أبو سعدة: على الفلسطينيين، انتظار إدارة الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب" الجديد وحسمه للخلافات والملفات الداخلية، فمن غير المتوقع أن يكون هناك خطوات ملموسة مباشرة بعد المؤتمر، إلا إذا فجر ترامب زوبعة سياسية جديدة، بنقل السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب خلال الـ6 شهور القادمة، وبذلك يكون قد دقَ المسمار الأخير في نعش عملية التسوية.
وعلق أبو سعدة، على تهديدات رئيس السلطة محمود عباس بعدم نجاح المؤتمر، بالقول: من الصعب أن يتم الحديث عن حل الدولتين إذا لم تنجح أمريكا وأوروبا بإنجاح هذا المؤتمر، لأن اسرائيل يومياً تبني المستوطنات وتشرعنها، فهي قد تكون المحاولة الأخيرة.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أكد على أن مؤتمر باريس "للسلام" الدولي، سيكون الفرصة الأخيرة لتنفيذ حل الدولتين.
وقال عباس، في مقابلة صحفية: "نحن كفلسطينيين نقول كفى بعد 70 عاما من المنفى و50 عاما من الاحتلال، يجب أن يكون 2017 عام العدالة والسلام والحرية لشعبنا".
أما المحلل والكاتب السياسي، حسن عبدو، أكد أن مؤتمر باريس "للسلام" فقد أهميته بعد تراجع فرنسا عن التوجه لهذا المؤتمر، وإلغاء صيغة المؤتمر إلى اجتماع دولي، وبالتالي في ظل الرفض الاسرائيلي وفي ظل الموقف الفرنسي الذي يقبل الاملاءات الخارجية، والتراجع كما جرى في محطات عدة، تؤكد بأنه لن يكون هناك جدوى حقيقية لهذا المؤتمر.
وحول مراهنات السلطة الفلسطينية على انعقاد المؤتمر، قال عبدو: "إن السلطة ترى بالمؤتمر فرصة مناسبة لإدانة الاستيطان، والتأكيد على حل الدولتين، وهذا يعني تدني النتائج حيث لا يوجد توقعات كبيرة لدى السلطة.
وأشار إلى، أن بالبداية كان الحديث عن مؤتمر دولي ينظم عملية التسوية بمرجعية سياسية وبأفق زمني، وهذا لم يحدث، لذلك التوقعات من هذا المؤتمر توقعات متدنية جدا، وهو مجرد اجتماع لا أكثر من ذلك.
وأوضح بأن، خيارات السلطة بعد المؤتمر، هو الإعلان عن فشل منهج التفاوض، والتحذير من أن الاحتلال لديه مشروع واضح الملامح للاستيلاء الكامل على الضفة الغربية كجزء من "اسرائيل" التوراتية، كذلك والاستيلاء الكامل على القدس وتغيير ملامحها العربي والديمغرافي والاسلامي.
حشد دولي
من جهة أخرى، اعتبر الكاتب حسين حجازي، أهمية المؤتمر الدولي، من حشد دولي غير مسبوق حول إنهاء الاحتلال، هو فشل استراتيجية الاحتلال وتفكك تحالفاته الخارجية، والإعلان المدوي بأوسع صوت أممي عن هذا الفشل ونبذ "إسرائيل".
وأوضح بالقول: وهو ما سيقود الآن إلى حسم الوضع الداخلي في إسرائيل بعد التحقيق مع نتنياهو، تمهيداً للإقدام على الاستحقاق التاريخي باتخاذ القرار، فإسرائيل لن يكون بمقدورها بعد الآن، وقد التف الحبل حول الرقبة وشُدد على هذا النحو، إدارةَ الظهر للعالم حينما أبان العالم لها بوضوح عينه الحمراء.
وتساءل الكاتب، هل رهان إسرائيل أخيراً على دونالد ترامب سوف ينقذها من هذا الاستحقاق أو اتخاذ هذا القرار؟ والجواب، لقد كان هذا واضحاً وفي صلب العملية التي صممت في جزء رئيسي منها، لشل قدرة ترامب على أن يخرج عن المسار، وكلمة السر أن أوروبا اليوم تخلق توازنها الجديد بعد أن سلم إليها أوباما دفة القيادة.